دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دخلت الشخصيات الإسلامية المتشددة، التي يعتقد أنها على صلة بتنظيم القاعدة أو طروحاته السياسية على خط الأزمة الدائرة في مصر الجمعة، حيث برز الشيخ أبوحمزة المصري، المعتقل في بريطانيا، بدعمه تحركات المعارضة ضد "الطغاة في مصر وليبيا،" وانتقاد رجال الدين.
بينما عاد ثروت شحاتة، نائب الرجل الثاني بتنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في قيادة "حركة الجهاد" إلى الصورة داعياً إلى "اجتثاث الفرعون."
وقال أبوحمزة المصري، المعتقل منذ سنوات في لندن، والمطلوب في أمريكا بتهمة التعاطف مع تنظيم القاعدة والترويج للعنف القائم على أسس دينية، إن ما يجري في مصر "مهم جداً وأهم من تحرير الأرض من الإسرائيليين عام 1973 لأنه يحمل طابع تحرير البشر من الطغاة الذين يحكمون الدول العربية، ويعيد الكرامة للناس."
وذكر المصري، في تسجيل صوتي لاتصال هاتفي مع أفراد عائلته، استخدم خلاله اللغة الإنجليزية وفق شروط إدارة السجن الذي يمكث فيه: "هذا الحدث أهم من سقوط برلين لأن (الرئيس المصري حسني) مبارك و(الزعيم الليبي معمر) القذافي ومن مثلهما هما جدار برلين الحالي."
ودعا المصري في التسجيل الذي تناقلته مواقع دأبت على نقل بيانات تنظيم القاعدة والحركات المتشددة المتصلة بها، دون أن تتمكن CNN من تأكيد صحته بشكل مستقل، إن على الناشطين الغربيين أن يقولوا لحكوماتهم بأن "ما حصل يكفي،" وأنه إن كان الغرب يريد وقف تدفق اللاجئين "فعليه إزالة الطغاة من تلك الدول."
ورأى المصري أن الناس اليوم باتت تعرف أن لدى النظام في القاهرة "بلطجية وعصابات، وكان سيستخدمهم إن ظلت الأمور كما هي حتى نهاية عهد مبارك، ومن ثم امتنع الناس عن قبول توريث ابنه جمال."
وأضاف: "لدى النظام مليون رجل شرطة، ما يجعل هذا الجهاز أكبر حجماً من الجيش، وهذا يدل على أن النظام في حالة حرب على شعبه، وهو يخيف الناس بالفوضى في حال تخلى مبارك عن السلطة، بينما هو في الواقع من يسبب الفوضى."
وتطرق أبوحمزة إلى موقف رجال الدين وشيوخ الأزهر، فقال إنهم "يتصرفون مثل الأمريكيين ويدعمون الطغاة."
واعتبر أن عليهم أن يقولوا للناس "إنهم إن قتلوا خلال مطالبتهم لحقوقهم فهم شهداء." ورفض قيام رجال الدين بـ"تحريم التحرك ضد الحكام عبر تشبيههم بالخلفاء، وهم ليسوا كذلك."
كما تناول الموقف من التونسي محمد البوعزيزي، الذي فجر انتفاضة الشعب التونسي ضد نظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، بعد أن أضرم النار في نفسه، فقال: "يقولون إن البوعزيزي كافر لأنه انتحر وأحرق نفسه، وهذا كذب، لأنه لم يفعل ذلك لقنوطه من رحمة الله، بل عبر عن رأيه السياسي وقال للحكومة لقد قتلتني عدة مرات والآن سأرد عليكم،" وشبههم بالمسيحيين الأوائل الذين سمحوا لأعدائهم بقتلهم في دفاعهم عن دينهم.
أما بالنسبة لموقف الجيش المصري، فقال أبوحمزة: "الناس يحبون الجيش وكل بيت له جندي في الجيش بالخدمة الإلزامية، ولكن إن أطلق الجيش رصاصة واحدة فسيخسر مصداقيته لدى الناس، وعلى الجيش بالتالي ألا يرتكب هذا الخطأ، أما الألم الناجم عن سقوط قتلى فهو ألم مخاض، والفرح بعده سيكون كبيراً."
وختم المصري بدعوة المتظاهرين إلى مواصلة الضغط على مبارك حتى يغادر منصبه، وقال إنه إن غادر الناس الشارع "فسيتخلى عنهم الجيش، ولن يتعاطف معهم مجدداً، وستعود الشرطة لتسترد أنفاسها وتتحضر للناس."
وذكّر المصري تنظيم الإخوان المسلمين بما حدث معهم في عهد الرئيس المصري الأسبق، جمال عبدالناصر، عندما خرجوا في مظاهرات ضده، وطلب منهم التفاوض معه، وأضاف: "ما أن خفتت المظاهرات التي حاصرت السلطة آنذاك حتى قبض عبدالناصر على قادة الإخوان ووضعهم في السجون لسنوات."
كما عرضت المواقع التي نقلت رسالة أبوحمزة المصري الصوتية، رسالة مكتوبة قالت إنها من ثروت صلاح شحاتة، القيادي في تنظيم جماعة الجهاد، والذي كان في فترة من الفترات الرجل الثاني في تلك الحركة بعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة حالياً، أيمن الظواهري، وقد قام بإرسالها إلى "مركز المقريزي" بالبريد الالكتروني.
وجاء في الرسالة: "نشاطر شعبنا المصري الأبي ـ بكل أطیافه ـ وقفته الشجاعة الرجولیة الباسلة فی وجه الطغیان ونشد علی یدیه لإکمال المسیرة لیجتث الفرعون وأعوانه ویطهر مصرنا الغالیة من رجسهم بعد ما جثموا علی الصدور سنینا عجافا من الذل والمهانة والطوارئ وتكمیم الأفواه والسجون والتعذیب والتجویع."
وأضاف البيان: "کنا نود أن نكون في مقدمة الصفوف نشارککم هذا الشرف، ونکون لکم ردءاً.. ولکن حیل بیننا وبینکم، فسجون طرة، والعقرب شدید الحراسة، وابي زعبل؛ مکتظة بالمجاهدین یقضون عقوبات ظالمة مدی الحیاة!!."
وعلى غرار موقف أبوحمزة، دعا شحاتة المصريين إلى عدم قبول التعديلات الوزارة و"إكمال المشوار إلى نهايته."
وختم بمناشدة "الجیش والشرفاء من رجال الأمن بالانحیاز إلی تطلعات الأمة والاصطفاف مع الشعب."
يشار إلى أن شحاتة حكم عليه في قضية "الجهاد الكبرى" المتصلة باغتيال الرئيس المصري السابق، أنور السادات، وأحداث العنف التي وقعت في البلاد بعدها، ثم سافر إلى باكستان والسودان واليمن وأفغانستان.
وشحاته محكوم غيابياً بالإعدام مرتين من قبل محكمة عسكرية مصرية، الأولى في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، عاطف صدقي، عام 1994، والثاني في قضية "العائدون من ألبانيا" عام 1999.