CNN CNN

لبنان: المستقبل يطلب ضمانات للمحكمة الدولية

الخميس ، 24 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 17:00 (GMT+0400)
من مظاهر الاحتجاج التي اجتاحت بعض المناطق اللبنانية على خلفية التطورات السياسية الجارية
من مظاهر الاحتجاج التي اجتاحت بعض المناطق اللبنانية على خلفية التطورات السياسية الجارية

بيروت، لبنان (CNN) -- حددت كتلة تيار المستقبل، التي يقودها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سعد الدين الحريري، مجموعة مطالب وجهتها إلى رئيس الوزراء المكلف، نجيب ميقاتي، طلبت فيها منه الالتزام بـ"عدم فك التزام لبنان بالمحكمة الدولية" ووضع خطة لمعالجة سلاح حزب الله.

وقالت الكتلة إن طلبت من ميقاتي إعلان "التزامه بعدم الموافقة على طلب فك التزام لبنان بالمحكمة الدولية، وضع خطة زمنية لجمع السلاح الموجه إلى صدور الناس، ما عدا سلاح المقاومة الموجه لإسرائيل الذي يجب أن يكون ضمن إستراتيجية دفاعية، تطبيق قرارات طاولة الحوار ولا سيما نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات."

كما التقى ميقاتي، الذي يقوم بمشاورات مع الكتل البرلمانية تمهيداً لإعلان تشكيلة حكومته، بكتلة حزب الله، التي تحدث باسمها رئيسها النائب محمد رعد، فنفى أن يكون الحزب قد قدم "دفتر شروط" لميقاتي، وأضاف: "لم نطالب بحقائب محددة وننتظر آلية التشكيل."

وفي حين تجنب رعد التعليق على خطوة كتلة المستقبل، تطرق حليفه، النائب علي حسن خليل، وهو من كتلة رئيس البرلمان، نبيه بري، أحد القيادات الشيعية المعارضة، فقال إن ما قدمه تيار الحريري "أسئلة ترمى كتعجيز أو معجزة للوصول إلى أجوبة حولها، لأنها لا تبتغي إلا التنصل من الالتزام الوطني."

وكان ميقاتي قد تلقى الثلاثاء التكليف الرسمي من الرئيس اللبناني ميشال سليمان، لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

وأشار ميقاتي في كلمة له عقب التكليف الرسمي بأنه سينهي زياراته التقليدية إلى رؤساء الحكومات السابقين، بمن فيهم سعد الحريري، داعياً إلى تعاون الجميع.

وقال ميقاتي "أطلب تعاون الجميع.. ولا مبرر لرفض فريق سياسي الانضمام إلى حكومتي"، مشيراً إلى أن من أولويات حكومته "الهم المعيشي والاقتصادي الذي يتصدر اهتماماتي."

ووجه نجيب ميقاتي دعوة إلى كل "الأفرقاء لتجاوز كل الاعتبارات والانخراط في عمل مشترك ينطلق من الثوابت التي أجمع عليها اللبنانيون."

وقال: "يدي ممدودة إلى جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين لإنقاذ لبنان ولكي نبني ولا ندمر، نتحاور ولا نتخاصم"، مؤكداً على أنه "لا مكان للكيدية" في ممارساته للحكم وأنه سيكون وسطياً في مواقفه.

ودعا ميقاتي أنصاره في طرابلس إلى الهدوء والسكينة طالباً منهم رفع العلم اللبناني، منوهاً إلى أنه يقدر كلمة الحريري الأخيرة التي دعا فيها أنصاره إلى التهدئة.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، سعد الحريري، قد دعا في وقت سابق الثلاثاء، أنصاره إلى عدم الانسياق وراء مشاعر الغضب والتعدي على حرية الآخرين في كلمة هدف منها تهدئة احتجاجات تشهدها بعض مناطق لبنان.

وقال الحريري في كلمته: "أرفض كل مظاهر الشغب والخروج على القانون التي شوهت الأهداف النبيلة لهذه التحركات."

وعمت الاحتجاجات الشعبية بعض مناطق لبنان، بينها العاصمة بيروت، تلبية لدعوات المشاركة في التظاهرات استنكاراً لتسمية رئيس الوزراء الأسبق، نجيب ميقاتي لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، ورفضاً لتحكم ولاية الفقيه بالسياسة اللبنانية.

ودعا الحريري أنصاره التزام الهدوء والحذر والتنبه لخطر الإنجرار وراء الدعوات المشبوهة.

وجاءت كلمة الحريري بعد ساعات من حصول رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، نجيب ميقاتي، الثلاثاء، على الأغلبية النيابية بتأييد 65 نائبا، من أصل 128 من أعضاء البرلمان وهي الأصوات اللازمة لتكليفه بتشكيل حكومة جديدة.

وقد شارك المئات من أنصار سعد الحريري، الثلاثاء، في شمال لبنان، باحتجاجات للتنديد باحتمال تكليف ميقاتي، المدعوم من حزب الله بتشكيل الحكومة المقبلة.

ويعيش لبنان أزمة سياسية، بعد أن عمد وزراء من حزب الله المدعوم من سوريا وإيران وحلفاؤهم إلى الاستقالة من الحكومة التي يرأسها سعد الحريري، ما أدى إلى سقوطها في وقت سابق من هذا الشهر.

وتجمع مئات المتظاهرين في ساحة النور في مدينة طرابلس، وقاموا بإحراق الإطارات في بلدة "حلبا" و"الدبة" دون إغلاق الطرقات.

وقام الجيش بإطلاق الرصاص في الهواء في شوارع عدة محيطة بساحة عبد الحميد كرامي (النور) لتفرقة المتظاهرين المحتجين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، "الوكالة الوطنية للاعلام" إن عدداً من المحتجين في طرابلس عمدوا الى قطع الطريق التي تربط زغرتا بطرابلس وتحديدا قرب قلعة طرابلس في محلة ابي سمرا بالاطارات المشتعلة .

كما قام المحتجون باضرام النار في سيارة نقل مباشر تابعة لقناة "الجديد" في ساحة النور في طرابلس، بعدما قاموا بتحطيمها بشكل كامل.

كما عمد المتظاهرون من انصار "تيار المستقبل" في عكار بقطع عدد من الطرقات الرئيسية والفرعية في مناطق عكارية عدة، حيث لا تزال طريق حلبا الكويخات مقطوعة عند مفترق بلدة الشيخ محمد حيث اشعلت اطارت السيارات وسط الطريق، على ما أورد المصدر.

وفي بلدة الشيخ عياش أقدم المتظاهرون على قطع الطريق باطارات السيارات المشتعلة فعطلوا حركة العبور بين لبنان وسوريا عبر نقطة العبودية الحدودية.

وفي العاصمة بيروت، قام ما بين 50 إلى 100 من أنصار الحريري بحرق حاويات النفايات في وسط الشارع الذي انتشرت عناصر أمنية على حاملات مدرعة ومركبات همفي.

ونقل المكتب الصحفي لحزب الله، ميقاتي حصل على تاييد 68 نائبا لبنانيا من 128 يشكلون أعضاء البرلمان ما يعني ان عدد النواب المؤيدين له سيتجاوز عدد الذين ايدوا الحريري.

ويواصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاستشارات التي بدأها الاثنين مع النواب بهدف تسمية رئيس جديد للحكومة.

وتأتي التطورات على خلفية احتقان في المدن والبلدات السنّية في شمالي لبنان، المعقل الأساسي لتيار المستقبل، حيث رُفعت شعارات ترفض ما وصفته بـ"محاولات حزب الله وإيران لتقسيم أهل السنة وإشعال فتنة سنية- سنية ليتمكنوا من وضع يدهم على القرار السني في لبنان."

والاثنين، أكد النائب عمار حوري، عضو كتلة تيار المستقبل التي يقودها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سعد الدين الحريري، وجود حالة من الغضب العارم في معاقل التيار الواسع النفوذ في أوساط السنة على امتداد لبنان، مشيراً إلى أن الاحتجاجات ستستمر حتى إجهاض ما وصفه بـ"انقلاب حزب الله والسطو على الحكومة لصالح ولاية الفقيه."

 وقال حوري، في حديث لـCNN بالعربية: "هناك مظاهرات في كل المناطق الآن، مركزها الأساسي الشمال، حيث معاقل تيار المستقبل، ولكنها ممتدة إلى الجبل والبقاع ومناطق من بيروت، والطرقات الأساسية في العديد من المناطق مقطوعة، وقد وجه التيار في الشمال دعوة ليوم غضب في كل لبنان."

وبموازاة ذلك، أعرب رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، عن استيائه "مما حصل من تحركات في الشارع من قبل أنصار الرئيس سعد الحريري."

وقال جنبلاط: "الأمر المستغرب هو أن هذه التحركات تناقض ما سبق ونادى به الرئيس الحريري نفسه لناحية الاحتكام للمؤسسات والدستور والقبول بنتائج اللعبة الديموقراطية ورفض لغة الشارع"، بحسب ما أوردت المنار في موقعها الإلكتروني.