CNN CNN

قتيلان بأحدث هجوم على المسيحيين بالعراق

السبت، 11 كانون الأول/ديسمبر 2010، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)
عراقيون يشيعون عدداً من ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة
عراقيون يشيعون عدداً من ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة

بغداد، العراق (CNN)-- لقي رجل مسيحي وابنته البالغة من العمر ست سنوات، مصرعهما نتيجة انفجار بشمال العراق الثلاثاء، في أحدث هجوم ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف المسيحيين، الذين يشكلون أقلية بين العراقيين، مما دفع عدد كبير منهم للفرار إلى خارج العراق.

تزامن الانفجار، الذي وقع في مدينة "الموصل"، كبرى مدن محافظة "نينوى"، مع الاحتفال بأول أيام عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون، وتتميز الموصل بتنوع سكانها من مختلف الطوائف العراقية، كما أنها كانت، لفترة طويلة، مركزاً لتجمعات المسيحيين في العراق.

وفيما قالت مصادر الشرطة العراقية إن الرجل وابنته قُتلا نتيجة انفجار وقع بعد ظهر الثلاثاء، نجم عن عبوة ناسفة زُرعت بإحدى السيارات، فإن تزايد الهجمات التي تستهدف المسيحيين في شمال العراق، تدل على أن أعمال العنف بدأت تنتشر انطلاقاً من العاصمة بغداد.

وكان اثنين من المسيحيين قد قُتلا في هجوم مزدوج مساء الاثنين، عندما قام مسلحون بمهاجمة منزلين لأسرتين مسيحيتين في ضاحية "التحرير"، في الجزء الشرقي من المدينة، وأطلقا النار على الرجلين فأردوهما قتيلين قبل أن يلوذوا بالفرار، وفق وزارة الداخلية العراقية.

وفي وسط الموصل، وقع هجوم آخر في نفس التوقيت تقريباً، نجم عن انفجار عبوة ناسفة خارج أحد المنازل التي يسكنها المسيحيون، إلا أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا، إلا أنه تسبب في تدمير واجهة المنزل.

تأتي هذه الهجمات بعد نحو أسبوعين على الهجوم الذي شنه مسلحون، يُعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، على كنيسة "سيدة النجاة"، بالعاصمة العراقية أواخر الشهر الماضي، وقاموا باحتجاز عشرات الرهائن، وأثناء محاولة القوات العراقية إطلاق سراح الرهائن، دارت اشتباكات أسفرا عن سقوط حوالي 70 قتيلاً وأكثر من 75 جريحاً.

وفي أعقاب تلك الهجمات، أعرب عدد كبير من المسيحيين، الذين تحدثت معهم CNN، عن خشيتهم على حياتهم، وأعربوا عن رغبتهم في مغادرة العراق، إلا أنهم قالوا إنهم لا يمتلكون الوسائل التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق هذه الرغبة.

في المقابل، دعا العديد من أساقفة الكنائس والمسؤولين في الحكومة العراقية، ومن بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي، مسيحيي العراق، الذين يُعدون من أقدم الحضارات المسيحية في العالم، إلى عدم مغادرة العراق.

وتراجعت أعداد مسيحيي العراق، الذين قدر عددهم في وقت سابق بما يقرب من 1.5 مليون نسمة، إلى دون النصف إثر فرار الكثيرين منهم بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.