کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: ترامب وروحاني.. الطائران الغاضبان في الجمعية العامة للأمم المتحدة
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
يفترض أن تبدأ اجتماعات الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 19 سبتمبر، وجميع العيون تترقب خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأول أمام الجمعية العامة.
لسوء الحظ، في السنوات القليلة الماضية، أصبح هذا المحفل الدولي الهام فرصة لبعض الدول لاستخدام منبر الأمم المتحدة للإعلان عن كراهيتها لدول أخرى، وتوجه من خلالها اتهاماتها وتهديداتها لدول أخرى.
في العام الماضي، ركّزت دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل خاص على أزمة اللاجئين السوريين، ولكن يبدو في هذا العام، ورغم أهمية قضايا اللاجئين في مرحلة ما بعد سقوط تنظيم داعش، فإن قادة العالم لديهم أولويات أخرى على أجندتهم يريدون طرحها ومناقشتها.
كوريا الشمالية قد تحظى بحيّز كبير من النقاشات في الجمعية العامة هذه المرة لأنها تهدد الأمن والاسقرار العالميين من خلال إجراء تجارب متكررة على صواريخ بالستية، كما أجرت مؤخراً تجربة تفجير قنبلة هيدروجينية. لا أحد يعرف بالضبط ما هو التصرف الأمثل الذي يجب اتخاذه تجاه كوريا الشمالية للحد من خطر هذا النظام المتمرد والحد من تهديداته.
أما الموضوع الثاني الذي سيكون له أهمية كبيرة في نقاشات الجمعية العامة فهو موضوع إيران، حيث يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلص من الاتفاقية النووية مع هذا البلد.
الرئيس الأمريكي ترامب من أهم معارضي الاتفاقية النووية مع إيران، وهو يهدد بالانسحاب منها بحجة أن إيران غير ملتزمة بهذه الاتفاقية. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران ملتزمة ببنود الاتفاقية، كما أعرب الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا عن رضاهم بالتزام إيران بهذه الاتفاقية، فانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أمر غير مرغوب فيه من قبل أي طرف من الأطراف، حيث ستظهر تحديات جديدة أمام المجتمع الدولي بهذا الخصوص.
إن ما يعنيه الرئيس ترامب بأن إيران انتهكت "روح" الاتفاقية ربما يشير إلى النشاطات الإقليمية لإيران ووجودها في كل من سوريا والعراق. وربما يعود جزء كبير لمعارضة ترامب للاتفاقية النووية مع إيران إلى اعتقاده أن إيران استفادت كثيراً من الاتفاق دون أن تغير سلوكها الإقليمي، حتى أنها قامت باختبار صواريخ بعيدة المدى.
ويتوقع بعض المراقبين أن الرئيس ترامب سيشن هجوما قوياً ضد كوريا الشمالية وإيران في خطابه أمام الجمعية العامة، كما أنه سيتحدث عن الإرهاب.
إيران من طرفها أرسلت وفداً يضم عددا كبيراً من الشخصيات الهامة إلى نيويورك، واستعد الوفد بشكل جيد للرد على أي انتقادات يوجهها ترامب إلى بلدهم. وقد فككت إيران جزءاً كبيراً من برنامجها النووي لكي تستفيد في المقابل من الفوائد الاقتصادية وتحسن علاقاتها مع الدول الغربية. وقد استفادت إيران بالفعل من بعض هذه الإجراءات، ولكن خلال الشهور التسعة منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض ، بدأت مرحلة جديدة واجهت إيران خلالها الكثير من المصاعب.
الرئيس الإيراني حسن روحاني وصل إلى نيويورك منذ يومين لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد اختار روحاني المجيء مبكراً للقاء نظرائه الأوروبيين ومناقشة مستقبل الاتفاق النووي الإيراني معهم ووضع خطة للرد على ترامب بشكل مشترك.
الإيرانيون يبدو أنهم غيروا موقفهم حيث قالوا سابقاً أنهم لا يزالون ملتزمين بالاتفاقية إذا بقيت الأطراف الأخرى ملتزمة بها حتى في حال خروج الولايات المتحدة منها. أما الآن، وقبل بدء اجتماعات الجمعية العامة، فإن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أصدر تهديدات ضد الولايات المتحدة في حال قامت بأي تحرك خاطئ بخصوص الاتفاق النووي. هذا ربما يشير إلى أن إيران تحاول دفع الاتحاد الأوروبي للضغط على ترامب ليبقى ملتزماً بالاتفاق النووي، وإلا فإن الإيرانيين سيستأنفون البرنامج النووي من النقطة التي وقفوا عندها عندما تم التوقيع على الاتفاقية.
ربما يمكن القول أن الهدف الرئيسي من الدورة 72 للجمعية العامة هو مواجهة التحديات النووية من قبل قادة العالم. في جميع الأحوال، فإن هذه دورة مثيرة للاهتمام حيث ستشهد هذا الأسبوع حضور طائرين غاضبين: الرئيس ترامب والرئيس روحاني.