بعد فيديو "تهديد العرب".. محكمة مغربية تأمر باعتقال مليكة مزان
الرباط (CNN)— أحالت المحكمة الابتدائية بالرباط الناشطة مليكة مزان على السجن، وأجلت النظر في قضيتها إلى غاية 29 من الشهر الجاري، خلال الجلسة الأولى التي انعقدت أمس الثلاثاء، وأكد محامي الناشطة، محمد ألمو، أن موّكلته متابعة بجنحة التهديد.
واستدعت الشرطة المغربية مليكة مزان، التي تقدم نفسها في فيسبوك على أنها "شاعرة وروائية وناشطة أمازيغية، وصديقة كبيرة للشعب الكردي"، يوم الأحد الماضي، حيث جرى التحقيق معها بسبب فيديو مباشر بثته على صفحتها على فيسبوك، حمل تهديدا للعرب في شمال إفريقيا بالقتل والطرد في حال لم تقم دولة كردستان.
ومباشرة بعد نشرها الفيديو، لاحقتها انتقادات واسعة من لدن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وكان التنديد بما جاء في تصريحاتها هو السائد في ردود الأفعال، وممّن ردوا عليها، الشيخ محمد الفزازي، الذي صرّح إن فيديو مزان "بغيض ولعين"، وإن صاحبته "عنصرية ومجرمة"، وإنها دعت إلى "ميز عنصري صريح".
وجرى تقديم مليكة مزان أمس أمام النيابة العامة، حيث جرى استنطاقها لمدة ساعة من الزمن، دافعت خلالها مزان عن نفسها، وقد التمس دفاعها حفظ الشكاية أو متابعة موكلته بشكل استثنائي في حالة سراح، إلّا أن قرار النيابة العامة كان متابعة مزان في حالة اعتقال وإحالتها على جلسة اليوم ذاته، وفق تصريحات محمد ألمو لـCNN بالعربية.
وخلال الجلسة، يضيف المحامي، التمس الدفاع تأجيل النظر في القضية إلى غاية إعداد الملف والتخابر مع موكلته، وهو ما استجابت له المحكمة، وقد تقدم الدفاع بطلب السراح المؤقت، إلّا أن المحكمة رفضته، إذ تمت إحالة مليكة مزان على سجن الزاكي في مدينة سلا.
وبرّر المحامي طلبه بالسراح المؤقت بالقول إن مزان "تتوفر على كل الضمانات للحضور، فهي أستاذة للتعليم العمومي، وتسكن في الدائرة الترابية للمحكمة، كما أنها شخصية معروفة"، متحدثا عن أن حالتها لا تستدعي اعتقالها احتياطيا، لأن هذه المسطرة تفعل عندما "يكون الفعل خطرا ويثبت بشكل قطعي مع وجود ضحايا وتغيب ضمانات الحضور وتتوّفر سوابق قضائية"، وفق قوله، مشيرًا أنه سيطعن في قرار رفض السراح.
وترفض الحركة الأمازيغية بالمغرب أيّ دعوات عنصرية أو تحريضية ضد أيّ مكوّن آخر، ويعترف الدستور المغربي بالأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية، وقد سبق للناشط الأمازيغي المعروف أحمد عصيد أن صرّح لـCNN بالعربية أن الحركة الأمازيغية لا تنادي أبدا بأن يسود العرق الواحد في المنطقة، لأن "العرق واحد أصلا خرافة"، ولكنها تنادي بـ"احترام الحقوق الثقافية وإثبات عراقة الأمازيغية في المنطقة المغاربية".