في الصين.. وجبات الطعام أصبحت تحت "المراقبة".. والسبب حملة حكومية لوقف إهداره

نشر
6 دقائق قراءة
Credit: NOEL CELIS/AFP via Getty Images

هونغ كونغ (CNN) -- دفعت دعوة من بكين للحد من هدر الطعام المسؤولين والشركات إلى البحث عن طرق لمنع الناس من طلب الكثير، وفي بعض الحالات القصوى وضع أوقات الوجبات تحت المراقبة.

محتوى إعلاني

ويطلب مسؤولو شنغهاي من السكان الإبلاغ عن سلوكيات إهدار الطعام. ويحث رؤساء صناعة المواد الغذائية رواد المطعم على طلب طبق واحد على الأقل أقل من عدد الأشخاص في مجموعتهم.

محتوى إعلاني

بينما طلب أحد المطاعم في مقاطعة هونان الجنوبية من رواد المطعم وزن أنفسهم قبل الدخول، لمساعدتهم في اختيار الوجبات المناسبة.

ومثل العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، تعاني الصين من مشكلة هدر الطعام.

وفي 2015، دفعت الدولة ما يكفي لإطعام ما لا يقل عن 30 إلى 50 مليون شخص - سكان أستراليا ونيوزيلندا مجتمعين، أو ولاية تكساس - لمدة عام كامل، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الصينية.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أعلن في 11 أغسطس آب عن حملة لمعالجة ما أسماه مشكلة هدر الطعام "المروعة والمحزنة".

وجاءت رسالته في الوقت الذي أدى فيه تفشي فيروس كورونا إلى تعطيل سلاسل الإمداد الغذائي العالمية.

لكن توجيهه يفتقر إلى التفاصيل، وترك الأمر للمسؤولين والمواطنين المتحمسين في جميع أنحاء البلاد لهندسة أساليب جذرية في بعض الأحيان لمعالجة هذه المشكلة.

المزيد من الإجراءات الصارمة قادمة. أعلنت أعلى هيئة تشريعية في الصين أنها ستنظر في إصدار قوانين ضد هدر الطعام، في حين هددت منصات البث الرئيسية مدوني الطعام باحتمال فرض حظر على الإفراط في تناول الطعام عبر الإنترنت.

ويعد الطعام موضوعًا حساسًا في الصين، حيث لا تزال المجاعة التي شهدت موت 45 مليون شخص جوعاً خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في الذاكرة الحية للكثيرين.

إن القدرة على أكل ما يريدون، عندما يريدون، ينظر إليها من قبل الكثيرين على أنها علامة على ثروة الصين الجديدة، وثاني أكبر اقتصاد في العالم لديه ثقافة تركز على الأكل الجماعي.

وحذر الخبراء من أن مراقبة أوقات الوجبات يمكن أن يُنظر إليها على أنها تدخل بعيد جدًا في الحياة الشخصية للمواطنين التي تخضع للمراقبة المتزايدة.

وقال وو تشيانغ، المحلل السياسي في بكين وأستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة تسينغهوا، إن "ثلاث وجبات في اليوم هي شيء شخصي للغاية بالنسبة لعامة الناس، حتى أكثر الأشخاص لامبالاة سياسيًا يمكن أن يشعر بأن عادات حياتهم اليومية تتعرض للتحدي والتهديد (من خلال هذه الحملة)".

عندما سحبت الحكومة الصينية قسائم الطعام في 1993، كان رمزًا قويًا أن أيام نقص الغذاء قد ولت، وأصبح الناس أحرارًا في تناول الطعام كما يشاءون.

مع انفتاح الاقتصاد الصيني على العالم، تم نقل الثروة الجديدة للبلاد على طاولات الطعام من خلال العناصر الفاخرة مثل زعانف القرش وحساء عش الطيور.

ويقول وو: "إن الأكل والشرب بما يرضي قلب المرء هو رمز أن الناس يعيشون حياة طيبة".

وتُستخدم المآدب متعددة الدورات بشكل روتيني للاحتفال بأعياد الميلاد وحفلات الزفاف، بالإضافة إلى العطلات مثل رأس السنة الصينية، مع كمية الأطباق والمكونات المتقنة التي تدل على الثروة.

وأوضح ألفريد وو مولوان، الأستاذ المساعد في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، أن طلب وفرة من الأطباق غالبًا ما يكون "مسألة وجاهة" - فكلما طلب الشخص أكثر، كلما زاد طلب المكانة والاحترام سيكون لديهم.

لكن هذا ساهم أيضًا في كميات هائلة من النفايات. وفقًا لوسائل الإعلام التي تديرها الدولة، بين عامي 2013 و 2015 أهدرت الصين حوالي 18 مليون طن من الطعام كل عام.

عندما يُنظر إلى عدد سكان الصين الهائل البالغ 1.4 مليار نسمة، فهذا أفضل من بعض الدول الغربية. بالنسبة للفرد، تهدر الصين حوالي 72.4 رطلاً من الطعام سنويًا، وفقًا لمؤشر استدامة الغذاء لعام 2018 الصادر عن وحدة إيكونوميست إنتليجنس.

تفرز أستراليا 168 رطلاً من الطعام للفرد سنويًا، بينما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأدنى في المؤشر عند 209 أرطال من الطعام سنويًا، لكنها لا تزال كثيرة.

وقال تقرير عن نفايات الطعام في الصين نشرته الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية في 2015، ونقلته وسائل الإعلام الحكومية بعد إعلان شي، إن أسوأ مسبب لفقدان المنتجات في الصين هو صناعة المطاعم المتنامية في البلاد، وأن المشكلة أسوأ بشكل كبير.

لكن مطالبة المطاعم بتقديم كميات أقل من الطعام في أعقاب جائحة فيروس كورونا، الذي أغلق المطاعم معظم النصف الأول من هذا العام، أمر مثير للجدل.

وقال وانغ، وهو مقيم في ووهان أُغلق مطعمه بسبب الإغلاق أثناء تفشي فيروس كوورنا، إن صناعة الأغذية في الصين لا تزال تكافح من أجل التعافي من الوباء، وتواجه الآن ضغوطًا لتقديم طعام أقل.

نشر
محتوى إعلاني