بايدن 81 عامًا وترامب 78.. ماذا يحدث إذا توفي مرشح للرئاسة الأمريكية؟
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يبدو سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 كأنه مباراة إياب بين الرئيس جو بايدن (81 عامًا) والرئيس السابق دونالد ترامب (78 عامًا)، لكن كبر سن المرشحين يثير قلق البعض حول قدرتهما على استكمال السباق أو الولاية الثانية حال الفوز بالانتخابات.
بالعودة إلى نوفمبر/تشرين الثاني عام 1872، على سبيل المثال، توفي المرشح الديمقراطي للرئاسة هوراس غريلي بعد يوم الانتخابات، ولكن قبل الإدلاء بأصوات المجمع الانتخابي البالغ عددهم 270. ورغم أن وفاة غريلي لم تؤثر على النتيجة -إذ فاز الرئيس الراحل يوليسيس جرانت بسهولة بإعادة انتخابه- فقد خلقت وفاة غريلي سؤالًا صعبًا حول ما يجب فعله بأصوات المجمع الانتخابي التي فاز بها.
لم يصوت معظم أعضاء المجمع الانتخابي، الذين اجتمعوا في عواصم الولايات، لصالح غريلي المتوفى، بل قاموا بتقسيمهم بين 4 مرشحين آخرين. ولم يحسب الكونغرس الأصوات الثلاثة التي تم الإدلاء بها لصالح رجل ميت.
وعلى مدار أكثر من 150 عاما منذ وفاة غريلي، كان هناك تعديلان دستوريان يتعلقان بالخلافة الرئاسية، ولكن لا تزال هناك بعض المناطق الرمادية عندما يتعلق الأمر بحدث غير متوقع يضرب مرشحًا للرئاسة.
حاليًا، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين يشعرون بالقلق من أن ترامب وبايدن أكبر من أن يتمكنوا من تولي المنصب. بلغ ترامب من العمر 78 عامًا في 14 يونيو 2024، وسيبلغ بايدن 82 عامًا في 20 نوفمبر 2024. فماذا سيحدث إذا لم يتمكن أي من المرشحين من مواصلة السباق لأي سبب من الأسباب؟
استبدال أي من المرشحين بايدن وترامب على بطاقتي الحزبين الديمقراطي والجمهوري سوف يكون بمثابة عملية فوضوية من شأنها أن تكشف عن الانقسامات والخلافات داخل الحزبين. لا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي سيحدث إذا توفي أحد المرشحين أو اضطر لسبب ما إلى الانسحاب من السباق.
وفيما يلي نظرة على قواعد الجمهوريين والديمقراطيين في وضعها الحالي:
ماذا يحدث إذا لم يتمكن المرشح من مواصلة حملته الانتخابية؟
تعتمد عملية استبدال المرشح الرئاسي إلى حد كبير على وقت حدوث الشغور: أثناء الانتخابات التمهيدية وقبل مؤتمر الحزب. أثناء مؤتمر الحزب أو بعده. قبل أو بعد التصويت الشعبي في نوفمبر.
ما تداعيات حدوث شاغر أثناء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحزبين؟
إذا حدث شاغر في أي من الجانبين قبل إجراء معظم تلك الانتخابات التمهيدية، فمن المحتمل أن يظهر مرشح آخر ويجمع بعض المندوبين. ولكن نظرًا لأن المواعيد النهائية لتقديم الطلبات قد انقضت بالفعل للعديد من الانتخابات التمهيدية، فمن غير المرجح أن يتمكن أي مرشح واحد، بخلاف ترامب أو بايدن، من جمع عدد كافٍ من المندوبين للفوز بالترشيح قبل مؤتمري الحزبين.
ومع ذلك، فمن الممكن أن تقرر الولايات تأجيل الانتخابات التمهيدية، وفقًا لإلين كامارك، عضو لجنة قواعد اللجنة الوطنية الديمقراطية وزميل أول في معهد بروكينغز، الذي درس هذه القضية. ومن المقرر أن يعقد الجمهوريون مؤتمرهم بمدينة ميلووكي في 15-18 يوليو/تموز، بينما يعقد الديمقراطيون مؤتمرهم بمدينة شيكاغو في 19-22 أغسطس/آب.
يتم منح معظم المندوبين بحلول نهاية شهر مارس. ولم يواجه بايدن معارضة جدية في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، فيما استطاع ترامب أن يهزم أقرب منافسيه، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي، في سباق المندوبين.
ماذا لو حدث شغور بعد الانتخابات التمهيدية وقبل مؤتمر الحزب أو خلاله؟
إذا انسحب المرشح الرئيسي من الحملة بعد معظم الانتخابات التمهيدية أو حتى أثناء المؤتمر، فمن المرجح أن يقرر المندوبون من هو المرشح البديل للحزب في قاعة المؤتمر.
ولكن ستكون هناك معركة سياسية فوضوية في كل ولاية حول من سيكون مندوبًا (إذا حدث الشغور قبل اختيار العديد من هؤلاء الأشخاص) وبعد ذلك من سيدعمونه في النهاية. حتى الأشخاص الذين لم يخوضوا انتخابات تمهيدية يمكن أخذهم في الاعتبار في النهاية.
على سبيل المثال، يمكن الافتراض أن نائب الرئيس كامالا هاريس ستكون من أبرز المنافسين على بطاقة ترشح الديمقراطيين للرئاسة إذا ترك بايدن السباق لسبب ما. في الوقت نفسه، ونظرا لضعف نيكي هيلي في الانتخابات التمهيدية، يبدو من غير المرجح أن يتجمع الجمهوريون حولها إذا لم يتمكن ترامب من استكمال السباق.
وعلى صعيد الحزب الديمقراطي، ستكون هناك أيضًا مجموعة أخرى يجب وضعها في الاعتبار: "المندوبون الكبار"، وهم مجموعة تتألف من حوالي 700 من كبار قادة الحزب والمسؤولين المنتخبين الذين يصبحون مندوبين تلقائيًا في مؤتمر الحزب بناءً على مناصبهم. وبموجب قواعد الحزب العادية، لا يمكنهم التصويت في الاقتراع الأول إذا كان بإمكانهم تغيير الترشيح، لكن لديهم الحرية في التصويت في الاقتراعات اللاحقة.
هل حدث أي شيء مثل هذا من قبل؟
لم تتطور الانتخابات التمهيدية والمؤتمر الحزبي إلا في الأجيال الأخيرة بعدما طالب الناخبون بمزيد من المشاركة في عملية الترشيح.
كانت الانتخابات التي أثارت التغيير في عام 1968، عندما قرر الرئيس ليندون جونسون عدم الترشح بعد نتيجة محرجة بالانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير، حيث فاز جونسون، ولكن بفارق ضئيل.
وعندما انسحب من السباق الرئاسي، أدى ذلك إلى عجلة فوضوية لاستبداله. أحد المرشحين الذين قفزوا إلى السباق، هو السيناتور روبرت كينيدي، الذي تم اغتياله في لوس أنجلوس بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا، الأمر الذي خلق السؤال الصعب حول من الذي ينبغي لمندوبيه أن يدعموه.
الفائز النهائي بترشيح الحزب الديمقراطي في ذلك العام كان نائب الرئيس هيوبرت همفري، الذي حشد مندوبين في الولايات التي لم تجر انتخابات تمهيدية، وحصل على الدعم الكافي للفوز بالترشيح.
شابت أعمال العنف شوارع شيكاغو حول المؤتمر، وساعدت في إلهام نظام الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية المتبع حاليًا، إذ يختار الناخبون مرشحي الرئاسة من خلال مندوبين ملزمين بدعم مرشح معين.
ماذا لو ترك أحد المرشحين السباق بعد المؤتمر؟
قد يستغرق الأمر حدثًا جذريًا حتى يغادر أي مرشح السباق في الأشهر القليلة بين مؤتمري الحزبين في يوليو وأغسطس والانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
لدى الديمقراطيين والجمهوريين أساليب مختلفة قليلا في التعامل مع هذا الاحتمال. ربما يكون المتوقع هو أن يتقدم المرشح لنائب الرئيس ليصبح مرشح الحزب على منصب، لكن هذا ليس مضمونًا بالضرورة.
بالنسبة للحزب الديمقراطي، فإن اللجنة الوطنية الديمقراطية مخولة بملء أي مركز شاغر بعد المؤتمر بموجب قواعد الحزب، بعد أن يتشاور رئيس الحزب مع الحكام الديمقراطيين وقيادات الحزب بالكونغرس.
وفي حالة حدوث شاغر في الجانب الجمهوري بعد المؤتمر، يمكن للجنة الوطنية للحزب الجمهوري إما إعادة عقد المؤتمر الوطني أو اختيار مرشح جديد بنفسها.
هل يصبح المرشح لمنصب نائب الرئيس هو المرشح للرئاسة تلقائيا؟
تشير مذكرة من مركز "خدمة أبحاث الكونغرس" أيضًا إلى أنه إذا أصبح الرئيس الحالي عاجزًا بعد فوزه بترشيح الحزب، فإن التعديل الخامس والعشرين من شأنه رفع نائب الرئيس إلى الرئاسة، لكن قواعد الحزب ستحدد من يصبح مرشح الحزب.
وفقًا لخدمة أبحاث الكونغرس، لا يشترط أي من الحزبين أن يتم دفع أو اختيار المرشح لمنصب رئيس ليكون المرشح للرئاسة في حالة حدوث شغور، ولكن يبدو أن هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا.
ماذا لو أصبح الرئيس المنتخب غير قادر أو غير متاح بعد الانتخابات؟
إذا توفي رئيس منتخب، فإن التوقيت مهم مرة أخرى.
بموجب الدستور، أعضاء المجمع الانتخابي الذين يجتمعون في عواصم الولايات بعد التصويت الشعبي، هم من يدلون بأصواتهم من الناحية الفعلية للرئاسة. في حين أن بعض الولايات تشترط عليهم التصويت لصالح الفائز بالانتخابات (الأصوات الشعبية) في ولايتهم، إلا أن لديهم حرية التصرف في ولايات أخرى.
تشير مذكرة لخدمة أبحاث الكونغرس، التي تستشهد بالعديد من جلسات الاستماع في الكونغرس حول هذا الموضوع، إلى أنه سيكون من المنطقي أن يتولى نائب الرئيس المنتخب دور الرئيس المنتخب، لكن القانون نفسه غامض.
وبموجب التعديل العشرين، إذا توفي رئيس منتخب، يصبح نائبه، نائب الرئيس المنتخب، رئيسًا. ولكن قد يكون هناك بعض التساؤلات، على سبيل المثال، حول متى يصبح الشخص رئيسًا منتخبًا؟ هل سيتم ذلك بعد اجتماع أعضاء المجمع الانتخابي في ديسمبر/كانون الأول، أم بعد اجتماع الكونغرس لفرز أصوات المجمع الانتخابي في يناير/كانون الثاني؟