حصريا لـCNN.. الأمريكي تريفور ريد يكشف ظروف احتجازه المروعة في روسيا
(CNN)-- كشف المواطن الأمريكي تريفور ريد، وهو جندي سابق في المشاة البحرية أطلق سراحه مؤخرًا بعد عامين من الاحتجاز في سجن روسي، في مقابلة حصرية لشبكة CNN، تفاصيل تجربته المروعة في مصحة نفسية في روسيا.
وقال ريد، في مقطع فيديو، أذيع يوم الجمعة، من مقابلة مع مذيع CNN، جايك تابر، التي تُذاع ليلة الأحد بعنوان "الوطن أخيرًا: مقابلة تريفور ريد"، إنه "كان في زنزانة مع 7 سجناء آخرين كانوا جميعا يعانون من مشاكل صحية نفسية خطيرة معظمهم أكثر من 50٪ منهم كانوا هناك، على سبيل المثال بتهمة القتل أو بجرائم قتل متعددة واعتداء جنسي، كانوا يزعجون الناس حقًا".
وعن الزنزانة ذكر تريفور ريد: "كما تعلم، لم يكن هذا مكانا جيدا"، وتابع: "كانت الدماء تغطي الجدران هناك، حيث قتل السجناء أنفسهم، أو قتلوا سجناء آخرين، أو حاولوا القيام بذلك".
وقال: "المرحاض مجرد ثقب في الأرض، وكان هناك أشخاص يتجولون مثل الزومبي"، وذكر أنه لم ينم لمدة يومين خوفا مما قد يفعله به الأشخاص في زنزانته، وسأله تابر: "هل شعرت أنهم قد يقتلونك؟"، فأجاب ريد: "نعم، اعتقدت أن هذا احتمال وارد".
وذكر تريفور ريد أنه يعتقد أنه تم إرساله إلى المصحة النفسية كعقوبة على مساعيه المستمرة لاستئناف إدانته.
وأنهت عودة ريد إلى الولايات المتحدة أواخر الشهر الماضي محنة استمرت قرابة 3 سنوات، إذ حُكم عليه بالسجن 9 سنوات في يوليو/ تموز 2020 بعد اتهامه بـ"تعريض حياة ضباط الشرطة الروسية للخطر في مشاجرة" العام السابق، وهو ما أنكره ريد وعائلته.
وفي النهاية، أعيد ريد إلى الولايات المتحدة كجزء من صفقة تبادل أسرى مقابل كونستانتين ياروشينكو، وهو مهرب روسي أدين بجلب الكوكايين من الخارج، وخففت الولايات المتحدة عقوبته.
وخلف الكواليس، عمل المسؤولون داخل وخارج الإدارة الأمريكية لسنوات على إطلاق سراح ريد.
وقال مسؤول في الإدارة، لشبكة CNN، إن عملية التبادل التي، حدثت الشهر الماضي، كانت تتويجًا لـ"شهور وشهور من العمل الجاد الدقيق من قبل الإدارة الأمريكية"، والذي حدث على خلفية التوترات المتزايدة بين واشنطن وموسكو وتفاقمت بشكل كبير بسبب الحرب الروسية الوحشية على أوكرانيا.
وحسبما قال مصدر، لشبكة CNN الشهر الماضي، كان في قضية ريد مزيج من العوامل منها الحاجة الملحة لمعالجة تدهور صحته في السجن، ونشاط عائلته المستمر الذي أدى إلى اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والوضع في أوكرانيا الذي دفع بايدن إلى السماح بالمبادلة ياروشينكو بريد.
لم أسمح لنفسي بالشعور بالأمل
أخبر ريد تابر أنه شعر أنه لن يعود أبدا إلى الولايات المتحدة، قائلا إنه كان لا يثق في أنه سيخرج من السجن الروسي.
وقال: "الكثير من الناس لن يعجبهم ما سأقوله عن هذا، لكنني كنت أرى نوعا ما، أن الأمل نقطة ضعف، لذلك لم أرغب في أن يكون لدي هذا الأمل، مثل، كما تعلمون، أن يتم إطلاق سراحي بطريقة ما ثم أخذ ذلك مني".
وسأله تابر: "حرمت نفسك من الشعور بالأمل؟"، وأجاب ريد: "نعم لم أسمح لنفسي بالشعور بالأمل"، لكن أحباء ريد في الولايات المتحدة ظلوا متمسكين بأملهم طوال فترة سجنه.
فقد التقت عائلة ريد بالرئيس الأمريكي لعرض قضيتهم وقالوا إن هذا الاجتماع كان حاسمًا لإعادة ريد إلى وطنه.
وقال جوي ريد، والد تريفور، الشهر الماضي: "نعتقد أن ذلك الاجتماع مع الرئيس هو ما جعله عودته تحدث"، ووصفت بولا والدة تريفور الاجتماع بأنه "نقطة تحول".
وتعهد ريد وعائلته بمواصلة نشاطهم والقتال من أجل الأمريكيين المحتجزين بشكل غير قانوني في الخارج.
ولا يزال أمريكيان آخران، هما بول ويلان وبريتني غرينر، محتجزين في روسيا.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لشبكة CNN الشهر الماضي، إنهم لا يرون بالضرورة أن عودة ريد الناجحة تترجم إلى زخم لقضيتي ويلان وجرينر، لكنه أضاف أن الحكومة الأمريكية ستواصل الضغط من أجل إطلاق سراحهما، وستظل قناة الاتصال المحتملة مفتوحة.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى زوجة جرينر، شيريل غرينر، يوم السبت.
وفقًا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، أكد الدبلوماسي الكبير أن إطلاق سراح جرينر يمثل أولوية قصوى للوزارة ويحظى باهتمامه الكامل.
وقالت عائلة غرينر، في بيان حصلت عليه CNN، إنهم "ممتنون لاستقبال الوزير بلينكن المكالمة الأخيرة مع شيريل وأنها تتطلع إلى لقائها وجهًا لوجه مع الرئيس".
توضيح: تم تحديث هذه القصة بأن والدي تريفور ريد هم الأقارب الوحيدون للمحتجز من قبل روسيا الذين التقوا بالرئيس الأمريكي جو بايدن.