اللحظات الأخيرة لمنفذ هجوم لاس فيغاس.. كيف اختار الغرفة ومن قتله؟
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال عمال النظافة الذين ترددوا إلى غرفة ستيفن بادوك، منفذ ما باتت أكبر مجزرة تحصل بإطلاق نار في أمريكا، إنهم لم يلاحظوا أي شيء غير اعتيادي في غرفته بالطابق 32 من منتج ماندالاي، مؤكدين أن كميات الأسلحة الكبيرة التي كانت بحوزته واستخدمها بالهجوم كانت "مخفية بشكل جيد"، إلى جانب مطارق عديدة كان يحتفظ بها في غرفته.
عندما بدأ بادوك بإطلاق النار على الناس، بخطوة أدت في نهاية المطاف إلى مقتل 59 شخصا وجرح 527، كان الجميع مستغرقا بسماع الموسيقى العالية في الحفل، وكان من الصعب بالتالي رصد مصدر الطلقات النارية، واستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يرسل أحد رجال الأمن رسالة قال فيها: "أنا في الطابق الواحد الثلاثين من منتج ماندالاي ويمكنني سماع طلقات نارية قادمة من الطابق العلوي."
وعندما اقتحم رجال الأمن الغرفة رد بادوك بإطلاق النار عليهم، ما أدى لإصابة أحد عناصر الشرطة في قدمه، ليتراجع الجميع بانتظار وصول قوات العمليات الخاصة الأفضل تجهيزا للتعامل مع الموقف، وقد اتضحت صحة القرار بعد التأكد من حجم الترسانة التي كانت لدى بادوك، والمكونة من 23 بندقية كانت في غرفته الفندقية و19 أخرى كانت في منزله.
داخل الغرفة
يقول رجال الأمن إن الغرفة التي كان بادوك فيها تؤمن له إطلالة واضحة جدا على موقع الهجوم. محلل شؤون الأمن لدى CNN، آرت روديك، قال إن معلوماته تدل على قيام المهاجم بنقل عشر حقائب إلى غرفته على مدار أيام إقامته فيها، كانت على الأرجح مليئة بالأسلحة.
ويتابع روديك بالقول: "التخطيط كان مذهلا. كل مهاجم يطمح لاستهداف ضحاياه من الأعلى، ولذلك وقع الخيار على هذه الغرفة، وأظن أننا سنجد تسجيلات فيديو تُظهر بادوك وهو في موقع الهجوم وينظر منه باتجاه فندق منتج ماندالاي محاولا معرفة الغرفة المناسبة لتنفيذ الهجوم."
ويلفت المحلل الأمني إلى أن بادوك عمد إلى تحطيم النوافذ في موضعين من غرفته، ما يمنحه القدرة على استهداف أكثر من زاوية من زوايا المنطقة التي تشهد الاحتفال، علاوة على أن ضخامة حجم المنتجع يبرر حاجة رجال الأمن إلى أكثر من ساعة لتحديد الغرفة التي انطلقت منها النيران ومن ثم التخطيط للتعامل مع المسلح فيها.
عملية الاقتحام
تشير معلومات رجال الأمن إلى قيام ستة من عناصر القوات الخاصة باقتحام الغرفة بعد تحديد موضعها إثر عملية تمشيط شملت كل طوابق الفندق. واستخدم رجال القوات الخاصة المتفجرات من أجل اقتحام الغرفة ومواجهة المسلح مباشرة.
وعند دخولهم إلى الغرفة، وجد رجال الأمن بادوك وقد قتل برصاصة أطلقه على نفسه على الأرجح حتى قبل حصول عملية الاقتحام.