/منوعات
 
1500 (GMT+04:00) - 20/04/09

الكتاب ينتعش بعمّان..الأردنيات يغزون "سوق الأدب"

تقرير: حسام طوقان

إقبال من كل الأعمار على القراءة من جديد

إقبال من كل الأعمار على القراءة من جديد

عمّان، المملكة الأردنية (CNN)-- مع ما يدور من كلام وتعليقات تُسمع في أروقة الجامعات وفي صالونات المثقفين عن موت الكتاب في الأردن وعزوف الأردنيين عن القراءة أو اقتناء الكتب كانت لنا وقفة، فعند النزول إلى الشارع نلاحظ بأن الأرصفة تعج بالكتب من كل شكل ولون ما يثير التساؤل عن مدى صحة هذه الافتراضات.

ويبادر سامي أبوحسين، صاحب مكتبة الطليعة للقول: "نحن نشهد عودة من قبل الشباب إلى القراءة في هذه الأيام،" مضيفاً أن القراءة تنتعش مجدداً عند قطاع واسع من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و20 سنة، وإن كانت الأسعار هي صاحبة التأثير الحاسم في مدى الإقبال على الكتب بالأردن.

ويشير أبوحسين إلى أن معظم القراء يأتون في الفئة العمرية الواقعة ما بين الثلاثين والأربعين عاما، مع بقاء نسبة طيبة من الكهول على هذا المسار، بحيث تصل أعمار بعضهم إلى ما يربو عن السبعين سنة، وذلك بالإضافة إلى فئة الشباب التي بدأت بالعودة إلى القراءة بشكل مطّرد.

وأكد أبوحسين أن أكثر الكتب رواجا هي الروايات والشعر مثل رواية "عزازيل،" التي فازت مؤخراً بجائزة "بوكر" العربية، وتأتي الدراسات الفكرية في المرتبة الثانية، بحيث يبرز الإقبال على أعمال مفكرين مثل محمد عابد الجابري ومحمد أركون.

وتقبع في آخر المراتب الأعمال السياسية والتي تكون عادة مترجمة، مثل كتابات نعوم تشومسكي وبرجنسكي وغيرهما. ويتوقع أبو حسين مستقبلا إيجابيا للكتاب في الأردن.

أما في "كشك الثقافة العربية" فيستقبلك البائع بابتسامة باهتة، وسرعان ما تكتشف بعد طرحك للأسئلة أنه لا يشاطر أبوحسين تفاؤله، بحيث يجد أن الكتاب قد تأثر كثيرا بالانترنت والقنوات الفضائية، اللذان استوليا على قلوب وألباب الشباب الأردني.

وهكذا لم تعد الأمور كسابق عهدها في مجال بيع الكتب، ولكن لا يخلو الأمر من وميض أمل، فهناك عدد لابأس به من الشباب والشابات الذين يأتون لشراء الكتب، وتحديدا الروايات والشعر، ويخضع الطلب على الكتب أحياناً لاتجاهات الأحداث، فحينما يفوز كتابا ما بجائزة يتهافت القرّاء بحثا عنه لاقتنائه.

 أما عند مكتبة الجاحظ  فيطالعك الشيخ أبوعبدالله بابتسامته العريضة، ويشير إلى أن الكتاب بالأردن بخير طالما كان السعر ملائماً، خصوصاً وأن المكتبة كانت قد بدأت بعملية إعارة للكتب مما فتح أمامها باباً واسعاً وعريضاً من القراء فبالتالي تتم معالجة العبء الاقتصادي الواقع على كاهل رب الأسرة وتشجعه على القراءة.

وذلك بالإضافة إلى تمكين الطلاب - عبر الاستعارة - من الحصول على مراجع هم بأشد الحاجة إليها، هذا إلى جانب بروز ظاهرة زيارة الطلاب الأجانب والمستشرقين للحصول على كتابات ومراجع عربية، ما شجع حركة البيع والقراءة.

advertisement

ويشير أبو عبدالله إلى شيوع شراء الروايات والشعر بالإضافة إلى كتب الطب الشعبي بالدرجة الأولى، ويرى بأن هجرة العديد من المثقفين العرب إلى الأردن قد شجع على دفع حركة بيع الكتب قُدماً في الأردن بحيث ساهم انتشار الانترنت في تعريف القراء بالكتب الجديدة مما حفزهم على شرائها.

وذلك بالإضافة إلى تزايد الإقبال على الكتب بين الجيل الجديد من الفتيات بحيث أصبحن أكثر القراء نهماً للروايات، وهي ظاهرة جديدة لم يعرفها الأردن من قبل.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.