ماذا ستستفيد كوريا الشمالية من نشر قواتها في أوكرانيا؟

نشر
10 دقائق قراءة

(CNN)-- هناك معلومات استخباراتية متزايدة تفيد بأن كوريا الشمالية تستعد للقيام بدور أكثر مباشرة في حرب روسيا في أوكرانيا، وهي الخطوة التي قد يتردد صداها إلى ما هو أبعد من خطوط المواجهة في الحرب المستعرة في أوروبا.

وتقول الولايات المتحدة وأوكرانيا وكوريا الجنوبية إن القوات الكورية الشمالية أُرسلت إلى روسيا للتدريب بهدف نشرها في أوكرانيا.

محتوى إعلاني

وفي المقابل، نفت روسيا وكوريا الشمالية التقارير، في حين ألمحت كوريا الجنوبية إلى أن أي نشر قد يدفعها إلى إعادة تقييم مستوى الدعم العسكري الذي تقدمه لأوكرانيا.

وفي الأشهر الأخيرة، عززت موسكو وبيونغ يانغ شراكتهما العسكرية المناهضة للولايات المتحدة، وأثار التحالف المتنامي قلق المسؤولين في كييف وواشنطن.

إليك ما نعرفه.

هل يقاتل الكوريون الشماليون في أوكرانيا؟

قال البيت الأبيض، الأربعاء، إن ما لا يقل عن 3000 جندي كوري شمالي وصلوا إلى شرق روسيا هذا الشهر، وبينما لا يزال من غير الواضح ما الذي سيفعلونه، و"احتمالية" أن ينضموا إلى القتال ضد أوكرانيا مثيرة للقلق للغاية.

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا من أن القوات الكورية الشمالية تنضم إلى حرب روسيا، وقال في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأسبوع الماضي إن "10 آلاف" جندي وفني قيد الإعداد.

وأضاف في خطابه المسائي، الثلاثاء، إن أوكرانيا لديها معلومات استخباراتية عن "تدريب روسيا لوحدتين عسكريتين من كوريا الشمالية ربما تشمل لواءين من 6000 شخص لكل منهما"، كما أخبر زيلينسكي الصحفيين أن أوكرانيا رأت "ضباطًا وموظفين فنيين من كوريا الشمالية في الأراضي المحتلة"، ويعتقد أن روسيا "تعد مجموعة" لدخول أوكرانيا.

وقال مصدر في الاستخبارات الأوكرانية، لشبكة CNN، في وقت سابق إن عددًا صغيرًا من الكوريين الشماليين كانوا يعملون مع الجيش الروسي، ومعظمهم للمساعدة في الشؤون الهندسية وتبادل المعلومات حول استخدام الذخيرة الكورية الشمالية.

في غضون ذلك، قالت الاستخبارات الكورية الجنوبية، الجمعة، إن كوريا الشمالية أرسلت 1500 جندي، بما في ذلك مقاتلو القوات الخاصة، إلى روسيا للتدريب.

وبدا أن هذه التقارير تعززت عندما تم تصوير جنود من كوريا الشمالية وهم يتلقون الزي الرسمي والمعدات في أرض تدريب في أقصى شرق روسيا. 

وأظهر مقطع فيديو آخر تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وتم تحديد موقعه جغرافيًا بواسطة CNN، وصول القوات إلى أرض تدريب سيرجيفكا بالقرب من حدود روسيا مع الصين.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية من شركة ماكسار تكنولوجيز لقاعدة سيرجيفكا العسكرية خنادق محفورة حديثًا بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول.

وتُظهر صور أقمار صناعية أخرى حصلت عليها شبكة CNN عشرات الجنود يتدربون على عقبات ومركبات مدرعة تم بناؤها حديثًا في نفس القاعدة العسكرية الروسية، وتم التقاط الصور على مدار عدة أيام في الأسبوعين الماضيين.

ما هي علاقة كوريا الشمالية بروسيا؟

لقد أقامت روسيا وكوريا الشمالية، وكلتهما منبوذتان من الغرب، علاقات ودية متزايدة منذ غزو موسكو.

وفي يونيو/حزيران، وقعت الدولتان اتفاقية دفاعية تاريخية وتعهدتا باستخدام كل الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية في حالة تعرض كل منهما لهجوم.

واتهمت حكومات متعددة بيونغ يانغ بتزويد موسكو بالأسلحة لحربها الطاحنة في أوكرانيا، وهي التهمة التي نفتها الدولتان، على الرغم من الأدلة المهمة على مثل هذه التحويلات.

ولقد ساعدت شحنات الأسلحة، التي تشمل آلاف الأطنان من الذخائر، روسيا في تجديد مخزوناتها المتضائلة في حرب حيث كانت القوات الأوكرانية أقل تسليحًا وتفوقًا في العدد.

 وفي الوقت نفسه، يُعتقد أن كوريا الشمالية التي تعاني من ضائقة مالية تلقت الغذاء وغيره من الضروريات في المقابل.

وتسعى الدولة المنعزلة أيضًا إلى تطوير برامجها الفضائية والصاروخية والنووية غير القانونية.

ما رد الفعل؟

رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المزاعم القائلة بأن أفرادًا من كوريا الشمالية تم إرسالهم لمساعدة روسيا ووصفها بأنها "خدعة".

وعندما سأله الصحفيون، الاثنين، عما إذا كانت موسكو ترسل قوات كورية شمالية للقتال في أوكرانيا، قال بيسكوف إن كوريا الشمالية "جارة قريبة" وأن الدولتين "تطوران العلاقات في جميع المجالات وهذا التعاون ليس موجها ضد دول ثالثة".

ووصفت كوريا الشمالية هذه المزاعم بأنها "شائعات لا أساس لها من الصحة"، الاثنين.

لكن سيول لا تأخذ هذا الأمر باستخفاف، حيث استدعت وزارة خارجيتها السفير الروسي وحثته، الاثنين، على "الانسحاب الفوري للقوات الكورية الشمالية".

وحذر نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم هونغ كيون من أن نشر تلك القوات ينتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيماعقد مكتب الأمن القومي اجتماعا طارئا لمناقشة رد كوري جنوبي محتمل.

وعقب الاجتماع، قال نائب مدير وكالة الأمن القومي كيم تاي هيو، إن الحكومة ستنفذ "تدابير مضادة على مراحل وفقا لتقدم التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية".

ومن غير الواضح ما هي التدابير التي ستتخذ، لكن مسؤولا حكوميا كوريا جنوبيا قال إنهم يستعدون "لتدابير دبلوماسية واقتصادية وعسكرية".

وأضاف أن كوريا الشمالية في "المرحلة الأولية لنشر القوات في روسيا"، وأن كوريا الجنوبية تقيم ما إذا كانت ستمضي قدما في "المشاركة القتالية الفعلية"، وتابع: "نحن نعمل على تطوير سيناريوهات لفهم التأثيرات المحتملة التي قد تخلفها تصرفات كوريا الشمالية وروسيا علينا".

وقدمت سيول، أحد أكبر موردي الأسلحة في العالم، مساعدات إنسانية ودعما ماليا لأوكرانيا، في حين انضمت إلى العقوبات الغربية ضد موسكو ولكنها لم تقدم أسلحة فتاكة بشكل مباشر إلى كييف بسبب ضوابط تصدير الأسلحة إلى الدول التي تعيش حالة حرب.

مخاطر عالية

وتفصل بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واحدة من أكثر الحدود تسليحًا في العالم وتظل تقنيًا في حالة حرب، وتدهورت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة مع تصاعد الخطاب الناري على جانبي المنطقة منزوعة السلاح.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن القوات الكورية الشمالية وصلت إلى أوكرانيا، لكن التحركات أثارت قلقًا عميقًا باعتبارها تصعيدًا خطيرًا محتملًا. 

وأضاف أوستن: "سيكون لها تأثيرات ليس فقط في أوروبا، كما ستؤثر أيضًا على الأمور في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إنه إذا تم نشر القوات في أوكرانيا، "فإنهم أهداف عادلة".

ما أهمية ذلك؟

يمكن أن يكون أي تدخل من جانب كوريا الشمالية لحظة فاصلة، فالنظام المعزول والخاضع لعقوبات شديدة والذي يلعب دوراً في صراع دولي كبير على الجانب الآخر من العالم هو شيء لم يفعله منذ عقود.

وتمتلك كوريا الشمالية واحد من أكبر الجيوش في العالم، حيث يبلغ تعداده 1.2 مليون جندي، لكن العديد من قواته تفتقر إلى الخبرة القتالية.

ويقول المحللون إن النظام الكوري الشمالي سيكون لديه الكثير ليكسبه من نشر القوات، بما في ذلك منحها خبرة في ساحة المعركة والتدريب الفني كما يمكن أن يساعد هذا الترتيب كوريا الشمالية على اكتساب معلومات استخباراتية عملية حول عمل أسلحتها.

وقال المدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشترك التابع للقيادة الأمريكية في المحيط الهادئ كارل شوستر: "ستعود قوات القوات الخاصة بخبرة ميدانية حية ضد خصم متأهب وهذا يجعلهم أكثر خطورة".

وأضاف: "أعتقد أن زعيم كوريا الشمالية يوفر القوات للحصول على الموارد التي يحتاجها لدعم النظام، والدروس المستفادة التي قد يطبقها إذا اعتقد أن الصراع قادم في شبه الجزيرة".

وذكر الملازم الأول سابق في الجيش الكوري الجنوبي، تشون إن بوم أن الروس "سيحصلون على زيادة في القوة البشرية، التي يفتقرون إليها الآن وسيحصل الكوريون الشماليون على المال والتكنولوجيا والخبرة".

ويقول المحللون إن القوات التي سيتم نشرها ستكون قوات "نخبة" خاصة وليس قوات تقليدية.

وقال تشون "إذا نجحوا هناك، فلن يكتسبوا خبرة قتالية مباشرة فحسب، بل سيحظون أيضًا باعتراف دولي. لذا، قد تكون هذه مشكلة خطيرة حقيقية للعالم بأسره، وماذا لو اعتاد الكوريون الشماليون على هذا؟ ماذا لو أصبحوا قاعدة لتزويد الجنود المدربين تدريبًا جيدًا؟ إن احتمالات هذا الانتشار يجب أن تكون مثيرة للقلق للغاية".

نشر
محتوى إعلاني