تحليل لـCNN: مخاوف في الصين بشأن عدم القدرة على التنبؤ بسياسات ترامب
تحليل من ستيفن جيانج من شبكة CNN
(CNN)-- في 2020، لم يهنئ الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الأمريكي وقتها جو بايدن حتى بعد أكثر من أسبوعين من توقع فوز المرشح الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ومن غير المرجح أن ينتظر شي هذه المرة طويلاً - وكان العديد من مرؤوسيه مستعدين لانتصار دونالد ترامب لعدة أشهر وهم يشاهدون السباق بمزيج من الحيرة والقلق المتزايد.
وكان المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الحكومية يغمرون علنا، طوال الحملة الانتخابية، شعبهم برواية عن "الإجماع الحزبي" في واشنطن لاحتواء وقمع صعود الصين- بعبارة أخرى "كلا المرشحين سيئان بنفس القدر".
وفي بلد معروف بسيطرته الإعلامية الأكثر صرامة، تترسخ هذه الرسالة في أذهان العديد من الناس المثقلين بالاقتصاد الراكد جنبا إلى جنب مع صورة مرسومة لهم تسلط الضوء على الاستقطاب السياسي والعنف في الولايات المتحدة، في تناقض صارخ مع صورة الوحدة والاستقرار تحت قبضة شي الحديدية.
ولكن بالنسبة لأولئك الذين ترتبط حياتهم أو عملهم بالولايات المتحدة، فإن ولاية ترامب الثانية تبدو أكثر إزعاجا.
ومن بين النقاط التي نسمعها كثيرا من بكين أن نهج ترامب "أمريكا أولا" يفيد الصين استراتيجيا- في قضايا تتراوح من تايوان إلى بحر الصين الجنوبي- مقارنة بجبهة موحدة مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها تستهدف الصين والتي دعا إليها بايدن وكالاما هاريس.
ومع ذلك، فإن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب هي السمة الوحيدة التي أبقت العديد من المسؤولين الصينيين مستيقظين في الليل ولا تزال تطاردهم، وخاصة في دولة حيث اليقين في الحكومة والسياسة أمر مفروغ منه تقريبا في ظل حكم الحزب الواحد.
كان بعض المسؤولين، في السر، قلقين بشأن احتمال تعطيل أو حتى توقف المحادثات الأمريكية الصينية التي استؤنفت للتو- وعواقبها على الجانبين والعالم- حول مواضيع تشمل الشؤون الاقتصادية والعسكرية، ومنع مخدر الفنتانيل وتغير المناخ.
وأثار خطاب حملة ترامب بشأن التعريفات الجمركية الجديدة والهجرة قلق المصدرين والطلاب الصينيين.
ووكذلك كان لعودته المرتقبة إلى البيت الأبيض تأثير عميق حتى على الصحفيين الأجانب المقيمين في الصين، الذين ما زالوا يتذكرون قراره بطرد عدد كبير من الصحفيين التابعين لوسائل الإعلام الصينية الرسمية في الولايات المتحدة، مما أدى إلى جولة من الإجراءات الانتقامية التي لم يتبق فيها الآن سوى عشرين صحفيا أمريكيا في الصين لتغطية هذه القوة العظمى التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة.