أبرز ما ورد بخطاب كامالا هاريس بالمؤتمر الوطني الديمقراطي

نشر
7 دقائق قراءة

(CNN)-- اختتمت نائب الرئيس، كامالا هاريس، واحداً من أكثر الأشهر استثنائية في التاريخ السياسي الحديث، مساء الخميس، بخطاب حشدت فيه الديمقراطيين حول قضايا تتعلق بالوطنية، مُصوِرةً دونالد ترامب كعدو للمبادئ الأمريكية التقليدية.

محتوى إعلاني

وقالت هاريس: "في الصراع المستمر بين الديمقراطية والطغيان، أنا أعلم أين أقف، وأعلم أين يجب أن تكون الولايات المتحدة".

وقدمت هاريس وعوداً تعيد إلى الأذهان حملتها الرئاسية الأولى واختيار بايدن لها نائبا في 2020، واستهدفت منافسها الجمهوري دونالد ترامب مباشرةً، متناولةً مشاكله القانونية وملقيةً باللوم عليه في المآسي الناجمة عن قوانين الإجهاض الصارمة، وذكّرت بما وصفته بـ "الفوضى والكارثة " التي حدثت خلال فترة رئاسته.

وأضافت هاريس: "بأكثر من طريقة، دونالد ترامب رجل غير جاد"، وتابعت: "لكن العواقب المترتبة على إعادته إلى البيت الأبيض خطيرة للغاية".

وأكدت أنها ستكون رئيسة "واقعية، عملية، وتتمتع بحس سليم"، في رد واضح على محاولات ترامب تصويرها على أنها ليبرالية أكثر من اللازم.

وقالت هاريس: "لم يعد عليكم العيش بهذا الشكل بعد الآن"، في رسالة بسيطة للأمريكيين بدعوة منها إلى العودة للوضع الطبيعي الذي كانت عليه أمريكا قبل عهد دونالد ترامب، مضيفةً: "لن نعود إلى الوراء".

وتحدثت حملة هاريس بشكل مطول عن "الحرية"، في محاولة لإعادة صياغة قضايا مثل حقوق الإنجاب كمسألة تتعلق بتدخل الحكومة.

وقالت هاريس: إن ما هو على المحك في هذه الانتخابات "الحرية للعيش بأمان بعيداً عن العنف المسلح، في مدارسنا، ومجتمعاتنا، وأماكن عبادتنا؛ الحرية في أن تحب من تحب علانية وبفخر؛ الحرية في تنفس الهواء النظيف، وشرب الماء النظيف، والعيش بعيداً عن التلوث الذي يغذي أزمة المناخ؛ والحرية التي تفتح الباب أمام جميع الحريات الأخرى: حرية التصويت".

واجهت هاريس صعوبة في التحدث عن قصتها الشخصية، ولكن خلال مسار حملتها القصيرة، تحدثت أكثر عن والدتها، وعن طفولتها التي نشأت فيها كجزء من الطبقة المتوسطة، كونها ابنة اثنين من المهاجرين والأكاديميين، وعن رحلتها نحو تولي المناصب السياسية.

وأوضحت هاريس: "كانت والدتي امرأة لامعة، طولها خمسة أقدام، ذات بشرة سمراء وبلكنة مميزة، وبصفتي الابنة الكبرى، رأيت كيف كان العالم يعاملها أحياناً. ولكن والدتي لم تفقد شجاعتها أبداً".

حاولت هاريس خلال حملتها الرئاسية لعام 2020، تغيير صورتها كـ “شرطية" غير متوافقة مع اليسار في قضايا إصلاح العدالة الجنائية، بينما قدمت نفسها كمرشحة رئاسية بالاعتماد على خبرتها المهنية في محاربة العصابات والمعتدين الجنسيين والمخالفات التجارية.

وظهر العديد من زملائها السابقين، من فترة عملها في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا وحتى سنواتها كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا، مساء الخميس للتأكيد على أنها أدت عملها بمزيج من التعاطف والحزم.

قالت آمي ريسنر، نائب المدعي العام السابقة لمقاطعة ألاميدا وصديقة قديمة لهاريس: "بالنسبة لكمالا، كان ممارسة القانون دائمًا يتعلق بحماية الفئات الضعيفة ومنح الضحايا صوتاً".

وتحدثت ليزا ماديجان، المدعية العامة السابقة لولاية إلينوي، عن عملها مع هاريس خلال الأزمة المالية لمنع العائلات من فقدان منازلهم بسبب الرهن. كما تحدث ناثان هورنز، طالب سابق في كليات كورنثيان، عن جهود هاريس في مقاضاة المدرسة بسبب احتيالها على الطلاب.

ومن بين أكثر الشهادات تأثيراً، كانت شهادة كورتني بالدوين، منظمة شبابية وناجية من الاتجار بالبشر، التي أشادت بجهود هاريس في إغلاق الموقع الإلكتروني الذي استخدمه المتاجرون لاستغلالها وآخرين في تجارة الجنس.

وقالت بالدوين: "لقد حمت أشخاصاً مثلي طوال حياتها".

قام ترامب والجمهوريون لسنوات بتعمد نطق اسم هاريس بشكل خاطئ، وفي ليلة الخميس، ردت حفيدتا أختها الصغيرتان بمساعدة الممثلة كيري واشنطن برسالة بسيطة: نطق الاسم سهل جداً حتى على الأطفال.

ولطالما استغل ترامب التوترات العرقية لتحقيق مكاسب سياسية، بدءاً من دعوته لإعدام خمسة فتيان سود ولاتينيين أدينوا خطأً في قضية "سنترال بارك فايف" عام 1989. لاحقاً تمت تبرئتهم، لكنهم واجهوا تهديدات مستمرة بسبب إعلانات ترامب.

وظهر أربعة من الخمسة فتيان على المسرح في المؤتمر الوطني الديمقراطي.

قال كوري وايز: "كل يوم عندما كنا ندخل قاعة المحكمة، كان الناس يصرخون في وجوهنا ويهددوننا بسبب دونالد ترامب ".

وأضاف يوسف سلام، الذي أصبح الآن عضواً في مجلس مدينة نيويورك: "ترامب أرادنا ميتين. لم يتغير أبداً، ولن يتغير أبداً. يعتقد أن الكراهية هي القوة المحركة في أمريكا، لكنها ليست كذلك. لدينا الحق الدستوري في التصويت. في الواقع، هو حق إنساني. فلنستخدمه".

ومنع معارضو الحرب على غزة من التحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي، حيث تم استبعاد المندوبين "غير الملتزمين" الذين انتُخبوا احتجاجًا على سياسة إدارة بايدن في إسرائيل وغزة.

وحاول قادة الحركة الوطنية غير الملتزمة ترتيب خطاب لأمريكي من أصل فلسطيني في المؤتمر، لكن تم رفض طلبهم، وفي رد على ذلك، بدأوا اعتصاماً خارج المؤتمر استمر 24 ساعة، رغم الدعم المتزايد من شخصيات ونشطاء مؤثرين.

ووصف عباس العلوية أحد مؤسسي الحركة عير الملتزمة، القرار بأنه خطوة ذاتية الهزيمة قد تصعب استعادة الناخبين في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان.

وأضاف العلوية: "أشعر بالأسف على اللجنة الوطنية الديمقراطية وحملة هاريس لأنهم لا يتماشون مع غالبية قاعدة الحزب الديمقراطي. فالغالبية العظمى من الناخبين الديمقراطيين يؤمنون بأن حقوق الإنسان للفلسطينيين".

وقالت هاريس، كرئيسة، إنها ستحافظ على التحالف الأمريكي مع إسرائيل و"تضمن أن لدى إسرائيل القدرة على الدفاع عن نفسها " بينما أدانت الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لكنها اعترفت أيضا بمعاناة الفلسطينيين في غزة وسط العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.

وأضافت هاريس أن "ما حدث في غزة خلال الأشهر العشرة الماضية مدمر، لقد فُقدت الكثير من الأرواح البريئة.. الأشخاص يائسون وجياع يفرون مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان، حجم المعاناة يفطر القلب.. الرئيس بايدن وأنا نعمل على إنهاء هذه الحرب بحيث تصبح إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".

نشر
محتوى إعلاني