إيران تجرب مزيداً من الصواريخ ,إسرائيل تعلن عن طائرة للتجسس عليها
طهران، إيران (CNN) -- نفى مصدر عسكري أمريكي أن تكون إيران أجرت تجربة صاروخية جديدة لليوم الثاني على التوالي الخميس، رغم ما أوردته الصحف الإيرانية.
وقال المصدر في تصريحات لـCNN إنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ إيران أطلقت الأربعاء سبعة صواريخ يترواح مداها بين القصير والمتوسط.
وأضاف "في تلك الجولة، كان هناك صاروخ فشل في الانطلاق، وهو ما حدا بالإيرانيين إلى إطلاقه الخميس."
وقال المصدر إنّ التقيم الأولي استند إلى صور الرادار والأقمار الاصطناعية، مضيفا أنه من الممكن أن تكون إيران قد جرّبت صواريخ قصيرة المدى الخميس، غير أنّ المعطيات لا تدعم رواية طهران بأنها أجرت تجارب على صواريخ طويلة المدى.
والخميس، قالت طهران إنها أجرت مزيدا من التجارب على الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الخميس أن إيران أطلقت ولليوم الثاني على التوالي عدداً من الصواريخ بعيدة ومتوسط المدى، وذلك في إطار مناوراتها البحرية في منطقة الخليج.
وأوضحت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية أن الصواريخ أصابت أهدافها بدقة.
وقالت الوكالة إن "قوات حرس الثورة الإسلامية أطلقت بنجاح جيلاً جديداً من صواريخ 'شهاب - 3' البالستية في المرحلة الثالثة من مناورات النبي الأعظم البحرية الصاروخية التي تجري حاليا في الخليج الفارسي."
وأفادت الوكالة أن صاروخ شهاب-3 المطور يبلغ مداه 2000 كيلومتر ويزن طناً واحداً، ويمكنه حمل رؤوس عنقودية.
على أن وكالة الأسوشيتد برس أفادت في خبرها الخميس أن الصواريخ، التي أطلقت ليل الأربعاء تتمتع بـ"قدرات خاصة" دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل.
وبدت صورة نشرتها وكالة أنباء رسمية عملية إطلاق لأربعة صواريخ متتابعة، وكأنها خضعت لعملية تغيير رقمية بحيث تظهر صاروخا في الجوّ لم يتمّ إطلاقه حتى اليوم الموالي، وفق للمسؤول الذي اطلع على تقارير أجهزة الاستخبارات.
وأضاف أنّ صورة نشرتها إحدى الوكالات أظهرت أحد الصواريخ قصيرة المدى -من طراز SA-2- وهو إما لم يخضع لعملية إطلاق أساسا أو أنه فشل في الانطلاق لسبب ما- وهو مازال ثابتا بمنصة إطلاقه في الوقت الذي انطلقت فيه الصواريخ الثلاثة الأخرى في الأجواء الإيرانية.
غير أنّ صورة أخرى ظهرت على موقع وكالة الأنباء الإيرانية، بدت فيها القاذفة مغطاة بصاروخ رابع وغبار كثيف، وهو ما يشير إلى عملية تركيب رقمية لصاروخين آخرين في الصورة.
إسرائيل: طائرة تجسس على إيران
وعلى صعيد آخر، أعلنت إسرائيل الخميس أنها ستعرض طائرة متطورة قادرة على التجسس على إيران، وتعتبرها "رداً عملياً" على "التهديدات" الإيرانية الأخيرة.
وقالت مؤسسة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، التي تقوم بتصنيع طائرات للاستخدامات العسكرية والمدنية، إن الطائرة المقصودة لا علاقة لها بالتوتر الأخير المتصاعد بين البلدان.
وطائرة التجسس هذه تعتمد على طائرة "غلف ستريم G550" الخاصة برجال الأعمال، غير أنه تم تعديلها وتزويدها بنظم جمع المعلومات الاستخبارية متطورة.
وعلى صعيد متصل، قال السفير الإسرائيلي لدى لندن رون بروسور في تصريحات لـCNN إنّ الحكومة الإيرانية "هي نظام آيات الله بأنظمة تزويد وقدرات نووية."
وأضاف "إنه مزيج قاتل، ويتعين على الذين لا يأخذون الملف الإيراني على محمل الجدّ أن ينظروا إلى ما يحصل وأن يفهموا أنّ إيران هي خطر قاتل بتهديداتها، ليس فقط لإسرائيل بل للمنطقة."
وأوضح أنّ هذا التهديد "هو للمنطقة ككل ويتطلب تدخلا عالميا" مذكرا بدعوات الرئيس أحمدي نجاد "إلى إزالة إسرائيل" ودعمه لحركتي حماس وحزب الله.
وشبه البرنامج النووي الإيراني "بقطار يوروستار الأوروبي الذي انطلق بسرعة وينبغي على العالم أن يكون مصمما أكثر فأكثر لإيقافه بكيفية موحدة."
رايس: مصرون على ردع إيران
من جهتها، واصلت الولايات المتحدة حملتها ضد إيران، وخصوصاً بعد التجارب الصاروخية الأخيرة.
ففي مؤتمر صحفي في العاصمة الجورجية، تبليسي، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، الخميس إن الولايات المتحدة عازمة على منع التهديدات الإيرانية ضد مصالحها أو مصالح حلفائها.
وقالت إن بلادها تعمل مع حلفائها "للتأكد من أنهم (حلفاءها) قادرون على الدفاع عن أنفسهم، وأنه ينبغي ألا يشعر أي منهم بالقلق حيال هذا الأمر."
وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل قد عبرتا عن امتعاضهما من التجارب الصاروخية الأربعاء.
فقد سارعت الإدارة الأمريكية للتنديد بالتجربة، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، غوردون جوندروي: "تطوير إيران لصواريخ باليستية انتهاك لقرارات مجلس الأمن وتتعارض تماماً مع التزامات إيران للعالم."
وأضاف: "عليهم 'الإيرانيين' الإحجام عن إجراء المزيد من التجارب الصاروخية إذا أرادوا حقاً كسب ثقة العالم.. كما يتوجب عليهم فوراً وقف تطوير الصواريخ البالستية المحتمل استخدامها كسلاح نووي."
بينما بادرت إسرائيل على التعقيب على التجربة الإيرانية، وعلى لسان الناطق باسم رئيس الحكومة، مارك ريغيف، الذي صرح قائلاً: "إسرائيل لا تسعى للدخول في مواجهة أو صراع مع إيران، إلا أن البرنامج النووي الإيراني وبرنامج الصواريخ البالتسية الإيرانية يجب أن يمثلا مصدر قلق للمجتمع الدولي بأسره."