القاهرة، مصر (CNN)-- برزت عشية "المسيرة المليونية" التي دعت إليها قوى المعارضة المصرية حقيقة انقسام منظمي التحركات التي تشهدها شوارع القاهرة والمدن المصرية الكبرى حول مجموعة من القضايا، منها الموقف حيال التعامل مع الحكومة الجديدة التي شكلها الرئيس حسني مبارك من جهة، وكذلك طبيعة الدور الذي قد يلعبه القيادي المعارض، محمد البرادعي، الذي يسعى لطرح نفسه كشخصية مفوضة من المعارضة لمخاطبة النظام.
وقال محمد مرسي، عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان لـCNN بالعربية: "الجماعة ترفض حكومة أحمد شفيق، لأنها تأتي من نظام فقد شرعيته، وقد شكلت على اعتبارات أمنية، وهي محاولة من النظام لإجهاض الثورة."
وشدد مرسي على أن الجماعة، وهي الجزء الأكبر والأكثر تنظيماً في المعارضة، "ترفض الحوار مع النظام الحاكم، لأنه طرف غير شرعي" على حد تعبيره. وختم مرسي بالقول: "على النظام أن يحترم شرعية الشعب، والتي هي فوق شرعية الدستور نفسه، وعليه أن يرحل ويأتي غيره بالديمقراطية."
من جانبه، قال البدري فرغلي، القيادي السابق بحزب التجمع: "تشكيل حكومة جديدة لن يؤدي لتهدئة الرأي العام، رغم تغيير بعض الوزراء الذين كان يعترض عليهم الشعب، والسبب هو تجاهل التشكيلة الجديدة لقوى المعارضة وشباب 25 يناير، الذين قدموا تنازلات غالية بدمائهم."
واعتبر فرغلي أن التعديلات الأخيرة في الحكومة "كان يجب اتخاذها منذ عشر سنوات،" وشكك القيادي اليساري بإمكان أن تفتح الحكومة حواراً مع المعارضة الحقيقية، الموجودة الآن في الشارع، ورجح أن تذهب السلطة لمحاورة أحزاب المعارضة الصغيرة الحجم والمحدودة التأثير، والتي لا تتواجد في الشارع.
من جهته، قال محمود جمعة، الباحث في مركز الأهرام للدارسات الإستراتيجية إن تشكيل الحكومة الجديدة "لا يرقى لمستوى الحدث، وهو محاولة من السلطة لإخماد ثورة الشباب."
وتابع: "استمرار حكومة أحمد شفيق، مرهون بإرادة الشعب التي لا يستطيع أحد توقعها."
أما جورج اسحاق، عضو الجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها البرادعي، فقال إن الحكومة الجديدة "لن تغير من الأمر شيئاً، وهناك ربع مليون مواطن في ميدان التحرير يريدون تغيير النظام وليس الأفراد،" ولفت أن الجمعية الوطنية للتغير "ترفض فتح حوار مع النظام الحالي."
وبالنسبة لموقف المعارضة من البرادعي وطرحه لنفسه على أنه المفوض من قبلها بمواجهة النظام قال منير فتحي عبد النور، سكرتير عام حزب الوفد، إن "98 في المائة من أعضاء القوى السياسية رفضوا تفويض البرادعي لقيادة المحادثات مع الحكومة، بأعقاب بيان قدمه أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أثناء اجتماع دعا إليه الوفد جميع القوى والحركات السياسية للاتفاق حول تكوين جبهة وطنية لملء الفراغ السياسي الموجود حاليا."
وأشار عبدالنور أن تصريحات البرادعي كانت خاطئة، فالمعارضة "ليست في مرحلة اختيار أسماء وإنما تحتاج إلى اتحاد جميع القوى، وأكد سكرتير عام الوفد أن النظام الحاكم لم يطلب الحوار مع قوى المعارضة، والتي تتركز مطالبها على خروج الرئيس وتعديل الدستور وحل المجالس المحلية والنيابية المزورة، وإجراء انتخابات نزيهة."
أما عصام العريان، المتحدث الرسمي باسم الإخوان، فقد أكد على التنسيق مع المعارضة في من يقود الائتلاف الوطني للتفاوض مع النظام لتحقيق مطالب الشعب.
وقال العريان إن الجماعة "لا تعترض على البرادعي، وإنما هناك "تحفظات" عليه لأسباب تتعلق بـ"عدم تواجده بالبلاد لفترات طويلة، وتخاذله في مواقف هامة كان يجب أن يدلي بآراء منها." وأضاف أن قوى المعارضة "دعت لعدم التعجل باختيار من يقود الائتلاف وإعطاء فرصة لشباب 25 يناير الذي يقود التظاهرات" على حد تعبيره.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.