بأغنية "ثورية".. مغنية أوبرا تشرح لـCNN كيف كسرت حظر التجوال في تشيلي
سانتياغو، تشيلي (CNN)-- من نافذتها، كسرت مُغنية أوبرا في تشيلي حالة الصمت ليلا مع دخول وقت حظر التجوال المفروض من قبل الحكومة في ظل المظاهرات ضدها.
آيلين روميرو، مُغنية سوبرانو ذات صوت رخيم، غنت من نافذتها في تحد لحظر التجول الذي طبقته السلطات بعد احتجاجات واشتباكات عنيفة في الشوارع بين قوات الأمن والمتظاهرين ضد الرئيس سباستيان بينيرا.
وما أن انتهت روميرو من غنائها الذي أدته في 21 أكتوبر/تشرين الأول، حتى قوبلت بتصفيق حار من قبل جيرانها. ولاحقا نال ما فعلته اهتمامًا كبيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الثالث.
وأحسنت رميرو اختيارها بأدائها أغنية "نستحق العيش في سلام" للفنان الثوري فيكتور خارا، المغني الشعبي الشهير الذي اُغتيل بعد أيام من الانقلاب العسكري على يد الجنرال أوغستو بينوشيه في 1973.
وقالت روميرو لـCNN إنه "من المحزن للغاية أن أرى كيف كانت الشوارع فارغة. لقد جعلني أشعر بالعجز، وأول شيء فعلته هو القيام بغناء الأغنية".
تتذكر روميرو لحظة خروج الناس إلى شرفاتهم عندما سمعت عازفة موسيقية تقوم بتشغيل نفس الأغنية على آلتها، لتنضم إليها.
وأضافت المغنية التشيلية: "خرجت إلى الشرفة لأغني من أجل الناس. لم أفكر مطلقًا في أن هذا الأمر سينتشر بشكل كبير. كان هذا جميلًا، حيث كان الناس صامتين أثناء الأغنية"، ثم ضجوا بالهتاف والتصفيق.
وأشارت روميرو إلى أن المزيد من الجيران الموسيقيين، كل واحد من جانبه - عازف الكمان وعازف الأكورديون ومغن آخر - دفع جميع الجيران للغناء.
ولم تكن روميرو أول من يقوم بهذه اللفتة في وقت حظر التجوال، فسبقتها صديقة طفولتها الموسيقية، باولا أدفيز، فعزفت موسيقى نفس الأغنية على آلتها التشيلو من نافذتها في 20 أكتوبر، في الليلة الثالثة لحظر التجول، بعد أن اقترح والدها ذلك.
وقالت باولا لـCNN: "لقد أديتها في كل يوم من أيام حظر التجول.. كفنانة، أعتقد أن واجبنا هو توجيه مشاعر الناس وكذلك إرسال رسالة واضحة".
وأضافت باولا: "فيكتور خارا تعرض للتعذيب والقتل، وكانت موسيقاه ممنوعة تقريبًا... موسيقاه لها معنى قوي بالنسبة للشعب، معنى النضال والقوة للمواطنين".
وجاءت الاحتجاجات في تشيلي بسبب رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق في العاصمة سانتياغو، لكن المظاهرات ارتفعت إلى درجة الغضب على نطاق واسع بين التشيليين الذين يشعرون أنهم مستبعدون من النشاط الاقتصادي في البلاد.
ويشعر الكثيرون بالإحباط بسبب عدم المساواة الاقتصادية وتكاليف المعيشة وارتفاع الديون والفساد في بلد لا يزال من بين أكثر الدول ازدهارًا واستقرارًا في أمريكا اللاتينية.
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قام رئيس تشيلي بعمل تغييرات في حكومته بعد أيام من الاحتجاجات التي لقي فيها ما لا يقل عن 20 شخصًا حتفهم.