مسؤول أمريكي: هواتف موظفين بالخارجية الأمريكية تعرضت للاختراق عبر برنامج بيغاسوس
أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- تعرضت أجهزة آيفون لنحو 12 موظفًا في وزارة الخارجية الأمريكية، يخدمون في إفريقيا، للاختراق ببرامج تجسس طورتها شركة التكنولوجيا الإسرائيلية NSO في الأشهر الأخيرة، وفقًا لمسؤول أمريكي كبير مطلع على التحقيق ومصدر آخر مطلع على الأمر.
وقال المسؤول الأمريكي إن وزارة الخارجية بصدد محاولة معرفة من لديه حق الوصول إلى المواد المخترقة على هذه الهواتف وكيف حدث الاختراق. وأضاف المسؤول أنه من المحتمل أن يكون هذا الموقف نتيجة حصول الموظفين الأمريكيين على أجهزة آيفون جديدة وبرنامج التجسس بيغاسوس، الذي تصنعه شركة NSO المتبقي على الأجهزة حتى بعد مسحها.
يعتبر تحقيق الخارجية الأمريكية علامة على أن السوق المزدهر لأدوات القرصنة التي تبيعها الشركات الخاصة يشكل تهديدًا متزايدًا ليس فقط لحقوق الإنسان، ولكن أيضًا للأمن القومي للولايات المتحدة.
أدرجت وزارة التجارة الأمريكية الشهر الماضي مجموعة NSO Group وشركة برامج تجسس إسرائيلية أخرى (Candiru)، على القائمة السوداء، متهمة الشركات بتقديم برامج تجسس لحكومات أجنبية "تستخدم هذه الأدوات لاستهداف" الصحفيين والعاملين بالسفارات والنشطاء.
مُنتج برامج التجسس الرئيسي لمجموعة NSO، والمعروف باسم بيغاسوس، قادر على إصابة الهواتف المحمولة عن بعد والتنصت على المكالمات أو الرسائل النصية، وفقًا للباحثين الأمنيين.
كانت وكالة رويترز تحدثت لأول مرة عن تحقيق وزارة الخارجية.
وقال المسؤول الأمريكي إن وزارة الخارجية على اتصال مع شركة أبل بشأن الوضع.
ولم تؤكد الخارجية أن الهواتف قد تم اختراقها.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية: "في حين أننا غير قادرين على التأكيد، بشكل عام، تأخذ الوزارة مسؤوليتها على محمل الجد لحماية معلوماتها وتتخذ باستمرار خطوات لضمان حماية المعلومات".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن إدارة الرئيس جو بايدن كانت "قلقة للغاية من أن برامج التجسس التجارية، مثل برنامج NSO Group تشكل خطرًا على التجسس المضاد والأمن على الموظفين الأمريكيين"، لافتا أن هذا هو سبب إضافة العديد من الشركات في تطوير هذه الأدوات إلى القائمة السوداء لوزارة الخزانة.
وأضاف المتحدث: "حشدت إدارة بايدن-هاريس جهودًا على مستوى الحكومة لمواجهة وكبح انتشار أدوات القرصنة التجارية هذه، والتي تم استخدامها لمزيد من القمع العابر للحدود وانتهاكات حقوق الإنسان".
وقال متحدث باسم NSO Group إنه بمجرد علم الشركة بالحادثة "قررت إنهاء وصول العملاء المعنيين على الفور إلى النظام، بسبب خطورة الادعاءات".
وتابع بيان مجموعة NSO: "حتى هذه اللحظة، لم نتلق أي معلومات أو أرقام هواتف، ولا أي مؤشر على استخدام أدوات NSO في هذه الحالة. علاوة على التحقيق المستقل، ستتعاون NSO مع أي سلطة حكومية ذات صلة وستقدم المعلومات الكاملة التي ستكون لدينا".
ومن غير الواضح من الذي استخدم برامج التجسس لاستهداف هواتف موظفي وزارة الخارجية الأمريكية.
ورفض متحدث باسم شركة آبل التعليق.
وقامت شركة أبل وشركات التكنولوجيا الأمريكية الأخرى بتكثيف الضغط على مجموعة NSO، بسبب مزاعم بانتهاكات حقوق الإنسان والخصوصية - وهي مزاعم نفتها الشركة.
رفعت شركة أبل الشهر الماضي دعوى قضائية ضد NSO Group بزعم انتهاكها لقانون فيدرالي لمكافحة القرصنة من خلال بيع برامج قوية يستخدمها العملاء للتجسس على عملاء أبل. وفي بيان بعد ذلك، لم تتناول NSO Group الدعوى القضائية بشكل مباشر لكنها قالت إن الشركة توفر "أدوات قانونية" لمحاربة الإرهابيين والمجرمين.
وقال جون سكوت - رايلتون، الباحث البارز في مختبر Citizen Lab بجامعة تورنتو، الذي حقق في برامج التجسس الخاصة بـ NSO، إن الكشف الأخير عن الاستهداف المزعوم لهواتف وزارة الخارجية يُظهر أن مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتأمين تلك الهواتف.
وقال سكوت رايلتون لشبكة CNN: "لقد كانت NSO تهديدًا واضحًا للأمن القومي لسنوات، وحقيقة أن هذه الانتهاكات قد حدثت وأن شركة أبل مطالبة بالإخطار، تُظهر أن التهديد لم يتم التعامل معه بجدية كافية".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس الحزب الديمقراطي الأوغندي، نوربرت ماو، إنه تلقى إخطارًا من شركة ابل بأن هاتفه مستهدف.
وكتب على تويتر: "عندما تستيقظ على إشعار تهديد من أبل بأن هاتفك مستهدف، فأنت تعلم أن الإرهاب الإلكتروني من إرهابيين إلكترونيين ترعاهم الدولة أمر حقيقي".