حصريًا لـCNN: تقييم استخباراتي أوكراني يؤكد وجود مكونات أمريكية في طائرات إيرانية بدون طيار

نشر
11 دقيقة قراءة
  • دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عُثر على أجزاء ومكونات صنعتها أكثر من اثنتي عشرة شركة أمريكية وغربية، في طائرة إيرانية بدون طيار، أُسقطت في أوكرانيا الخريف الماضي، وفقا لتقييم استخباراتي أوكراني، حصلت عليه شبكة CNN حصريًا.

    محتوى إعلاني

    ويوضح التقييم، الذي تمت مشاركته مع مسؤولين بالحكومة الأمريكية، أواخر العام الماضي، حجم المشكلة التي تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي كانت تعهدت بوقف إنتاج إيران للطائرات بدون طيار "الدرون"، التي تطلقها روسيا بالمئات في أوكرانيا.

    محتوى إعلاني

    وذكرت شبكة CNN الشهر الماضي، أن البيت الأبيض شكل فريق عمل على مستوى الإدارة، للتحقيق في كيفية وصول التكنولوجيا الأمريكية والغربية - بدءًا من المعدات الأصغر، مثل أشباه الموصلات ووحدات GPS، إلى أجزاء أكبر مثل المحركات - إلى الطائرات الإيرانية بدون طيار.

    والخيارات المتاحة لمكافحة هذه القضية محدودة، وفرضت الولايات المتحدة منذ سنوات، قيودًا صارمة على التصدير، وعقوبات لمنع إيران من الحصول على مواد عالية الجودة.

    ويبحث المسؤولون الأمريكيون الآن تعزيز تطبيق هذه العقوبات، مع تشجيع الشركات على مراقبة سلاسل التوريد الخاصة بها بشكل أفضل، والأهم من ذلك، محاولة تحديد الأطراف الثالثة من الموزعين الخارجيين، الذين يأخذون هذه المنتجات ويعيدون بيعها إلى جهات سيئة.

    ولا يوجد دليل يشير إلى أن أيًا من هذه الشركات تمارس نشاطها بما يتعارض مع قوانين العقوبات الأمريكية، أو تقوم بتصدير تقنياتها عن قصد لاستخدامها في صناعة الطائرات بدون طيار.

    وقال الخبراء لشبكة CNN، إنه حتى مع وعود العديد من الشركات بتعزيز المراقبة، فإن التحكم في مكان وجود هذه الأجزاء في كل مكان في السوق العالمية غالبًا ما يكون أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة للمصنعين. كما قد لا تعرف الشركات ما الذي تبحث عنه، إذا لم تلاحق الحكومة الأمريكية وتعاقب، الجهات التي تشتري وتبيع تلك المنتجات لأهداف غير مشروعة.

    ويعتبر تقييم المخابرات الأوكرانية دليلا آخر على أنه على الرغم من العقوبات لا تزال إيران تجد وفرة من التكنولوجيا المتاحة تجاريًا.

    ووفقا للتقييم، فإنه من بين 52 مكونًا تم جمعها من الطائرة الإيرانية بدون طيار طراز شاهد -136، اتضح أن 40 مكونًا منها، تم تصنيعها بواسطة 13 شركة أمريكية مختلفة، في حين تم تصنيع المكونات الـ 12 الأخرى، بواسطة شركات في كندا وسويسرا واليابان وتايوان والصين.

    ويبدو أن الشركات الإيرانية الخاضعة للعقوبات، نجحت في الالتفاف على الجهود المبذولة لقطع إمداداتها من المكونات والإلكترونيات الحيوية، فعلى سبيل المثال، فإن الشركة التي صنعت الطائرة بدون طيار، وهي شركة صناعة الطائرات الإيرانية (HESA)، تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2008.

    وأوضح الخبراء أن إحدى المشكلات الرئيسية، هي أنه من الأسهل كثيرا، على المسؤولين الروس والإيرانيين، إنشاء شركات وهمية، لاستخدامها في شراء المعدات والتهرب من العقوبات، مقارنة بقيام الحكومات الغربية بالكشف عن تلك الشركات التي تعمل كواجهة، والتي أحيانا قد تحتاج لسنوات لمعرفتها.

    وقال غريغوري ألين، المسؤول السابق في البنتاغون، الذي يشغل حاليًا منصب مدير مشروع حوكمة الذكاء الاصطناعي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: إن هذه لعبة Whack-a-Mole، وإن حكومة الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون جيدة بشكل أكبر خلال تلك اللعبة، وبخاصة في مؤسسة الأمن القومي الأمريكية".

    وأضاف ألين، الذي شارك مؤخرا في تحقيق حول فعالية ضوابط التصدير الأمريكية، "لا يوجد بديل عن القدرات الداخلية القوية في الحكومة الأمريكية".

    وحذّر من أنها ليست مهمة سهلة، حيث تعتمد صناعة الإلكترونيات الدقيقة بشكل كبير على الموزعين والبائعين الخارجيين الذين يصعب تتبعهم، كما أن الرقائق الدقيقة والأجهزة الصغيرة الأخرى، التي ينتهي بها المطاف في العديد من الطائرات بدون طيار الإيرانية والروسية ليست فقط رخيصة الثمن ومتاحة على نطاق واسع، بل من السهل إخفاؤها أيضا.

    وأوضح ألين: "لماذا يحب المهربون الماس؟"، مضيفا: "لأنها صغيرة وخفيفة الوزن وتستحق طنا من المال، ولسوء الحظ، فإن رقائق الكمبيوتر لها خصائص مماثلة". وقال إن النجاح لن يُقاس بالضرورة في إيقاف 100٪ من المعاملات، بل في جعل الأمر أكثر صعوبة وتكلفة، على الأطراف الضارة، في الحصول على ما يحتاجونه.

    وأصبح التحرك لمنع إيران من تصنيع الطائرات بدون طيار أكثر إلحاحًا مع استمرار روسيا في نشرها في جميع أنحاء أوكرانيا بلا هوادة، والتي تستهدف المناطق المدنية والبنية التحتية الرئيسية. وتستعد روسيا أيضا لإنشاء مصنعها الخاص لإنتاج الطائرات بدون طيار بمساعدة إيران، وفقا لمسؤولين أمريكيين.

    وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، إن القوات الأوكرانية أسقطت أكثر من 80 طائرة إيرانية بدون طيار خلال يومين فقط، وأضاف زيلينسكي، أن أوكرانيا لديها معلومات استخباراتية بأن روسيا "تخطط لشن هجوم طويل الأجل باستخدام طائرات شاهد"، وتراهن على أن ذلك سيؤدي إلى "إرهاق شعبنا، ودفاعاتنا الجوية، وقطاع الطاقة لدينا".

    كما توصل تحقيق منفصل متعلق بطائرات إيرانية بدون طيار أُسقطت في أوكرانيا، أجرته شركة Conflict Armament Research الاستقصائية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، أن 82٪ من المكونات تم تصنيعها من قبل شركات مقرها الولايات المتحدة.

    لشبكة CNN، قال داميان سبليترز، نائب مدير العمليات في تلك الشركة، إن العقوبات لن تكون فعالة إلا إذا واصلت الحكومات مراقبة الأجزاء التي يتم استخدامها وكيفية وصولها.

    وأضاف سبليترز: "ستحاول إيران وروسيا الالتفاف على تلك العقوبات وستحاولان تغيير قنوات الاستحواذ الخاصة بهما. وهذا ما نريد التركيز عليه: "الدخول في الميدان وكشف تلك الأنظمة، وتتبع المكونات، ومراقبة التغييرات".

    وأوضح خبراء لشبكة CNN، انه إذا أرادت الحكومة الأمريكية تعزيز إنفاذ العقوبات، فإنها ستحتاج إلى تخصيص مزيد من الموارد، وتوظيف المزيد من الموظفين لتتبع بائعي هذه المنتجات، ومن يعيدون شرائها.

    وفقًا للتقييم الأوكراني، كان من بين المكونات الأمريكية الصنع الموجودة في الطائرة بدون طيار، ما يقرب من عشرين جزءا من تصنيع شركة Texas Instruments، وتشمل وحدات التحكم الدقيقة، وأجهزة تنظيم الجهد، وأجهزة التحكم في الإشارات الرقمية، ووحدة GPS من إنتاج Hemisphere GNSS، ومعالج دقيق من صنع NXP USA Inc، ومكونات لوحة الدوائر من إنتاج شركتي، Analog Devices وOnsemi.

    كما تم اكتشاف مكونات من صنع شركة International Rectifier - المملوكة لشركة Infineon الألمانية، وشركة U-Blox السويسرية.

    وأرسلت CNN طلبات عبر البريد الإلكتروني للتعليق، الشهر الماضي، إلى جميع الشركات التي حددها الأوكرانيون. وأكدت الشركات الست التي ردت على الطلب، أنها تدين أي استخدام غير مصرح به لمنتجاتها، بينما أشاروا إلى أن مكافحة تحويل وإساءة استخدام أشباه الموصلات وغيرها من الإلكترونيات الدقيقة، يشكل تحديًا على مستوى الصناعة، وأنهم يعملون على مواجهته.

    وقالت شركة تكساس إنسترومنتس TI في بيان، إن "TI لا تبيع أي منتجات لروسيا أو بيلاروسيا أو إيران، وأنها تمتثل للقوانين واللوائح المعمول بها في البلدان التي تعمل فيها، وإنها شريكة لمنظمات إنفاذ القانون حسب الضرورة، بالإضافة إلى ذلك، نحن لا ندعم أو نتغاضى عن استخدام منتجاتنا في التطبيقات التي لم تصمم من أجلها".

    وبدوره، أكد غريغور رودهوسر، المتحدث باسم شركة إنفينيون الألمانية لصناعة أشباه الموصلات، لشبكة CNN: "موقفنا واضح للغاية، شركة إنفينيون تدين العدوان الروسي على أوكرانيا، فهو انتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء على قيم الإنسانية".

    وأضاف أنه "ثبت صعوبة التحكم الكامل في المبيعات المتتالية طوال عمر المنتج، ومع ذلك، فإننا نطلب من عملائنا بما في ذلك الموزعين، إجراء المبيعات بما يتماشى مع القواعد المعمول بها".

    وقالت شركة Analog Devices، وهي شركة أشباه موصلات، يوجد مقرها الرئيسي في ماساتشوستس، في بيان، إنها تكثف الجهود "لتحديد هذا النشاط ومكافحته، بما في يشمل القيام بعمليات مراقبة وتدقيق معززة، واتخاذ إجراءات عند الضرورة، للمساعدة في تقليل إعادة البيع غير المصرح به، وتسريب وإساءة الاستخدام غير المقصودة لمنتجاتنا".

    بدوره، أعلن جاسي زونيغا، مدير الاتصالات في شركة NXP USA لأشباه الموصلات ومقرها أوستن بولاية تكساس، إن الشركة "تمتثل لجميع القيود والعقوبات المعمول بها، في مراقبة الصادرات التي تفرضها البلدان التي نعمل فيها، وأن التطبيقات العسكرية ليست مجال تركيز NXP، ونحن كشركة نعارض بشدة استخدام منتجاتنا في انتهاكات حقوق الإنسان".

    كما قالت شركة Onsemi لتصنيع أشباه الموصلات، ومقرها فينيكس بولاية أريزونا، إنها تلتزم "بقوانين ولوائح مراقبة الصادرات والعقوبات الاقتصادية المعمول بها ولا تبيع بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى روسيا أو بيلاروسيا أو إيران، ولا إلى أي منظمات عسكرية أجنبية، وإنها تتعاون مع جهات إنفاذ القانون والوكالات الحكومية حسب الضرورة، لإثبات كيفية إدارة Onsemi للأعمال وفقا لجميع المتطلبات القانونية، كما نلتزم بأعلى معايير السلوك الأخلاقي".

    وأشارت شركة U-Blox السويسرية المصنعة لأشباه الموصلات في بيان، إلى أن منتجاتها للاستخدام التجاري فقط، وأن استخدام منتجاتها للمعدات العسكرية الروسية "يعد انتهاكا واضحا لشروط الشركة المطبقة في البيع، على العملاء والموزعين على حد سواء".

    نشر
    محتوى إعلاني