حصيلة احتجاجات فرنسا لليوم الرابع.. اشتعال 2560 حريقا ومئات المعتقلين بعد مقتل المراهق

نشر
5 دقائق قراءة
  • باريس، فرنسا (CNN)-- اشتعلت النيران في مواقع الاحتجاج في فرنسا، واعتُقل أكثر من 1300 شخص، مع احتدام مظاهرات عنيفة على مقتل شاب يبلغ من العمر 17 عاما برصاص الشرطة في الليلة الرابعة على التوالي.

    محتوى إعلاني

    وأفادت قناة BFMTV التابعة لشبكة CNN، أن الاحتجاجات تواصلت حتى الساعات الأولى، السبت، في تحد للحظر المعلن في اليوم السابق لجميع "الأحداث واسعة النطاق" في البلاد، مع اندلاع أعمال شغب في عدة مدن.

    محتوى إعلاني

    وقالت وزارة الداخلية الفرنسية، السبت، إن 1311 شخصًا اعتقلوا بعد الليلة الرابعة من العنف، في تحديث للرقم السابق، وأنه تم الإبلاغ عن 2560 حريقا على الطرق العامة، مع احترق 1350 سيارة، ووقع 234 حادثة خلفت أضرارا أو حرائق في المباني.

    وأضافت أن 79 من رجال الشرطة والدرك أُصيبوا خلال، ليلة الجمعة، ووقع 58 هجوما على مراكز الشرطة والدرك. وأكدت وزارة الداخلية أن ضابطي شرطة أصيبا بطلقات نارية في فولكس إن فيلين إحدى ضواحي مدينة ليون.

    وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد في ليون، حددتها شبكة CNN، شملت إطلاق نار سريع من بندقية آلية ليلا، وإطلاق الألعاب النارية خلال مظاهرة، ومتظاهرين بجوار النيران المشتعلة.

    ووقع انفجار في ميناء مرسيليا القديم، مساء الجمعة، بحسب قناة BFMTV، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات. كما نشرت القناة مقطع فيديو يظهر الأضرار التي لحقت بمكتبة ألكازار في مرسيليا، والتي قالت إنها تعرضت للتخريب ليلا.

    ويأتي العنف المستمر رغم نشر الشرطة الفرنسية 45 ألف ضابط ووحدات خاصة ومدرعات وطائرات هليكوبتر في جميع أنحاء البلاد، الجمعة.

    وكان وزير الداخلية الفرنسي، غيرالد دارمانين، أخبر قناة BFMTV في وقت سابق، أن العنف أصبح "أقل حدة بكثير"، وأن الوضع في منطقة باريس أكثر هدوءا، رغم أنه قال إن الأمور لا تزال متوترة في مرسيليا وليون.

    وأضاف دارمانين في تغريدة على تويتر، أنه سيتم إرسال تعزيزات إلى مرسيليا بعد تقارير من رئيس البلدية عن أعمال عنف ونهب.

    وكان عمدة مرسيليا بينوا بايان غرد في وقت متأخر، من ليلة الجمعة، وقال إن المشاهد "غير مقبولة"، ودعا الدولة إلى "إرسال قوات إضافية لإنفاذ القانون على الفور".

    وفي الليلة السابقة، تم اعتقال 917 شخصا، من بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عاما، حسبما ذكر دارمانين لقناة TF1 التلفزيونية الفرنسية.

    واستنادا إلى الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية، تقدر شبكة CNN أنه تم اعتقال أكثر من 2000 متظاهر، وإصابة حوالي 522 من ضباط الشرطة والدرك منذ اندلاع الاضطرابات لأول مرة، الثلاثاء.

    لماذا يحتج الناس؟

    وتأتي الاضطرابات في فرنسا ردا على مقتل نائل الجزائري الجنسية، البالغ من العمر 17 عاما بالرصاص خلال توقف مرور، صباح الثلاثاء، في ضاحية نانتير بباريس.

    وكان من المقرر أن تقام جنازة نائل، السبت، الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي (5 صباحا بالتوقيت الشرقي).

    وأظهرت لقطات للحادث، صوّرها أحد المارة، ضابطين يقفان بجانب سائق السيارة، وأطلق أحدهما النار من مسدسه على السائق، رغم أنه لا يبدو أنه يشكل خطرا مباشرا.

    وقال الضابط إنه أطلق النار من مسدسه خوفا من أن يدهس الصبي شخصا بسيارته، وفقا للمدعي العام في نانتير، باسكال براش.

    ويواجه الضابط حاليا تحقيقا رسميا في جريمة القتل العمد، وتم وضعه رهن الاحتجاز.

    ورغم دعوات كبار المسؤولين للصبر وإتاحة الوقت لنظام العدالة لكي يأخذ مجراه، لا يزال عدد كبير من الناس في جميع أنحاء فرنسا مصدومين وغاضبين، وخاصة الشبان والشابات الملونين، الذين وقعوا ضحايا للتمييز من قبل الشرطة.

    ويبدو أن الاحتجاجات قد امتدت إلى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية. إذ قُتل رجل برصاصة طائشة خلال أعمال شغب في كايين، عاصمة غيانا الفرنسية، مساء الخميس، وفقا لبيان صادر عن عمدة المدينة.

    وجاء في البيان أن "الوضع مقلق بسبب أعمال الشغب العنيفة المستمرة في فرنسا منذ أيام، يجب ألا تغرق أراضينا في دوامة العنف هذه".

    وقالت السلطات في ريونيون، وهي منطقة فرنسية في المحيط الهندي، السبت، إن 28 شخصا على الأقل اُعتقلوا في أعمال شغب هناك، وأصيب خمسة من ضباط الشرطة والدرك.

    وأكد دارمانين أن مقتل نائل "لا يمكن أن يبرر الفوضى والجنوح"، بينما دعا وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي إلى "عقوبات صارمة" ضد المشاغبين، وقال إن "العدالة لن تتحقق بالنهب وتحطيم المؤسسات العامة، ومهاجمة الناس".

    نشر
    محتوى إعلاني