كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: الناخبون الأفغان يلاحقون لقمة العيش ويخشون الموت

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
Credit: WAKIL KOHSAR/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

محتوى إعلاني

أفغانستان واحدة من الدول غير العادية، وهي من بين الدول القليلة في المنطقة التي ليست في حالة حرب ولكنها لا تنعم بالسلام في نفس الوقت. ومن المفترض أن يذهب الناخبون الأفغان للإدلاء بأصواتهم يوم السبت 20 اكتوبر في الانتخابات البرلمانية، وهي تسبق الانتخابات الرئاسية التي ستأتي في ربيع عام 2019.

محتوى إعلاني

بعد 3 سنوات من التأخير في إجراء الانتخابات البرلمانية، تكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة ليس فقط بالنسبة للمرشحين، بل بالنسبة للناخبين أيضاً الذين يريدون أن يقتنعوا أن الديمقراطية ستغير حياتهم وظروف معيشتهم بالفعل. 

واجهت أفغانستان مشاكل كثيرة في تاريخها الحديث. فقد استطاعت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من الإطاحة بحركة طالبان في 2001، وانتخب حامد كرزاي بعد ذلك مباشرة رئيساً للحكومة الانتقالية، ثم انتخب رئيساً في فترتين رئاسيتين متتاليتين.

خلال السنوات القليلة الأولى التي تلت الإطاحة بحركة طالبان، حين كان المجتمع الدولي يركز على إعادة البناء ومكافحة الإرهاب، تمتع الأفغان بما يشبه حالة السلام وباقتصاد جيد نسبياً. ولكن بعد ذلك، وعلى مدى السنوات العشر الماضية، وخاصة بعد انتخاب حكومة الرئيس أشرف غني وعبدالله عبدالله منذ أكثر من أربع سنوات، واجه الشعب الأفغاني فترة اتسمت بالعنف والكثير من المشاكل الأخرى.

اليوم يواجه الأفغانيون الكثير من المتاعب، لكن أهمها الحصول على لقمة العيش والخوف من الموت في كل لحظة، وهذه المخاوف هي في مقدمة الأمور التي يفكر فيها الناخبون الأفغان لدى اختيارهم أعضاء البرلمان في الانتخابات القادمة بالرغم من المخاوف الأمنية التي تحيط بهذه الانتخابات.

وحيث إن هناك قناعة بأن أعضاء البرلمان السابقين فاسدون ومرتبطون بمافيا السلاح، يعتقد كثير من الأفغان أن هذه الانتخابات ستوفر فرصة فريدة لممارسة الديمقراطية وحرية التعبير لانتخاب أعضاء البرلمان المخلصين والصادقين.

في كابول، حيث يوجد 804 مرشحين يتنافسون على 33 مقعداً في البرلمان، هناك منافسة أقوى من باقي المناطق الأفغانية، حيث أن الأعضاء الذين سينتخبون في العاصمة سيتمتعون بنفوذ أقوى من أعضاء البرلمان من المدن الأخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية في الربيع القادم.

هناك بشكل عام 2500 مرشح يخوضون الانتخابات ويتنافسون على 250 كرسي في البرلمان. وتقول لجنة الانتخابات إن حوالي 9 ملايين ناخب مسجلون للإدلاء بأصواتهم، علماً أن 34% فقط من هؤلاء الناخبين المسجلين رسمياً هم من النساء.

هذه هي ثالث انتخابات برلمانية في أفغانستان، وتشير المعطيات أنها ستتمتع بحماية أكبر، وأن نظام البصمات الذي سيتم تطبيقه سيقلص فرص الغش والتزوير التي عانت منها الانتخابات السابقة.

لا شك أن الشعب الأفغاني يتطلع إلى انتخاب وجوه جديدة لم يسبق لهم بالخدمة في هذا المجال من قبل، حيث أن الأعضاء السابقين تمتعوا بوقت طويل جداً يزيد على 8 سنوات في البرلمان بسبب تأخير الانتخابات ما يزيد على 3 سنوات.

سيكون هناك أكثر من 21 ألف مركز انتخابي يوم السبت 20 أكتوبر يستطيع الناخبون الإدلاء بأصواتهم فيها، ويقوم بحماية هذه المراكز الانتخابية أكثر من 54 ألفا من القوات الأمنية. دعونا نتمنى للناخبين الأفغان والمرشحين وعناصر قوى الأمن بأن تكون الانتخابات آمنة وأن تكون النتائج جيدة تخدم المواطن الأفغاني والبلد بشكل عام، فالسلام والازدهار في أفغانستان أساسي لأمن وازدهار المنطقة بشكل عام.

نشر
محتوى إعلاني