الفلبين: إدانة ماريا ريسا بتهمة "التشهير السيبراني" في أحدث ضربة لحرية الصحافة بالبلاد

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: Dia Dipasupil/Getty Images for CPJ

أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN) -- أدانت محكمة في العاصمة مانيلا، الاثنين، الصحفية الفلبينية ماريا ريسا بتهمة "التشهير السيبراني"، في قضية وصفتها هي وجماعات حرية الصحافة بأنها محاكمة ذات دوافع سياسية من قبل حكومة الرئيس رودريغو دوتيرتي.

محتوى إعلاني

وتم القبض على ماريا ريسا، في وقت مبكر من العام الماضي من مقر موقعها الإلكتروني Rappler، منفذ الأخبار الذي أسسته عبر شبكة الإنترنت في 2012. واكتسبت شهرة في تغطيتها الثابتة لدوتيرتي وحربه الوحشية على المخدرات.

محتوى إعلاني

وتعود القضية إلى قصة نُشرت في 2012، ذكرت أن رجل الأعمال ويلفريدو كينغ كان على صلة بالمخدرات غير القانونية والاتجار بالبشر. ومع ذلك، نشر Rappler المقالة قبل عامين من دخول قوانين التشهير السيبرانية الجديدة حيز التنفيذ في الفلبين.

وجادل المحققون بأن التعديل الذي قد أُجري للقصة بعد تمرير القانون يشكل "إعادة نشر"، ويعني أنه يمكن اعتباره "تشهيرًا إلكترونيًا".

ويوم الاثنين، وجدت المحكمة كلا من ريسا وصحفي موقع "رابلر" رينالدو سانتوس جونيور، الذي كتب القصة، مُذنبين، وفقًا لما أورده الموقع.

ويواجه الاثنان عقوبة قصوى تصل إلى 7 سنوات في السجن، لكن من المرجح أن يتم الإفراج عنهما بكفالة أثناء الاستئناف على الحكم.

ووصف جيه جيه ديسيني، أحد محامي ريسا، الاتهامات بأنها "ذات دوافع سياسية"، وقال إن أي تحديثات تم إجراؤها على المقالة المُسيئة في 2014 كانت "مجرد تغيير في علامات الترقيم".

وأضاف ديسيني: "إذا كان التشهير قد ارتُكب في 2012 ، فإن تغيير علامات الترقيم ما كان ليعيد نشر هذا التشهير".

وجعلت تغطية موقع "رابلر" الكثيفة عن الفلبين، الموقع - وصحفييه - أهدافًا لمؤيدي الرئيس رودريغو دوتيرتي.

وواجهت ريسا عدة مرات تهمة التشهير والتهرب الضريبي، التي وصفها البعض بأنها ذات دوافع سياسية ومُصممة لإسكات الإعلام المستقل في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

وفي حديثها لـCNN في يوليو تموز الماضي، قالت ريسا إن التواجد في الخط الأمامي كمراسل حرب أسهل من القتال من أجل حرية الصحافة، لأنك "لا تعرف حتى مكان وجود العدو".

وأضافت ريسا: "على الأقل عندما تكون في منطقة حرب، يأتي إطلاق النار من جانب وأنت تعرف كيف تحمي نفسك".

ودفعت ريسا، وهي رئيس مكتب CNN السابق، كفالة ثماني مرات، وتواجه المحاكمة في سلسلة من التهم، منها التشهير السيبراني إلى التهرب الضريبي - التي انتقدتها باعتبارها محاولة "سخيفة" لوقف تقاريرها.

وتابعت: "إذا كنت مراسلة في الفلبين، فهذا جزء من الحياة اليومية. إنه مثل التلوث في الهواء".

وتعترف ريسا بأنها تشعر "بعدم الارتياح" بكونها شخصية عالمية في الكفاح من أجل صحافة حرة، إلا أنها تدرك تمامًا أهمية القضية. وقالت "عندما ننظر إلى الوراء بعد عقد من الآن، سنعرف في رابلر أننا قمنا بكل ما في وسعنا".

وتدهورت حرية الصحافة في الفلبين بسرعة تحت حكم دوتيرتي، وتحتل البلاد الآن المرتبة 136 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود".

وقال شون كريسبين، كبير مسؤولي لجنة حماية الصحفيين في جنوب شرق آسيا: "ينبغي على الرئيس دوتيرتي أن ينحاز إلى جانب حرية الصحافة ويلغي قانون مكافحة الإرهاب لعام 2020، أو على الأقل يعدل القانون لضمان عدم تعرض وسائل الإعلام لتهم التحريض المزيفة"، مؤكدًا "أن التشريع بصيغته المكتوبة يشكل تهديدًا مباشراً للصحفيين، وينبغي رفضه".

 

نشر
محتوى إعلاني