القاهرة، مصر (CNN) -- فيما قلل الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، من خطر قيام تنظيم الإخوان المسلمين بالسيطرة على الحكم في مصر في حال تغيير النظام الحالي، أعلن وزير الصحة المصري أن عدد القتلى جراء المواجهات التي وقعت في ميدان التحرير بلغ 11 قتيلاً، فيما ذكرت أنباء أن عدد المصابين زاد على الألف جريحاً.
كشف وزير الصحة المصري أن عدد قتلى المواجهات بين معارضي وأنصار الرئيس المصري، حسني مبارك، في ميدان التحرير بلغت 11 قتيلاً، فيما ذكرت أنباء أن عدد المصابين فاق الألف شخص.
وكان المواجهات قد وقعت بين الطرفين الأربعاء، ووقع خلالها إطلاق نار لم يعرف مصدره، غير أنه من المنطقة الواقعة خارج ميدان التحرير.
والجمعة، توجهت مجموعات مما يعرف بـ"البلطجية" لى شوارع العاصمة المصرية الرئيسية فيما خرجت الدعوات التي تطالب الحكومة بنشر قوات الجيش للتعامل مع مع الأوضاع، وهي المرة الأولى التي يتم فيها نشر قوات من الجيش منذ جيل كامل.
موسى: مبارك يقرر قريبا
قلل الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، من خطر قيام تنظيم الإخوان المسلمين بالسيطرة على الحكم في مصر في حال تغيير النظام الحالي.
وقال موسى إن التنظيم "ليس في موقع يسمح له بالسيطرة على الوضع." وأكد موسى لـCNN أنه "جاهز لأي دور يطلب منه" لوضع أفكاره التي "تمثل معظم المصريين" موضع التنفيذ، وقال إن الرئيس حسني مبارك "سيتخذ قريباً" قراره رداً على مطالبة المعارضين له بالاستقالة.
وقال موسى، رداً على سؤال حول الوضع الحالي: "المشكلة هي أن المتظاهرين يريدون رحيل مبارك الآن وليس الانتظار،" وأضاف أن المفاوضات "يجب أن تكون مع الجميع وتشمل الإخوان."
وأبدى موسى اعتقاده بأن الرئيس المصري "سينظر في مطالب الناس وسيتخذ قراره قريباً،" رافضاً توضيح ما إذا كان في ذلك إشارة إلى إمكانية أن يقوم مبارك بتقديم استقالته.
ولدى سؤاله عن المخاوف الدولية من وصول تنظيم "الإخوان المسلمين" إلى السلطة قال موسى: "مستقبل مصر مختلف عما يظنه الكثيرون.. القول إن مستقبل مصر سيكون حصراً بيد الإخوان أو اليسار أو اليمين غير صحيح لأن الشعب المصري ليبرالي وحر وهو يتطلع إلى مستقبل بهذا الطابع خلال الفترة المقبلة."
وتابع: "الاعتقاد بأنه إن إذا ذهب النظام الحالي فإن الإخوان المسلمين سيستولون على الحكم، هم مجرد طرف ضمن أطراف أخرى وليسوا بموقع يسمح لهم بالسيطرة، ونحن كلنا مع الجيش الذي يحمي مصر ويدرك أن مصير مصر متروك للديمقراطية.
وعن احتمال أن يقوم الجيش بتحرك يفرض معه سيطرته على السلطة قال موسى: "لا أظن هذا، ودعني أقول إن هناك الكثير من الاقتراحات والافتراضات عمن سيقوم بالسيطرة على الأمور، وهذا أمر عادي، ولكنني أريد الجميع أن يعرف أن مستقبل مصر لا يجب أن يكون كما يتصور البعض."
ولدى سؤاله عن رؤيته لمستقبله السياسي المحتمل قال موسى: "أنا جاهز لأي دور أو منصب يطلب مني للدفاع عن ما قلته وعن أفكاري التي عبرت عنها، والتي أظن أنها تمثل معظم المصريين."
لجنة الحكماء
وكان أعضاء في مجموعة الشخصيات المصرية التي تعمل ضمن ما بات يعرف بـ"لجنة الحكماء" للتوسط بين النظام والقوى المعارضة التي تتحرك في الشارع منذ 11 يوماً قد أكدوا لـCNN بالعربية الجمعة أن اتجاه الأمور إيجابي للغاية، وسيظهر ذلك خلال ساعات، بينما أعلن تنظيم الإخوان المسلمين أن قوة أمنية مصحوبة بـ"البلطجية" قبضت على طاقم موقعها الإلكتروني.
وذكر أعضاء في "لجنة الحكماء" طلبوا عدم ذكر اسمهم أنهم اتصلوا مع كافة القوى الناشطة حالياً ضمن مسيرات "ساحة التحرير" لتقريب وجهات النظر بينهم بين السلطات، مشيراً إلى أن النتائج ستظهر خلال الساعات الـ24 المقبلة.
وكانت اللجنة قد أصدرت بياناً طلبت فيه "تأمين حياة وحقوق وحريات جميع المحتجين من شباب مصر" و"ضمان التوقف الفوري عن أعمال البلطجة وطرق التعدي الهمجي والوحشي على المواطنين والتوقف الفوري عن اعتقال المشاركين في التجمعات."
وتوجه البيان إلى القوات المسلحة قائلاً إن جميع الشباب "ينتظرون من القوات المسلحة أن تؤدى دورها الوطني الذي اعتاد المواطنون أن يثقوا به كما يرون فيها ضمانة كبرى لتحقيق الانتقال الآمن والسلمي إلى ديمقراطية حقيقية يشارك بها الشعب بجميع فئاته وتضمن حقوق الإنسان."
"البلطجية" يهاجمون الإخوان
إلى ذلك، أعلن الموقع الإلكتروني لتنظيم "الأخوان المسلمين" أن قوة أمنية مصحوبة بـ"البلطجية" اقتحمت مكاتبه واعتقلت الصحفيين والفنيين والإداريين الذين كانوا موجودين فيه، وتم اقتيادهم طبقًا لشهود عيان إلى مقر وزارة الداخلية القريب من المكتب.
وقال الموقع إن من المعتقلين علاء عياد، فضلاً عن عبد المنعم رزق المدير الإداري وعدد من المراجعين والفنيين.
وكان شهود عيان قد أكدوا لـCNN وقوع اشتباكات بين عناصر مؤيدة للرئيس المصري، حسني مبارك، وأخرى معارضة له قرب ميدان طلعت حرب، الواقع على بعد نصف كيلومتر تقريباً من ميدان التحرير الذي احتشد فيه مئات آلاف المعارضين للمطالبة برحيل الرئيس، كما سمع صوت طلقات نارية لم يتضح مصدرها في الأحياء المحيطة بالمنطقة.
الطهطاوي ينضم لمعتصمي "التحرير"
أكد محمد رفاعة الطهطاوي، الناطق الرسمي باسم الأزهر، لـCNN بالعربية أنه قدم استقالته من منصبه بسبب رغبته في الانضمام إلى المظاهرات الجارية حالياً في ميدان التحرير دون أن يحرج المؤسسة الدينية، بينما أكدت قيادات معارضة أن مدينة السويس تشهد بدورها مظاهرات حاشدة يقوم الجيش بحمايتها، بسبب وجود مجموعات توصف بأنها من "البلطجية" بانتظارها في المكان الذي من المقرر أن تصل إليه.
كما نقل التلفزيون الرسمي المصري أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، وصل بدوره إلى ميدان التحرير.
وقال الطهطاوي: "استقلت من الأزهر، ولكن استقالتي رفضت، وقد جاء قراري بسبب رغبتي في عدم إحراج الأزهر أو تحميله مواقفي الخاصة بعد انضمامي إلى الثورة في ميدان التحرير بحيث أصبحت ضد النظام وأنا موجود الآن في ميدان."
من جانبه، قال أحمد عبدالجواد، الناطق الرسمي باسم حزب الغد المعارض، بقيادة أيمن نور لـCNN بالعربية: "بعد انتهاء صلاة الجمعة انطلقت مظاهرة من مسجد الشهداء بمشاركة أكثر من 35 ألف شخص، يسيرون بحماية دبابات الجيش."
وأضاف: "هناك بلطجية يتبعون أحد نواب الحزب الحاكم يحاولون الاحتكاك بنا، ولا وسائل إعلام في السويس، لم يحصل اشتباكات ولا جرحى ولا قتلى.. البلطيجة يتواجدون في ميدان الأربعين مع أن السويس شهدت أمس سقوط الضحية رقم 23، وهو أحمد عبدالعال، الذي قضى متأثراً بجراح أصيب بها في 25 يناير."
ولدى سؤاله عن تصريحات أيمن نور التي جاء فيها أن الحوار مع السلطة "ليس معيباً" قال عبدالجواد: "هذا التصريح ناجم عن سوء الفهم، نور قال إن الحوار ليس معيباً، ولكن بعد رحيل (الرئيس المصري حسني) مبارك، لأننا نرفض أي حوار معه."
وعن طبيعة القوى المشاركة في التحرك قال عبدالجواد: "النسبة الأكبر من المشاركين هم شباب بسطاء، والكثير من أفراد أسر القتلى الذين سقطوا منذ بداية الأحداث، والباقي من جميع القوى السياسية، أما الحديث الزائد عن دور الإخوان المسلمين غير صحيح، والهدف منه عزل الشعب عن القوى الثورية."
"جمعة الرحيل" في ميدان التحرير
ويكتظ "ميدان التحرير" بحشود هائلة من المحتجين الذين تعهدوا بإسقاط الرئيس، حسني مبارك، في "جمعة الرحيل" في الساحة التي بسطت قوات الجيش سيطرتها عليها لتجنب اشتباكات.
وأظهرت مشاهد فيديو أمواجاً بشرية احتشدت في الساحة التي كانت مركزاً لاحتجاجات تطالب تنحي مبارك بعد 30 عاماً في السلطة.
وأقام المتظاهرون حواجز من الأسلاك الشائكة ومتاريس أمنية في الساحة التي طوقتها قوات الجيش. ورددوا الشعارات المناهضة لمبارك بعد أداء صلاة الجمعة قائلين: "لن نرحل حتى رحيل مبارك" و "لن ننسى دماء الشهداء."
وفي وقت سابق، قام وزير الدفاع المصري، المشير محمد حسين طنطاوي وكبار قادة الجيش بتفقد القوات المسلحة المتمركزة في "ميدان التحرير، بحسب التلفزيون الرسمي.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.