CNN CNN

مصر: قلق من السلفيين وترقب حذر من الإخوان

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 01:37 (GMT+0400)

القاهرة، مصر(CNN) -- تتجه القوى الإسلامية في مصر إلى حسم الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب لصالحها، بعد مؤشرات المرحلة الأولى، والتي استحوذت على 60 في المائة من مقاعدها بالانتخابات التي جرت في 9 محافظات، منها 40 في المائة لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، و20 في المائة للتيار السلفي.

وأدت نتائج المرحلة الأولى إلى إثارة المخاوف بين فئات عديدة من الشعب المصري، خاصة في الأوساط الليبرالية واليسارية والعلمانية الداعمة للدولة المدنية، من قيام التيارات الإسلامية بالتضييق على الحريات العامة والمرأة والسياحة، حتى وصلت إلى حالة من الاستقطاب.

غير أن عددا من المراقبين السياسيين عبروا في تصريحات لموقع CNN بالعربية، عن ارتياحهم إزاء جماعة "الإخوان المسلمين"، الذين اعتبروها أكثر خبرة وحنكة سياسية من التيار السلفي في عدم التورط في إثارة واستنفار الرأي العام.

 كما عبروا عن اعتقادهم في أن الجماعة ستحترم المعاهدات الدولية التي وقعتها الحكومات السابقة، وخاصة معاهدة "كامب ديفيد" مع إسرائيل، وفي ذات الوقت أعربوا عن قلقهم من إمكانية تحالفهم مع السلفيين.

وقال الدكتور محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، إنه لم يتوقع النتيجة التي حققها التيار السلفي بالمرحلة الأولى بالانتخابات، وإن نجاحه "ربما تم بمعادلة ونوع من عدم النزاهة، بعد أنباء تلقي عدد منهم أموال ضخمة من السعودية وقطر."

وأشار سامي إلى أهمية التفريق بين السلفيين والإخوان المسلمين، الذين هم أكثر حنكة وخبرة من التورط  بأفكار تجعل الرأي العام في حالة عدائية معهم، إذ أنهم أعطوا تطمينات في السياحة في الحريات العامة، كما أدلوا بتصريحات  بها قدر من التهدئة، متصورا أن تشكل مجموعة السلفيين الجناح المعارض الأكثر تشددا في البرلمان.

وتوقع سامي أن يهتم الإخوان بالقضايا المحلية الشائكة من أجور و بطالة، إذا ما سيطروا على مجلس الشعب وقاموا بتشكيل حكومة، أما على المستوى الدولي أشار إلي  أنهم ليسوا بعيدين عن قراءته بطريقة مسؤولة، خاصة فيما يتعلق باتفاقية السلام، كما لن يبادروا على الأقل في الفترة القادمة، بأفعال تمثل خروج عن التزامات مصر السابقة.

غير أن رئيس حزب الكرامة أشار إلى وجود نوع من الارتياب، من أن يشكل السلفيين مع الإخوان حالة مسيطرة على مجلس الشعب، خاصة فيما يتعلق بإعداد الدستور الذي اعتبره معركة الخط الوطني القادمة، إذا مارست جماعة الإخوان لعبة "الأسلمة" مع السلفيين، ومحاولة العبث بأوضاع مستقرة بمصر منذ عقود طويلة، ما يمكن أن يؤدى إلى صدام مع القوى الأخرى ولن يكون الجيش بعيدا عنها.

وأدت تصريحات بعض المرشحين السلفيين، لفقدهم عدد لا بأس به من مقاعد المرحلة الأولى بجولة الإعادة، وبخاصة عبد المنعم الشحات أبرز قادة السلفية بالإسكندرية، الذي احدث سقوطه فرحة كبيرة بين صفوف المثقفين والقوي السياسية منها الليبرالية واليسارية وكبار الكتاب، بعد أن دعا بتغطية وجوه التماثيل الفرعونية المصرية وشبهها بالأصنام، كما وصف أدب نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل بالإلحادي.

كما أبدت القوي السياسية غير الإسلامية أيضا ارتياحها إزاء نجاح الدكتور عمرو حمزاوي بدائرة مصر الجديدة، والدكتور مصطفى النجار مرشح حزب العدل بدائرة مدينة نصر، ومحمد حامد مرشح حزب المصريين الأحرار بدائرة قصر النيل، وهي الدائرة التي يوجد بها ميدان التحرير.
من جانبه رفض الدكتور صبحي صالح الفائز بعضوية مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ما اعتبره بحملات التشكيك في قدرات الشعب على التمييز والاختيار.

واتهم صالح  قوى ليبرالية ويسارية وعلمانية بالوقوف وراء ما يعرف بحملة الفزاعة من الإسلاميين منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية بمارس الماضي، لافتا أن ما تعرضت له الجماعة من حملات تشويه على مدار 80 عاما لم تأتي نفعها.

وتوقع بأن لا يحصل التيار السلفي على أكثر من 10 إلى 15 في المائة من مقاعد مجلس الشعب بأقصى تقدير، وقال إنها نسبة ليست مخيفة مقارنة بـ85 في المائة من أعضاء المجلس الذين لن يكونوا معهم في تصرفاتهم التي ربما عليها ملاحظات وتحفظات.

إلا أن المسؤول البارز بتنظيم الإخوان المسلمين، أكد أن إمكانية تحالف الجماعة مع السلفيين يتوقف على الموضوع  وليس الإيديولوجية، كما لا يوجد ما يمنع من التحالف مع أي فصيل سواء كان ليبراليا أو يساريا بقطاعات تهم مصلحة البلاد واقتصادها.

وقال إن الجماعة لا ترفض السياحة بل تعتبرها صناعة تعود بالنفع على الدولة، كما أن الحريات العامة وحقوق الأقليات في الإسلام مقدسة ولا يمكن المساس بها، وأن أولويات الجماعة ستركز على تنمية المجتمع والمواطنين على حد تعبيره.

وحول اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية "كامب ديفيد"، أكد صالح أن الجماعة تحترم اتفاقيات مصر الدولية، ولكن العبرة بالتطبيق من الطرف الآخر، في إشارة إلى إسرائيل.

وتوقع الدكتور عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن يحقق الإسلاميين خاصة حزب الحرية والعدالة نتائج كبيرة في المرحلة الثانية والثالثة بالانتخابات، لاسيما وان مؤشرات فوزهم في المرحلة الأولى ستستمر في المرحلتين الأخيرتين.

وارجع شكر تقدم الإسلاميين إلي أسباب تتعلق باتجاه المجتمع المصري إلى التدين منذ 30 عاما، إضافة إلى أن الناخب يميل إلى إعطاء صوته لهذه التيارات، مع الأخذ في الاعتبار الاختلاف الواضح بين الإخوان المسلمين و السلفيين.

وطالب شكر المتخوفين من تقدم الإسلاميين بان يقبلوا بنتيجة الانتخابات إذا كانت حرة ونزيهة، خاصة وان الإخوان المسلمين يختلفون عن السلفيين الذين استنفروا المجتمع المصري بافتقارهم للخبرة السياسية، وما وصفه بالتصريحات الفجة التي تخيف المواطنين، متوقعا حصولهم على نتائج اقل في مراحل الانتخابات الأخرى، بعد سقوطهم بجولة الإعادة للمرحلة الأولى أمام مرشحين مدنيين.

وقال إن جماعة الإخوان المسلمين لديها خبرة سياسية وعلاقات جيدة مع كافة القوى السياسية، كما أنهم أكدوا على احترامهم للمعاهدات الدولية التي وقعتها الحكومات السابقة، وبخاصة معاهدة السلام، إلا انه توقع أن يطالبوا بتعديلها فيما يخص نشر الجيش بسيناء، وأي حكومة مصرية حتى وان لم تكن إسلامية كانت ستطالب بذلك حفظا للأمن القومي المصري.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.