لماذا حظرت إدارة بايدن على الأمريكيين استخدام برمجيات كاسبرسكي؟
(CNN)-- أعلنت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو، الخميس، أن إدارة جو بايدن اتخذت خطوة غير مسبوقة بمنع الشركات والمواطنين الأمريكيين من استخدام البرامج التي تصنعها شركة كاسبرسكي لاب الروسية للأمن السيبراني بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وقالت رايموندو، للصحفيين: "نعلن أنه بعد تحقيق شامل للغاية، فإننا نتخذ إجراء سيمنع كاسبرسكي لاب وجميع الشركات التابعة لها من توفير برامج الأمن السيبراني ومكافحة الفيروسات في أي مكان في الولايات المتحدة".
وأضافت: "نقوم أيضًا بإضافة 3 كيانات تابعة للشركة إلى تلك القائمة، مما يعني أنهم لن يتمكنوا من بيع أو تحديث البرامج في الولايات المتحدة".
وتابعت: "روسيا أظهرت أن لديها القدرة، بل والأكثر من ذلك، النية، لاستغلال الشركات الروسية مثل كابرسكي لجمع المعلومات الشخصية للأمريكيين واستخدامها كسلاح، ولهذا السبب نحن مضطرون إلى اتخاذ الإجراء الذي نتخذه اليوم".
يذكر أن هذا الإجراء أحدث خطوة من جانب حكومة الولايات المتحدة لمنع الأمريكيين من استخدام التكنولوجيا الشائعة التي تعتبرها خطراً على الأمن القومي.
وتواصلت شبكة CNN مع شركة كاسبرسكي للتعليق.
وجاء القرار وفقا للسلطات التي تم منحها لوزارة التجارة بناء على أوامر تنفيذية وقعها الرئيسان جو بايدن ودونالد ترامب لحظر استخدام منتجات البرمجيات من قبل شركة كاسبرسكي لاب الروسية داخل الولايات المتحدة.
ويأتي الإعلان عن القرار بعد أن ذكرت شبكة CNN في إبريل/ نيسان أن إدارة بايدن تستعد لإصدار أمر يمنع الشركات والمواطنين الأمريكيين من استخدام برامج الشركة الروسية.
وتم بالفعل حظر الوكالات الحكومية الأمريكية من استخدام برنامج الشركة لكن الإجراء الذي تم اتخاذه لمنع الشركات الخاصة من استخدام البرنامج لم يسبق له مثيل.
وزعم المسؤولون الأمريكيون لسنوات أن الحكومة الروسية قد تجبر كاسبرسكي لاب على تسليم البيانات أو استخدام برامج مكافحة الفيروسات الخاصة بها لمحاولة تنفيذ اختراق أو مراقبة الأمريكيين، وكررت رايموندو هذا المخاوف خلال إعلان يوم الخميس.
وهي الاتهامات التي تنفيها كاسبرسكي لاب بشدة.
يذكر أن الشركة تأسست في موسكو عام 1997، وتطورت لتصبح واحدة من أنجح شركات برامج مكافحة الفيروسات في العالم جنبًا إلى جنب مع المنافسين الأمريكيين مثل مكافي وسيمانتيك.
ويُعرف باحثو كاسبرسكي لاب، المعروفون بأنهم من أعلى المستويات في صناعة الأمن السيبراني، بتحليل عمليات القرصنة التي يشتبه في أن مجموعة متنوعة من الحكومات تنفذها، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن أيضًا التهديدات الإجرامية الإلكترونية التي تؤثر على المستخدمين العاديين.
وتتمحور بعض التكهنات والشكوك من جانب المسؤولين الأمريكيين حول الشركة الروسية حول يفغيني كاسبرسكي، خبير الكمبيوتر الذي شارك في تأسيس شركة كاسبرسكي لاب في موسكو 1997.
ودرس يفغيني كاسبرسكي علم التشفير في إحدى الجامعات التي ترعاها وكالة الاستخبارات السوفييتية (KGB)، وهي حقيقة يحب بعض المشرعين الأمريكيين ذكرها عندما يحاولون ربط الشركة بالحكومة الروسية.
ونفت شركة كاسبرسكي لاب وجود "أي علاقات أو ارتباطات غير أخلاقية مع أي حكومة، بما في ذلك روسيا".
وعمل كاسبرسكي كمهندس برمجيات في معهد تابع لوزارة الدفاع الروسية بعد تخرجه، وهذا هو "مدى خبرته العسكرية"، كما تقول الشركة.
وأعرب كاسبرسكي عن أسفه لأن شركته "ضحية" للتوترات الجيوسياسية بين الغرب وروسيا، وهي التوترات التي ازدادت حدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.