كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: متى سيأتي دور أفغانستان؟
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبّر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
خرجوا من البيت وذهبوا إلى مكتب تسجيل ومعهم شهادات ميلادهم ليسجلوا في المكتب الانتخابي من أجل التصويت في الانتخابات البرلمانية القادمة، لكنهم لم يعودوا إلى البيت مطلقاً. أكثر من 57 شخصاً من المدنيين الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء، قتلوا صباح يوم الأحد 22 أبريل وجرح أكثر من 100 آخرين في هجوم انتحاري أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.
أصبح الموت في هذا البلد بشكل عشوائي في هجمات انتحارية إرهابية، أحياناً عن طريق سيارة مفخخة وأحياناً عن طريق انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً، أمراً عادياً، حيث يموت في الغالب أبرياء في الأماكن العامة. معظم الهجمات الانتحارية تركزت مؤخراً في العاصمة الأفغانية، كابول، وبالرغم من وعود الحكومة الأفغانية للمواطنين بأنها ستقوم بتحسين الأوضاع الأمنية فإن شيئاً لم يتحسن وبقيت الأمور كما هي، وربما أكثر سوءاً.
وربما كان الأمل بأن الانتخابات البرلمانية القادمة في أفغانستان، والتي يفترض أن تقام في شهر أكتوبر بعد تأخير دام ثلاث سنوات، ستساعد على تغيير الأمور إلى الأفضل في المشهد السياسي، الأمر الذي شجع عدداً كبيراً من المواطنين الأفغان على المشاركة والاستجابة إلى الجدول الزمني المحدد للتسجيل من أجل المشاركة في الانتخابات.
بعض المراقبين يتوقعون أن تتزايد وتيرة الهجمات ضد المدنيين خلال هذا الصيف مع اقتراب موعد الانتخابات في أكتوبر. ويبدو أن الهدف الرئيسي للمهاجمين هو منع الناس من المشاركة في الانتخابات من خلال نشر الخوف بين المدنيين. وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون على الأغلب الأخيرة التي يستخدم فيها الإرهابيون نفس الأدوات –فرق الموت- خلال فترة الانتخابات.
منذ الفترة التي ظهر فيها تنظيم القاعدة ومن ثم حركة طالبان وحالياً تنظيم داعش، يسعى الإرهابيون البشتون والباكستانيون إلى الانضمام إلى آخر نوع من أنواع الإرهاب، والمتمثل حالياً في تنظيم داعش، والذي يتشكل بشكل أساسي من عناصر من حركة طالبان سابقاً تأثروا بالنسخة العربية للتنظيم، لكنهم بدأوا يطلقون على أنفسهم اسم تنظيم داعش للاستفادة من السمعة المخيفة التي اكتسبها التنظيم بسبب عملياته في العراق وسوريا.
الإرهابيون الذين يتدفقون من باكستان وبعض الأفغان على الحدود مع باكستان ينتمون بشكل أساسي إلى طالبان/ داعش، لكن من المهم أيضاً عدم تجاهل مافيات المخدرات لأنها تلعب دوراً كبيراً في هذا الصراع. وحسب الأمم المتحدة فإن إنتاج الأفيون في أفغانستان وصل إلى مستويات قياسية في مارس 2018. وبالرغم من الجهود الأمريكية والدولية للقضاء على حقول الخشخاش، فإن هذه التجارة لا تزال أفضل طريقة في هذه
المرحلة لتمويل حركة طالبان والحفاظ على مؤيديها. ولذلك فإن من المنطقي القول إن دور مافيات المخدرات يجب عدم تجاهله في هذه الحرب التي تسببت بمقتل آلاف المواطنين الأبرياء في كابول وباقي المدن الأفغانية.
ويدّعي الإرهابيون أنهم يقاتلون القوات الأجنبية والحكومة غير الإسلامية في أفغانستان، ومع أنهم يتظاهرون بقبول محادثات السلام، إلا أنهم في الحقيقة لا يلتزمون مطلقاً بهذه المحادثات.
الشعب الأفغاني لا يزال ينتظر سماع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتفاصيل خطة العمل المكثفة التي لديه للتحرك ضد طالبان كما وعد سابقاً. لكن كل ما يسمعه الأفغان العاديون الفقراء خلال الساعتين اللتين يحصلون فيها على الكهرباء في المساء هو أن الرئيس ترامب مشغول بالتحقيقات الخاصة بروسيا، والمحادثات مع زعيم كوريا الشمالية، والاتفاقية النووية مع إيران. ويتساءل الأفغان البسطاء: متى سيأتي دور أفغانستان في الدبلوماسية الأمريكية؟