/العالم
 
1101 (GMT+04:00) - 25/05/09

أمريكا قلقلة من الأوضاع في باكستان والمد الطالباني

أعلى مسؤول عسكري أمريكي قلق من اقتراب طالبان من العاصمة الباكستانية

أعلى مسؤول عسكري أمريكي قلق من اقتراب طالبان من العاصمة الباكستانية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تراقب الإدارة الأمريكية عن كثب وبقلق امتداد نطاق نفوذ طالبان في باكستان، وقلل مسؤول أمريكي رفيع من تقارير انسحاب مليشياتها من منطقة محاذية للعاصمة احتلتها الأسبوع الماضي، لافتاً إلى سيطرة الحركة المتشددة لمناطق شاسعة، من بلد تبدو فيه الحكومة عاجزة عن وقف المد الطالباني. 

وبسطت مليشيات تابعة للحركة، التي أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان عن سدة الحكم في أواخر عام 2001 وتوسع نفوذها للمناطق الحدودية مع باكستان ليمتد سريعاً داخل كبرى المدن الباكستانية، سيطرتها على مقاطعة "بونر"، 60 ميلاً عن العاصمة، إسلام أباد، الأربعاء.

وتتضارب التقارير بشأن انسحاب طالبان الباكستانية من "بونر، ففيما أشارت مصادر حكومية باكستانية لانسحاب الحركة كلياً من هناك، نقلت منظمة حقوقية عن الأهالي أن المليشيات مازالت تفرض سيطرتها على المنطقة.

وقال سيد محمد جافيد، مفوض إقليم "مالاكاند" الذي تتبع له "بونر" إن مليشيات الحركة، انسحبت طواعية ودون شروط، من هناك.

وكان الناطق باسم الحركة، مسلم خان، قد صرح لـCNN، في وقت سابق، أن مقاتليها سينسحبون من المنطقة.

وأظهرت مقاطع بث مباشر نقلها التلفزيون الباكستاني، مليشيات ملثمة ومدججة بالسلاح في شاحنات صغيرة، تغادر المنطقة.

وقلل رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايك مولن، من شأن التحرك قائلاً إنه دون مغزى، مشيراً إلى أن الحركة المتشددة تفرض سيطرتها على مناطق واسعة من البلاد، وحكومة تبدو غير قادرة على وقفها.

ونوه قائلاً في مقابلة مع شبكة "NBC" من أفغانستان: "نحن قطعاً نقترب من نقطة القمة.."

وأبدى قلقه البالغ حيال مؤشرات اقتراب الحركة المتشددة من تخوم العاصمة الباكستانية، إسلام أباد.

ومن جانبه قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال ديفيد بتريوس، لـCNN، بعد جلسة استماع في الكونغرس الجمعة، إن 300 من عناصر فيلق قوات الحدود نجحوا في دحر الحركة من "بونر."

وكان الكونغرس قد ناقش الجمعة، إمكانية تعزيز الولايات المتحدة القوى الأمنية الباكستانية لمكافحة الإرهاب، كفيلق الحدود.

وإلى ذلك، قال روبرت وود، الناطق باسم الخارجية الأمريكية الجمعة، إن الرئيس، باراك أوباما، التقى وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، والمندوب الأمريكي لباكستان، هولبروك، الخميس، لمناقشة التحرك الطالباني الأخير.

وذكر وود، أن أوباما دعا المجتمع الدولي لتبني تدابير صارمة ضد التطرف العنيف، والحكومة الباكستانية لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه المخاطر التي تتهدد البلاد.

وقالت مصادر حكومية أمريكية رفيعة إن "انسحاب" الحركة من "بونر"، لا مغزى له، خاصة وأن السيطرة هي الزخم الدافع وراء الخطوة العسكرية الأخيرة للحركة، التي تبسط سيطرتها على مناطق واسعة من باكستان.

وشكك مسؤولون أمريكيون بارزون سعي الحركة الإطاحة بحكومة باكستان، بل الهدف زعزعة استقرار البلد وانتهاز فرصة عجز الرئيس، آصف علي زرداري، عن التعامل مع الوضع القائم.

وقالوا إن زرداري لا يدرك حجم فداحة الوضع، وانشغاله بالقضايا السياسية الداخلية، وفشله في إتخاذ قرارات محورية لنشر الجيش للمساعدة استتباب الاستقرار في البلاد.

advertisement

ورغم تقارير انسحاب طالبان من "بونر، قالت منظمة العفو الدولية - "أمنستي" - أن سكان "بونر" يتناقلون سيناريوهات مغايرة لتلك الرسمية.

وقال سام ظريفي، مدير قسم آسيا الباسفيك في المنظمة الحقوقية: "ما نسمعه من أهالي بونر أن العناصر التي انسحبت ليست مليشيات طالبان المحلية التي مازالت باقية في المنطقة المجاورة للعاصمة."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.