اتصال مستشار ألمانيا ببوتين يثير"غضب" زيلينسكي

نشر
5 دقائق قراءة

(CNN) -- تحدث المستشار الألماني، أولاف شولتس، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، لأول مرة منذ ما يقرب من عامين بينما يستعد الزعيم الألماني للانتخابات المبكرة وتنتظر أوروبا سماع خطة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.

وفي اتصال هاتفي انتقده الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على الفور.

محتوى إعلاني

وحث شولتس بوتين على سحب قواته من أوكرانيا، والبدء في محادثات مع كييف من شأنها أن تفتح الطريق أمام "سلام عادل ودائم"، حسبما قالت الحكومة الألمانية.

ومن جانبه، قال الكرملين إن الاتصال "جاء بناء على طلب برلين"، وأن بوتين أبلغ شولتس أن "أي اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا يجب أن يأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية الروسية، ويعكس الحقائق الإقليمية الجديدة".

وقال زيلينسكي إن الاتصال فتح "صندوق باندورا" (إشارة إلى أسطورة إغريقية عن صندوق قيل إن به كل الشرور) من خلال تقويض الجهود الرامية إلى عزل الرئيس الروسي، وحذر شولتس ومسؤولون أوروبيون آخرون من هذه الخطوة، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر، الذين اعتقدوا أنها أكثر للاستهلاك المحلي.

وفي مواجهة انتخابات مبكرة تشهدها ألمانيا في 23 فبراير/ شباط، يتعرض الديمقراطيون الاجتماعيون لضغوط من الأحزاب الشعبوية الصديقة لروسيا على جانبي الطيف السياسي والتي تزعم أن الحكومة لم تبذل جهود دبلوماسية كافية لإنهاء الحرب.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، في بيان: "المستشار حث روسيا على إظهار الاستعداد للدخول في محادثات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم".

وأضاف: "شدد على تصميم ألمانيا المستمر على دعم أوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي طالما كان ذلك ضروريا".

وقالت أوكرانيا إن الاتصالات الهاتفية مع بوتين "لم تجلب أي قيمة مضافة على الطريق لتحقيق سلام عادل في أوكرانيا، ولكنها ساعدته فقط في إضعاف عزلته.

وذكر زيلينسكي، في خطابه المسائي: "الآن قد تكون هناك محادثات أخرى، والكثير من الكلمات، وهذا هو بالضبط ما أراده بوتين منذ فترة طويلة: من المهم للغاية بالنسبة له أن يضعف عزلته وأن يجري مفاوضات عادية".

ويأتي الاتصال في الأسبوع الذي تلا انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، الذي أعلن أنه قد يضع نهاية سريعة للحرب، دون أن يوضح كيف، وانتقد مرارا وتكرارا حجم المساعدات المالية والعسكرية الغربية لكييف.

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين، مشيرا إلى أن بلادهم أبلغت برلين أن الاتصال "ليس فكرة جيدة، ويرسل إشارة سيئة خاصة بعد انتخاب ترامب".

وأضاف: "آمل أن يتمكن شولتس الآن من أن يقول لناخبيه انظروا، لقد فعلتها، وهي مضيعة للوقت لأن بوتين ليس منفتحا على أي شيء، ولكن بالطبع، السؤال سيكون حول كيف تدير روسيا الأمر".

وقال مصدر في الدائرة المقربة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه ليس لديه أي محادثات مقررة مع بوتين.

شولتس يطلع الحلفاء

وقال الكرملين إن بوتين أبلغ شولتس أن روسيا مستعدة للنظر في صفقات الطاقة إذا كانت ألمانيا مهتمة.

 وكانت ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي قبل الحرب، لكن الشحنات المباشرة توقفت عندما تم تفجير خطوط الأنابيب تحت بحر البلطيق في 2022.

وقال مسؤولون ألمان إن شولتس يخطط لإطلاع زيلينسكي وحلفاء ألمانيا وشركائها ورؤساء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على نتائج الاتصال الجمعة، وأضافوا أن بوتين وشولتس اتفقا على البقاء على اتصال.

وتواجه أوكرانيا ظروفًا صعبة بشكل متزايد على الخطوط الأمامية في شرقها وسط نقص في الأسلحة والأفراد، بينما تحقق القوات الروسية تقدمًا ثابتًا.

وقال مسؤول حكومي ألماني إن شولتس أبلغ بوتين أن نشر قوات كورية شمالية في روسيا للقيام بمهام قتالية ضد أوكرانيا يُنظر إليه على أنه "تصعيد خطير وتوسع للصراع".

ويقول زيلينسكي إن كوريا الشمالية لديها 11 ألف جندي في روسيا وأن بعضهم تكبدوا خسائر في القتال مع القوات الأوكرانية التي تحتل حاليًا أراضي في منطقة كورسك الجنوبية في روسيا.

وقدمت ألمانيا لأوكرانيا ما مجموعه 15 مليار يورو من الدعم المالي والإنساني والعسكري منذ بدء الحرب، مما يجعلها ثاني أكبر داعم لكييف بعد الولايات المتحدة.

ويعتبر مستقبل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا غير واضح بعد فوز ترامب في الانتخابات.

وتحدث شولتس وبوتين آخر مرة في ديسمبر/ كانون الأول 2022، بعد 10 أشهر من بدء روسيا غزوها لأوكرانيا، مما أدى إلى تدهور العلاقات مع الغرب إلى أعمق حالة من الجمود منذ الحرب الباردة.

نشر
محتوى إعلاني