CNN CNN

مصر: واشنطن "مستاءة" والإخوان لا يدعون لثورة

الخميس ، 30 كانون الأول/ديسمبر 2010، آخر تحديث 00:00 (GMT+0400)
لا صوت للمعارضة تحت قبة البرلمان المصري
لا صوت للمعارضة تحت قبة البرلمان المصري

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعربت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الثلاثاء، عن "استيائها" من التجاوزات التي شهدتها الانتخابات التشريعية التي جرت في مصر الأحد الماضي، وأسفرت عن فوز الحزب الحاكم بمعظم مقاعد البرلمان، في الوقت الذي أكدت فيه جماعة "الإخوان المسلمون"، كبرى جماعات المعارضة، أن منهجها لا يتضمن "الخروج عن النظام، أو الدعوة لثورة" شعبية.

ففي واشنطن، وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، مايك هامر، التقارير الواردة عن حدوث تجاوزات في انتخابات مجلس الشعب المصري، التي جرت في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بأنها "مثيرة للقلق"، وأضاف أن الولايات المتحدة "تشعر بالإحباط"، وهي عبارات عادةً ما تستخدمها الإدارة الأمريكية في توجيه انتقادات عنيفة إلى أحد حلفائها.

وأشار هامر، في بيان صدر الثلاثاء، قبل قليل من موعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات، إلى "عدم وجود مراقبين دوليين، والعديد من التجاوزات التي رصدها مراقبون محليون، وفرض المزيد من القيود على حرية التعبير والصحافة والتجمعات السلمية"، وأضاف أن "كل هذه التجاوزات تدعو للقلق."

من جانبها، اعتبرت جماعة "الإخوان المسلمون"، التي خرجت من الجولة الأولى "خالية الوفاض"، رغم أنها كان لها 88 نائباً يمثلون في البرلمان المنتهية ولايته، أن "النظام المصري هو الوحيد الذي خرج خاسراً من هذه الانتخابات، كما أنه الوحيد الذي يتحمل مسؤولية إهانة مصر وتشويه صورتها أمام العالم كله."

وقال المرشد العام للجماعة، الدكتور محمد بديع، في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، إن "النظام أصبح هو المعارض الحقيقي لإرادة الأمة ولاختياراتها، رافضاً حقوقها التي كفلها الدستور والقانون"، وأضاف أن "النظام دأب على ممارسة تزييف إرادة الأمة، وتزوير اختياراتها، وأصبح يستمرئ الكذب والتضليل على الجميع، حتى أصبح التزوير سمة ملازمة لعصره."

وأشار بديع إلى أن "الإخوان المسلمين ومعهم كل القوى السياسية الحية في مصر، ستلاحق كل من شارك في تزوير إرادة الأمة بالوسائل القانونية والإعلامية والشعبية"، وأشار إلى أن "استخدام عصا الأمن الغليظة، إنما هو لعب بالنار، وتصرف غير مسئول، من نظام فاقد للأهلية، وليس لديه أبسط درجات الوعي والحس الوطني."

كما أكد أن "التجاوزات والجرائم التي ارتكبها النظام، والتي تخطت التزوير والتزييف، وتعدت إهدار أحكام القضاء، والتباهي بذلك، حتى وصل الأمر إلى الاعتداء على القضاة أنفسهم في بعض الدوائر، تعبر بكل وضوح عن مدى ضعف النظام وارتباكه، وعدم مقدرته على قبول الآخر والتعايش معه."

من جانبه، شدد الدكتور محمد مرسي، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الإخوان، أن الجماعة "ليس في منهجها الخروج عن النظام، أو الدعوة إلى الثورة، مثلما يروج البعض."

وأكد أن "ما حدث يؤكد كذب الأقاويل التي كان يرددها البعض بأن هناك صفقة مع النظام"، مشيراً إلى أن "الإخوان لا يعرفون لغة الصفقات، فهده لغة مهينة، ومن يروج لها يُسأل عنها."

يُذكر أن النتائج الأولية، بحسب ما أعلنت اللجان الفرعية للانتخابات، أظهرت فوز مرشحي الحزب الوطني "الحاكم"، بأكثر من مائة مقعد، بالإضافة إلى نحو 250 مقعد يتجه الحزب لحسم معظمها لصالحه في جولة الإعادة الأحد القادم، فيما فاز مرشحو أحزاب المعارضة بستة مقاعد فقط، يتقدمها حزب "الوفد"، بثلاثة مقاعد.

ولم تعلن اللجنة العليا للانتخابات النتائج النهائية، حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء، الموعد الذي حددته اللجنة في السابق، إلا أن النتائج الأولية أظهرت أن الحزب الحاكم تمكن من الفوز بـ27 مقعداً في محافظة القاهرة، بالإضافة إلى 15 مقعداً بالإسكندرية، ومثلها في الشرقية.

ووفق النتائج "شبه الرسمية"، فقد حصل حزب "الوفد" على ثلاثة مقاعد، ليتولى زعامة المعارضة داخل البرلمان، كما أن له ثلاثة مرشحين في جولة الإعادة، فيما حصلت أحزاب "التجمع" و"الغد" و"العدالة الاجتماعية" على مقعد لكل منها، ولم يتمكن 12 حزباً آخرين في الفوز بأي مقعد داخل البرلمان.

إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا أحداث العنف التي تجتاح العديد من محافظات مصر، على خلفية الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد الماضي، إلى تسعة قتلى، بعدما أعلنت السلطات الثلاثاء عن مقتل سيدة وطفلها في محافظة أسيوط بصعيد مصر.

ونقل موقع التلفزيون المصري عن مصادر أمنية أن القتيلة كانت تقف مع رضيعها، الذي لم يتجاوز الثانية من عمره، في شرفة منزلها، أثناء قيام أفراد من عائلة "منتصر"، بإطلاق النار بصورة عشوائية، على منازل تتبع عائلة "الحساسنة"، ولم يتضح لـCNN بالعربية، على الفور، طبيعة  الخلاف بين العائلتين وعلاقته بالعملية الانتخابية.

كما اندلعت اشتباكات دامية بين قوات الأمن وأنصار أحد مرشحي حزب الوفد في مدينة "كوم امبو" بأسوان، استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع وزجاجات "المولوتوف"، مما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى، وقام أنصار المرشح بقطع الطريق، بعد الإعلان عن سقوط مرشحهم في الانتخابات، وفق الموقع الرسمي.

وفي مدينة "الأقصر"، اعتقلت الشرطة العشرات ممن وصفتهم بـ"مثيري الشغب"، بعد اشتباكات شهدتها المدينة طوال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، أسفرت عن احتراق سيارتين، وتحطيم خمس سيارات أخرى، وقام أنصار بعض المرشحين بمهاجمة مركز الفرز ورشقوه بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وكانت نفس المدينة قد شهدت وفاة أحد المواطنين أثناء فرز الأصوات في وقت سابق الاثنين، إلا أن المصادر الحكومية قالت إنه توفي نتيجة إصابته بـ"أزمة قلبية"، وهو نفس السبب، بحسب السلطات، الذي أودى بحياة اثنين من الناخبين الأحد، أحدهما رجل يبلغ من العمر 55 عاماً بمحافظة المنوفية، والثانية بالإسكندرية.

وسقط قتيلان على الأقل بمحافظة الشرقية الاثنين، بعد قيام أحد أنصار مرشح الحزب الوطني بدائرة "مشتول السوق"، بإطلاق النار على أنصار مرشح منافس، فيما قُتل آخران الأحد، أولهما نجل أحد المرشحين بدائرة "المطرية" بالقاهرة، والثاني بقنا، ولكن المصادر الأمنية قالت إن مقتلهما "ليس له أي علاقة بالعملية الانتخابية."

إلى ذلك‏، أفادت المصادر الرسمية الثلاثاء، بأن أجهزة الأمن ألقت القبض على ‏25‏ من أنصار المرشح حمدين صباحي، بدائرة "بيلا" في كفر الشيخ، واتهمتهم بـ"ممارسة البلطجة‏، وتخريب المنشآت العامة‏،‏ وإشعال النيران على الطريق العام"، بعد انسحاب مرشحهم من الانتخابات‏.