CNN CNN

الأردن: الحركة الإسلامية تتجه للاعتذار عن المشاركة بحكومة الخصاونة

الأحد، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، آخر تحديث 22:00 (GMT+0400)
 

عمان، الأردن (CNN) -- فيما لم يمض أقل من أسبوع على إقالة الحكومة الأردنية التي ترأسها معروف البخيت، وتعيين القاضي عون الخصاونة رئيسا مكلفا خلفا له، طالبت الحركة الإسلامية في الأردن وقوى معارضة بتبني الحكومة المقبلة برنامج إصلاح حقيقيا خلال مسيرة خرج فيها الآلاف وسط العاصمة عمان ظهر الجمعة.

وجاءت المسيرة التي شارك فيها أيضا ائتلاف تجمع العشائر الأردنية وحركة 24 آذار، بعيد إقالة حكومة البخيت الاثنين الماضي، وسط موجة احتجاجات عارمة أججتها أحداث اعتداء على مهرجان للعشائر السبت الماضي شمال البلاد.

وسبق انطلاق المسيرة من أمام الجامع الحسيني في عمان، إجراء رئيس الوزراء الأردني المكلف ليل الخميس، لقاء مطولا مع وفد من جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، للتباحث حول أبرز مطالب المعارضة واختبار موقف الحركة من المشاركة في الحكومة.

ووصفت قيادات اللقاء "بالإيجابي"، فيما أشاروا إلى أنه لم يتضمن عرض أية حقائب مباشرة على الحركة الإسلامية للمشاركة في الحكومة.

وفي السياق، أظهرت ردود الفعل الأولية لقيادات في الحركة توجهها نحو "الاعتذار" عن المشاركة في الحكومة المقبلة، لجهة استمرار المطالبة بالإصلاح السياسي، مع "توفير غطاء ودعم للحكومة الجديدة" في الشارع الأردني بحسب قيادات في الحركة.

من جهته أكد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن سالم الفلاحات في تصريح لـCNN بالعربية موقفه من ضرورة عدم المشاركة في الحكومة المقبلة مشيرة إلى غياب "مبررات المشاركة"، ولافتا إلى أن خروج المسيرة هي رسالة للحكومة الجديدة بعدم الرضا عن التغييرات للان.

وأضاف الفلاحات بالقول: "إن الحركة الإسلامية قاطعت الانتخابات البلدية فهل من المنتظر أن تعلن مشاركتها في الحكومة دون إجراء أي تحولات حقيقية في الدستور أو القانون أو حتى في السياسية العامة. لن نقبل برشوة الحركة وما زلنا نطالب بإصلاح النظام وتعديل الدستور."

أما القيادي في الحركة زكي بني ارشيد، فرجح من جهته أن تتجه الحركة الإسلامية للاعتذار رسميا عن المشاركة في الحكومة، رغم ما تلمسته الحركة خلال لقائها مع الرئيس "من بوادر إيجابية وانفتاح" على القوى السياسية.

وقال بني ارشيد لـCNN بالعربية: "الحركة التوجه للان للاعتذار عن المشاركة وسيبت الموقف من خلال قرار مؤسسي مساء الجمعة باجتماع المكاتب التنفيذية."

أما حول استمرار الحركة بالتصعيد في الشارع بعيد تشكيل الحكومة، أشار بني ارشيد إلى أن الحركة لن تتوقف عن الحراك لتعزيز مطالب الإصلاح، فيما أكد أن الحركة " ستمنح الحكومة الجديدة فرصة لإثبات قدرتها على التغيير ومنحها غطاء في الشارع إن تبنت برنامج إصلاح حقيقي."

وتطالب قوى المعارضة بمن فيها الحركة، بتفعيل الولاية العامة للحكومة وحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية، عدا عن التحقيق في قضايا الفساد والاعتداءات على الحراك الشعبي، إضافة إلى تأجيل الانتخابات البلدية عن موعدها نهاية العام الجاري.

وتمسكت الحركة الإسلامية بمواصلة حراكها الشعبي، مطالبة في الوقت ذاته من الحكومة المقبلة أن تشرع باتخاذ إجراءات إصلاحية مباشرة في مقدمتها تشكيل طاقم "يتمتع بالنزاهة وبعيد عن شبهات الفساد."

ورجحت مصادر عديدة إعلان الخصاونة تشكيلة الحكومة المقبلة منتصف الأسبوع المقبل، على أن تمثل أطيافا سياسية متعددة بما يراعي "الديمغرافي والجغرافيا والنزاهة."

في الأثناء، تفاوتت سقوف شعارات الهتافات والمطالب للمشاركين يوم الجمعة، بين محذرة من عدم "مضي النظام قدما في الإصلاح وبين التأكيد على منح الحكومة الجديدة فرصة لتنفيذ برنامج الإصلاح.

وأكد المشاركون أن "إسقاط حكومة البخيت" جاء بفضل الحراك الشعبي وليس لمجلس النواب الأردني أي فضل في ذلك.

وندد المشاركين بحدوث اعتداء على مهرجان للعشائر السبت الماضي في بلدة سلحوب شمال البلاد، مطالبين الحكومة الجديدة بإجراء تحقيق جاد ومحاسبة المسؤولين عنه.

وشدد من جهته المحامي خالد الدعجة ممثلا عن ائتلاف العشائر الأردنية وما يعرف بتيار "36" المعارض على ضرورة "التقدم بمشروع تعديل الدستور" وإقرار قانون انتخاب ديمقراطي.

وقال الدعجة في كلمته للنظام مباشرة "خلافنا ليس مع الأشخاص لكنه مع النظام ومنهجية عمل الحكومات المتعاقبة. أصلح أصلح قبل فوات الأوان وأعد الأموال العامة إلى خزينة الدولة والشعب."

إلى ذلك، حيا المشاركون نجاح الثوار الليبية في قتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، معربين عن أملهم بتلقي الرئيس السوري بشار الأسد المصير ذاته.

ودعا المشاركون الأنظمة العربية في مختلف البلدان "إلى الاتعاظ" بثورات الربيع العربي، والإسراع بإجراء إصلاحيات داخلية.

وهتفوا بالقول :" الشعب يريد إصلاح النظام"، "شكرا شكرا يا الله.. سقطوا سقطوا هالطغاة"، "والقذافي هيو انهار عد ايامك يا بشار"، "بكرا الفاسد والسمسار وبعد لعيبة القمار"، "ارض الأردن للصلاة مش لكازينو العراة."

كما رفعوا لافتات كتب عليها "عشائر بني حميدة تدين البلطجة الرسمية في سلحوب و تحذر من اللعب بورقة العشائر"، "الشعب يريد الإصلاح"، "لا لحكومات التعيين."

وخرجت مسيرات احتجاجية تحت مسمى "لن ترهبونا" في محافظات البلاد الجنوبية كالطفيلة والكرك ومعان.

ويلاحظ أنه خلال مسيرات الجمعة لم توجه أي هتافات ضد رئيس الحكومة الجديد، وهي المرة الأولى منذ حكومة سمير الرفاعي ومن بعدها حكومة البخيت.