وصفها بـ"خطيرة وشريرة".. الأمير هاري يتهم الملكة القرينة كاميلا بتسريب قصص ملكية للإعلام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- واصل الأمير هاري إطلاق مزاعمه حول الشؤون الداخلية للعائلة المالكة البريطانية قبل نشر مذكراته "سبير - SPARE"، المقررة الثلاثاء، مما يمهد الطريق لأسبوع متفجر للعائلة فيما يتعلق بالأسرار التي أفشاها وحظيت بتغطية إعلامية كبيرة.
وفي مقابلتين مع شبكتي ITV البريطانية وCBS الأمريكية، تحدث دوق ساسكس عن وفاة والدته ديانا، أميرة ويلز السابقة، وازدراءه للصحافة البريطانية، وغضبه من معاملة زوجته ميغان ماركل دوقة ساسكس والتداعيات التي تلت ذلك مع عائلته منذ زواجهما.
وفي حواره مع برنامج 60 دقيقة على قناة CBS، الأحد، اتهم الأمير هاري الملكة كاميلا، بتسريب قصص عن العائلة إلى وسائل الإعلام البريطانية كجزء من حملتها "لإعادة تأهيل" صورتها.
وقال إنه لم يتحدث مع شقيقه، الأمير ويليام، ووالده الملك تشارلز الثالث "لبعض الوقت"، وأضاف ردًا على سؤال حول إمكانية المصالحة، أن "الكرة في ملعبهم بشكل كبير".
ورفض قصر باكنغهام مرارًا التعليق على محتويات مذكرات الأمير هاري المرتقبة، التي كانت موضوع تسريبات توضح تفاصيل بعض مزاعمه الأكثر إثارة للجدل. ولم تطلع CNN على نسخة من تلك المذكرات، ولكنها طلبت نسخة من الناشر Penguin Random House.
وجاءت المقابلتان قبل ساعات من نشر مذكراته المقرر، منتصف ليل الثلاثاء بتوقيت لندن، حيث يستمر الأمير هاري في مقاومة ما يشير إليه بـ"المؤسسة"، وكشف عن وجهة نظره حول الحياة داخل العائلة المالكة.
وفي حديثه إلى أندرسون كوبر من شبكة CBS، قال الأمير هاري إنه وشقيقه الأمير ويليام طلبا من الملك عدم الزواج من كاميلا.
وأوضح: "لم نعتقد أنه كان ضروريًا، كنا نظن أنه سيسبب ضررًا أكثر من نفعه، وأنه إذا كان (والده) في علاقة خاصة معها فهذا بالتأكيد يكفي".
لكنه قال إن الأخوين توصلا إلى في النهاية إلى فكرة: "أردنا أن يكون سعيدًا، ورأينا مدى سعادته معها".
وأضاف دوق ساسكس أن كاميلا كانت "خطيرة" لأن الصحافة وصفتها بأنها "شريرة"، لدورها في انهيار زواج والديه، وتحتاج إلى "إعادة تأهيل صورتها".
وقال: "هذا جعلها خطيرة بسبب العلاقات التي كانت تنسجها مع الصحافة البريطانية، وكان هناك استعداد من الجانبين لتبادل المعلومات"، موضحا أنه "مع وجود عائلة قائمة على التسلسل الهرمي، وأنه مع سعيها إلى أن تصبح ملكة قرينة، سيكون هناك أشخاص أو جثث متروكة في الشارع نتيجة لذلك".
وتضمنت مقابلة CBS إشارة إلى مذكرات هاري عندما ورد أنه كتب أنه تم "التضحية" به بسبب العلاقات العامة لكاميلا.
وقال الدوق لكوبر: "إذا قادك الاعتقاد، كأحد أفراد الأسرة، أن التواجد في الصفحة الأولى، والعناوين الإيجابية، والقصص الإيجابية المكتوبة عنك، سيؤدي إلى تحسين سمعتك أو زيادة فرص قبولك كملك من قبل الجمهور البريطاني، فهذا ما ستفعله".
وتزوجت كاميلا من الأمير تشارلز في عام 2005، بعد ثماني سنوات من وفاة زوجته الأولى، ديانا، أميرة ويلز. وكان الاثنان في علاقة رومانسية بشكل متقطع لعقود، وكانت ديانا قد أشارت ذات مرة إلى كاميلا، باعتبارها الشخص الثالث في زواجهما.
علاقة الأمير هاري بالقصر والصحافة البريطانية:
وخلال المقابلة، وفي مقتطفات من مذكراته التي نشرتها قناة ITV، وصف دوق ساسكس، الصحافة البريطانية بأنها "خصم" أراد "خلق أكبر قدر ممكن من الصراع".
وقال إن "الجزء الأكثر حزنا في ذلك هو أن بعض أفراد عائلتي والأشخاص الذين يعملون من أجلهم، متواطئون في هذا الصراع".
وصرح بأن "تسريب" و"زرع مصدر ملكي" للصحافة "ليس أمرًا مجهولا، إنه القصر على وجه التحديد، يطلع الصحافة، ولكنه يغطي آثارها دون ذكر اسمه".
وأضاف الأمير هاري أنه يعتقد أن "هذا أمر صادم جدا للناس، وبخاصة عندما تدرك كم عدد مصادر القصر، والمطلعين على شؤون القصر، وكبار المسؤولين في القصر، وكم عدد الاقتباسات المنسوبة إلى هؤلاء الأشخاص، وبعض أفظع الأشياء التي قيلت عني وعن زوجتي، وتغاضى عنها القصر تمامًا لأنها قادمة من القصر، وهؤلاء الصحفيين تلقوا هذه الرواية حرفًيا دون المجيئ إلينا، ودون رؤية وسماع الطرف الآخر".
وردد الأمير هاري تلك الرواية مع كوبر من شبكة CBS، مضيفًا أنه حتى في سن الثانية عشرة، شعر بالاستياء تجاه وسائل الإعلام البريطانية.
وقال: "لقد كان واضحا لنا كأطفال، دور الصحافة البريطانية في بؤس والدتنا، وكان لدي كثير من الغضب بداخلي، ولحسن الحظ، لم أعبر عنه أبدا لأي شخص"، لكنني لجأت إلى الشرب بكثرة، لأنني أردت تخدير الشعور، أو أردت أن أصرف نفسي عما كنت أفكر فيه. وقد كنت كما تعلمون، سألجأ إلى المخدرات أيضًا".
حزن الأمير هاري بعد وفاة والدته:
وفي المقابلتين، تحدث الأمير هاري عن كيفية مطاردة المصورين لوالدته، وتذكر تلك الليلة المؤلمة التي أخبره والده أن الأميرة ديانا توفيت متأثرة بجروح في حادث سيارة.
وقال: "أنا أفكر حقا في عدد الساعات التي قضاها (والدي) مستيقظا، والشفقة التي أشعر بها نحوه، بصفته الوالد، يجب أن يجلس لساعات، للاتصال بأصدقائه، ومحاولة التمرن، كيف يمكنني بحق الجحيم إبلاغ هذا لأبنائي؟"
وأضاف الأمير هاري أنه لا يريد أبدًا أن يجد نفسه مضطرًا لفعل نفس الشيء.
وأوضح هاري لبرادبي من ITV: "لا أريد أن يعيد التاريخ نفسه، لا أريد أن أكون أبًا أعزبًا، وأنا بالتأكيد لا أريد لأولادي أن يعيشوا بدون أم أو أب".
وقُتلت الأميرة ديانا في عام 1997، عندما تحطمت السيارة التي كانت تستقلها داخل نفق في باريس. وكان الأمير هاري يبلغ من العمر 12 عامًا في ذلك الوقت، وأخبر هاري، كوبر أن ذكرياته عن الأيام التالية للحادث ضبابية، لكنه يتذكر رؤية حشد من الناس خارج قصر باكنغهام جاءوا لتقديم تعازيهم.
وقال: "أعتقد أنه أمر غريب، لأنني وويليام كنا نبتسم، أتذكر الشعور بالذنب الذي شعرت به... حقيقة أن الأشخاص الذين كنا نلتقي بهم كانوا يظهرون عاطفة أكثر مما كنا نظهره".
وأخبر الأمير هاري، كوبر أنه "رفض قبول أنها رحلت"، وظن "لسنوات عديدة" أنها قررت الاختفاء.
وقال دوق ساسكس إنه لم يبك إلا بعد أن تم وضع نعش والدته على الأرض، قال: "كانت هذه هي المرة الأولى التي بكيت فيها بالفعل... لم يكن هناك مرة أخرى".
وفاة الملكة:
كما استعاد الأمير هاري الأحداث المتعلقة بوفاة جدته، الملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت في 8 سبتمبر/ أيلول في قلعة بالمورال. وكان الدوق وقتها في حفل خيري في لندن عندما أعلن القصر أن الملكة تخضع للإشراف الطبي.
وقال: "سألت أخي، قلت: ما هي خططك؟ كيف ستصل أنت وكيت إلى هناك؟" وبعد ذلك بساعتين، كان جميع أفراد الأسرة الذين يعيشون في منطقة وندسور واسكوت يركبون على متن طائرة بها 12، 14، وربما 16 مقعدًا، ولكن لم تتم دعوتي".
كما استذكر قضاء الوقت مع الملكة في غرفتها بعد وفاتها. وقال الأمير هاري: "كنت سعيدًا بالفعل من أجلها، لأنها أنهت الحياة، أتمت حياتها وكان زوجها ينتظرها وسيدفنان معًا".
علاقة الأمير هاري والأمير وليام:
على الرغم من العلاقة المتوترة بين الشقيقين، أخبر الأمير هاري، كوبر أنه يحب ويليام "بعمق"، وقال: "أخي وأنا نحب بعضنا البعض، أنا أحبه بشدة. كان هناك الكثير من الألم بيننا، خاصة خلال السنوات الست الماضية". وأضاف أنه ليس هناك مما كتبه "يهدف على الإطلاق إلى إيذاء عائلتي".
ويشير عنوان الكتاب "سبير" إلى "وريث بديل"، وهي مقولة في المملكة المتحدة تشير إلى ضرورة أن يرث الطفل لقبًا أرستقراطيًا. وكان هاري هو التالي في ترتيب ولاية العرش البريطاني بعد ويليام حتى ولادة أطفال ويليام، ولكنه أصبح الآن الخامس في ترتيب ولاية العرش.
وكانت العلاقة المتوترة بين الأخوين، موضوعًا مشتركًا في المقتطفات المسربة من الكتاب والمقابلات الإعلامية التي أجراها هاري، التي كشفت عن انقسامات عميقة بين الشقيقين.
وربما كان الأكثر إثارة للقلق، هو ادعاء الأمير هاري بوجود شجار مع أمير ويلز خلال مشاجرة حول زوجته في عام 2019، كما وصف ذلك أثناء قراءته لمقتطف من مذكراته على قناة ITV، الأحد.
وقال الأمير هاري إن شقيقه لم يحاول ثنيه عن الزواج من ميغان، لكنه أعرب عن بعض المخاوف، وقال له: "سيكون هذا صعبًا بالفعل بالنسبة لك".
وتابع الأمير هاري: "ما زلت حتى يومنا هذا لا أفهم حقا أي جزء مما كان يتحدث عنه، ربما تنبأ بما سيكون عليه رد فعل الصحافة البريطانية".
قرار كتابة المذكرات وتداعيات العلاقة مع الأسرة:
أخبر دوق ساسكس، برادبي من ITV عن قراره بكتابة مذكراته، وقال: "إنه تم سرد قصتي على مدار 38 عامًا، من قبل العديد من الأشخاص المختلفين، مع التشويه المتعمد، وشعرت بأنه وقت مناسب لأكتب قصتي الخاصة وأن أكون قادرا لأقولها لنفسي، أنا ممتن حقا لأنني أتيحت لي الفرصة لسرد قصتي لأنها قصتي لأرويها".
وأشار الأمير هاري إلى أنه حاول خلال السنوات الست الماضية حل مخاوفه مع أسرته بعيدا عن وسائل الإعلام.
وقال: "لم أكن أبدًا بحاجة للوصول إلى هذه النقطة، لقد أجريت محادثات، وكتبت رسائل، وكتبت رسائل بريد إلكتروني، وكل شيء"، ولكن كان الرد: "لا، هذا ليس ما يحدث، إنها أمور تتخيلها. إنها أمور بالفعل من الصعب التحدث عنها وإن كانت توقفت، وعند النقطة التي غادرت فيها وطني، مع زوجتي وابني خوفًا على حياتنا، فربما كان هذا سيحدث بشكل مختلف، إنه أمر صعب".
وأكد الدوق أنه يريد "المصالحة، ولكن أولا يجب أن تكون هناك بعض المساءلة" فيما يتعلق بأسرته. وكان الأمير هاري قد ألقى باللوم من قبل، على تدخل وسائل الإعلام المستمر باعتباره ضغوطا خطيرة عليه وعلى زوجته، مما أدى في النهاية إلى قرارهما التنحي كعضوين عاملين في العائلة المالكة في عام 2021.
وقال الأمير هاري لبرادبي من قناة ITV: "لا يمكنك الاستمرار في القول لي إنني متوهم ومصاب بجنون العظمة عندما تكون كل الأدلة متجمعة، لأنني كنت مرعوبا بالفعل مما سيحدث لي".
وأضاف: "وبعد فترة مدتها 12 شهرًا، وبدلا من التراجع، تضاعفت ضغوط كل من المؤسسة الملكية، ووسائل الإعلام الشعبية في المملكة المتحدة". ومع ذلك، قال الدوق إن "التسامح احتمال قائم بنسبة 100%".
وأوضح: "ربما يكون هناك الكثير من الأشخاص الذين، بعد مشاهدة الفيلم الوثائقي وقراءة الكتاب، سيقولون، كيف يمكنك أن تسامح أسرتك على ما فعلته؟ لقد قال لي الناس ذلك بالفعل. وقلت إن التسامح هو احتمال بنسبة 100٪ لأنني أرغب في استعادة والدي، وأخي".