تحليل لـCNN: ماذا يعني سماح بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية في عمق روسيا؟
تحليل إخباري بقلم نيك باتون والش، من شبكة CNN
(CNN)-- يتبع قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى في روسيا نمطا مألوفا.
فقد رفض البيت الأبيض لأشهر طلب اوكرانيا بمنحها تلك الأسلحة، خوفا من أن يكون ذلك تصعيدا، ونددت كييف بالرفض بصوت عال، وعندما يبدو أن الطلب قد تم إيقافه، وافقت عليه إدارة بايدن.
وكان طلب أوكرانيا للحصول على صواريخ هيمارس ودبابات أبرامز وطائرات إف-16 - كلها تتبع نمطا مشابها من الرفض والمماطلة، ثم منحها، تقريبا في اللحظة التي فات الأوان فيها.
هل فات الأوان على الصواريخ التكتيكية الأمريكية "أتاكمز" لإحداث فرق إذا ضربت أهدافا في عمق روسيا؟
الإجابة معقدة وربما تفسر بعض تردد إدارة بايدن في منح الإذن.
أولا، هناك إمداد محدود من الصواريخ "أتاكمز" يمكن لأوكرانيا الحصول عليه، ولذا فإن قدرة كييف على الضرب في عمق روسيا- والمدى الأطول لتلك الصواريخ هو 100 كيلومتر أو 62 ميلاً - لن يؤدي إلى تغيير بين عشية وضحاها في ساحة المعركة.
ووضع المحللون حجم الأهداف الروسية التي تقع في نطاق هذه الصواريخ - حيث أدرج معهد دراسة الحرب مئات الأهداف- بعد أن أطلعت إدارة بايدن على ما يبدو أن المطارات الروسية في نطاق "أتاكمز" شهدت إخلاء من طائراتها الهجومية في عمق روسيا.
لكن في الحقيقة، لن تحصل أوكرانيا على ما يكفي من الصواريخ "أتاكمز" لتغيير مسار الحرب.
ثانيا، تمكنت أوكرانيا من اختراق عمق روسيا باستخدام طائرات بدون طيار مصنعة محليا وأرخص.
ووافقت الولايات المتحدة على المساعدة في تمويل تطوير هذه الطائرات، التي يبدو أنها تسببت في دمار حول مطارات موسكو والبنية التحتية للطاقة في روسيا.
ثالثا، إن الإذن باستخدام الصواريخ الدقيقة الأمريكية لضرب عمق روسيا، كما يبدو، استفزازي للغاية.
صحيح أن موسكو ضعيفة عسكريا الآن، ومن غير المرجح أن تسعى إلى صراع كامل مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الولايات المتحدة.
ولكن في مرحلة ما، سيسعى الكرملين إلى استعادة قوته الرادعة.
وقد تم إلقاء اللوم على أجهزة الاستخبارات الروسية في تخريب أهداف مدنية في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك التقارير الأخيرة التي تفيد بزرع عبوات ناسفة على طائرات شحن داخل أوروبا.
كانت إدارة بايدن محقة في موازنة الفائدة العملية للضربات الأبعد مدى، مقابل احتمال حدوث أضرار جانبية مدنية في الدول الأعضاء في الناتو، إذا شعرت روسيا بأنها ملزمة بالرد بطريقة أو بأخرى.
لذا لم يكن القرار بسيطا أو واضحا كما ادعى بعض المؤيدين في كييف.
و يبدو أن الهدف الأوسع كان دفع إدارة بايدن إلى المشاركة بشكل أكبر في لعبة حرب أوكرانيا.
ومع ذلك، يحرص البيت الأبيض على التأكيد على أن نشر القوات الكورية الشمالية في كورسك كان بمثابة الوقود لقراره، وأن هذا هو رد الولايات المتحدة على تصعيد موسكو.
وأشار المسؤولون الغربيون إلى أن نشر كوريا الشمالية يمثل توسع الصراع في أوكرانيا وتحوله إلى شيء أصبح لخصوم الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الآن دور فيه، وأنه جعل الحرب أكثر عالمية بالنسبة لأمريكا.
وفي نظر بايدن، هذا تصعيد، ردا على تصعيد.
لكن حقيقة أنه تأخر لفترة طويلة بسبب الرمزية غير العادية لمنح هذا الإذن تزيد من قوة القرار الذي اتخذه للتو.
وقد يعتقد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه يستطيع التحدث عن السلام، لكنه سيرث حربا أصبحت المخاطر فيها أعلى بكثير.
- أمريكا
- أوكرانيا
- روسيا
- كوريا الشمالية
- الأزمة الأوكرانية
- الإدارة الأمريكية
- الجيش الأوكراني
- الجيش الروسي
- الحكومة الأوكرانية
- الحكومة الروسية
- الكرملين
- جو بايدن
- دونالد ترامب