التفجيرات الأخيرة في العراق تستهدف ''الحكومة العراقية''
بغداد، العراق (CNN)-- حمّل السفير الأمريكي السابق لدى العراق، ريان كروكر، تنظيم القاعدة في العراق مسؤولية الهجمات التي شهدتها بغداد ومدن عراقية أخرى مؤخراً، وأسفرت عن مصرع المئات عدا الجرحى والمصابين، مشيراً إلى أن التنظيم بدأ حالياً يستهدف الحكومة العراقية.
وأحدث التفجيرات في العراق وقعت الثلاثاء، حيث انفجرت عدة سيارات مفخخة في بغداد والموصل، وأسفرت عن مصرع ثمانية أشخاص على الأقل، أربعة منهم في العاصمة العراقية.
وقال كروكر في مقابلة مع كبيرة المراسلين الدوليين في CNN، كريستيان أمانبور، إن القاعدة في العراق - التي وصفها بأنها "خصم دموي للغاية" - كانت تعمل على زعزعة ثقة الناس بالحكومة العراقية، وتحديداً "عندما كنا نتجه نحو الانتخابات."
وحول تفجيرات الثلاثاء، التي استهدفت مواقع حساسة للغاية وتحظى بحراسة أمنية مشددة في وسط العاصمة العراقية، وقريبة من المنطقة الخضراء المحصنة، التي تأوي المقار الحكومية والسفارة الأمريكية، قال كروكر: "من الواضح تماماً بالنسبة لي أن مهندسها (التفجيرات) هو تنظيم القاعدة في العراق."
وجاءت تفجيرات بغداد بعد أسبوع على سلسلة هجمات دامية أسفرت عن مقتل 130 شخصاً في بغداد وإصابة أكثر من 400 آخرين.
وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية منذ أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما انفجرت سيارات مفخخة وأدت إلى مقتل وجرح المئات.
إلا أنه برغم هذه الهجمات فإن عدد الضحايا الكلي من المدنيين العراقيين انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق في مارس/ آذار عام 2003.
وقال كروكر، الذي يشغل منصب عميد كلية جورج بوش للدراسات الإدارية والحكم في جامعة "تكساس إيه آند أم"، إن القاعدة في العراق بدأت تحوّل في تكتيكاتها، مشيراً إلى أنه كان يستهدف في السابق المواطنين المدنيين في مسعى لإثارة عنف طائفي، لكن هذا السعي لم ينجح، وفقاً لكروكر.
وأوضح قائلاً: "ببساطة، رفض العراقيون العودة إلى العنف الذي شهدناه عامي 2006 و2007.. لذلك حوّلت القاعدة تكتيكها وبدأت باستهداف الدولة العراقية.. ولا أعتقد أن هذا الأمر سينجح كذلك."
وأضاف كروكر أنه يعتقد أن الانتخابات العراقية التي ستجري في مارس/ آذار المقبل تتسم بكونها في غاية الأهمية، لكنه حذر من ظهور تحديات أمنية جديدة، وهي التحذيرات التي أطلقها أيضاً قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو.
يُشار إلى أن القوات الأمريكية في العراق لم تعد تجوب شوارع وطرقات المدن والبلدات العراقية بموجب الاتفاقية الأمنية التي وقعها الجانبان العراقي والأمريكي، وبدأ تطبيقها في يونيو/ حزيران الماضي.
كذلك من المنتظر أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية أغسطس/ آب المقبل، على أن تحتفظ بوجود في العراق من خلال بقاء نحو 50 ألف عنصر من أفرادها، من أصل 115 ألف جندي موجودون في العراق حالياً، فيما يقدر عدد قوات الجيش والأمن العراقية بحوالي 700 ألف عنصر.
وقال المفتش الأمريكي الخاص لإعادة إعمار العراق، ستيوارت باون، إن الولايات المتحدة أنفقت مبالغ ضخمة على بناء قوات الجيش والأمن العراقية.
وأوضح قائلاً: "لقد تم ضخ 18 مليار دولار على إنشاء قوات أمن عراقية، بالإضافة إلى 7 مليارات دولار أنفقت كموارد لصالح الجيش وقوى الأمن في العراق، وأثمر ذلك عن وجود قوة يمكن الوثوق من قدراتها، وينبغي أن تكون قادرة على المحافظة على السلام في البلاد على الرغم من هذه الهجمات."
وألقى باون الضوء على ما وصفه النجاح الاقتصادي الكبير الذي بدأ يشهده العراق والذي تمثل في الأسبوع الماضي بمنح عقود جديدة لتطوير حقول نفطه، وهي الحقول التي تتمتع بإمكانيات قد ترفع الإنتاج العراقي من هذه المادة الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً في غضون سنوات قليلة.
وأضاف: "ثمة محرك اقتصادي ينتظر الكشف عنه، وهو موجود في العراق، ذلك النفط ينتظر الخروج من باطن الأرض والتصدير.. ويمكن للعراقيين القيام بذلك، ويكافحوا الفساد في الوقت ذاته، وإبقاء التمرد المسلح في حدوده الدنيا، وبعد ذلك يمكنهم قطف ثمار الازدهار والرخاء."
غير أن الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، بسمة الخطيب، كانت لديها وجهة نظر "أقل وردية" وتفاؤلاً بالنسبة للعراق، وقالت إن "الأمن في العراق يظل هشاً."
وحول ما إذا كانت تشعر بالقلق حيال الانسحاب الأمريكي من العراق، قالت الخطيب: "إن الاحتلال ودور القوات الأمريكية ليس القضايا التي تثير المشاكل هنا (العراق) فلدينا العديد من القضايا المعقدة التي ينبغي حلها."
وقالت إن الفوضى في بلادها أفقدت الكثير من العراقيين إيمانهم بالديمقراطية، غير أنها أضافت أن العراقيين سيحلون في نهاية الأمر مشاكلهم بأنفسهم، حتى وإن لم تؤد الانتخابات إلى أي تغيير، مشيرة في هذا الإطار إلى احتمال ظهور عهد سياسي جديد في المستقبل.
وختمت قائلة: "نحن نريد الانتخابات لنمضي من خلالها.. ولكننا نتوقع أيضاً أن تنهض المزيد من القوى والحركات السياسية من خلال الأجيال الجديدة من العراقيين."