CNN CNN

سوريا: 6 قتلى بمظاهرات عارمة بجمعة "ارحل"

الأحد، 31 تموز/يوليو 2011، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)
جنود سوريون بالقرب من الحدود التركية
جنود سوريون بالقرب من الحدود التركية

دمشق، سوريا (CNN) -- عمت المظاهرات عشرات المدن والبلدات السورية الجمعة، ضمن التحرك الأسبوعي للمعارضة الذي حمل هذا المرة عنوان "ارحل" برسالة موجهة إلى نظام الرئيس بشار الأسد، وشهدت مدن حمص وحماة مظاهرات عارمة غصت بها الساحات، بينما سار محتجون بالآلاف في محافظات دير الزور وحلب وحوران وفي ريف دمشق، وسط أنباء عن سقوط ستة قتلى على الأقل بمناطق متفرقة.

وقال رامي عبدالرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لـCNN، إن هناك ثلاثة أشخاص قتلوا في مدينة حمص، إلى جانب اثنين سقطا في ضاحية القدم وثالث في ضاحية داريا قرب العاصمة دمشق، واعتبر أن هذا الأمر يرفع حصيلة الخسائر البشرية منذ مارس/آذار الماضي إلى 1363 مدنياً و343 عسكرياً، وفق إحصاء المرصد.

أما التلفزيون السوري الرسمي فذكر أن "مسلحين" أطلقوا النار في القدم على عناصر قوات مكافحة الشغب والمدنيين، ما أدى لمقتل مدني واحد.

وعرضت المواقع الإلكترونية للمعارضة السورية مشاهد للتجمعات في عدة مدن، ولم تتمكن CNN من تأكيد صحتها بشكل مستقل.

وقد تمكنت مراسلة CNN في دمشق من زيارة منطقة برزة بضواحي دمشق، بمرافقة من الحكومة السورية، وذلك لمعاينة بعض التحركات الاحتجاجية، وقد تمكنت المراسلة من متابعة مسيرة شارك فيها المئات من المحتجين الذين نفوا بشكل قاطع وجود مسلحين في صفوفهم، بخلاف ما تشير إليه السلطات.

وقد لفتت المراسلة إلى أن معظم المشاركين - الذين هتفوا بشعارات تنادي بإسقاط النظام - غطوا وجوههم بحيث يصعب التعرف عليهم، وقد برروا ذلك لمراسلة CNN بالقول إنهم يسعون إلى إخفاء هوياتهم منعاً لتعرضهم للملاحقة من قبل رجال الأمن.

ومن حلب، قال أحد الناشطين الحقوقيين، الذي طلب الاكتفاء بالتعريف عنه باسم "سنحريب،" إن القوى الأمنية انتشرت بشكل مكثف في حي سيف الدولة، لتفريق المتظاهرين الذين يحاولون التجمع في الحي.

وأضاف الناشط: "لقد حاولت التوجه إلى الحي، ولكن الشرطة أوقفت سيارة الأجرة وطلب عناصرها مني هويتي، وبعد أن عرفوا بأنني لست من سكان الحي منعوني من الدخول."

أما في جبل الزاوية، التي تشهد عمليات أمنية حالياً، فقد قال ناشط عرّف عن نفسه لـCNN باسم "محمد إسماعيل" إن أجهزة الأمن قتلت شابة تدعى فطوّم حلاق، مضيفاً إن الجيش يستخدم المروحيات والدبابات في العملية.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد أدانت الجمعة الهجمات التي تنفذها القوات السورية ضد المعارضة، وقالت إن الوقت أمام الأسد للبدء بإصلاحات سياسية ذات معنى مع المتظاهرين المعارضين آخذ في النفاد.

وجاءت تصريحات كلينتون هذه للصحفيين في أعقاب تقارير الخميس حول نقل حافلات تضم "شبيحة النظام" إلى مدينة حلب، بحسب ما أفاد نشطاء معارضون، وذلك لقمع التظاهرات في ثاني أكبر مدينة سورية، والتي جاءت الدعوة لإطلاقها تحت مسمى "خميس بركان حلب."

وأفادت تقارير بأن "الشبيحة" استخدموا العصي والسكاكين لتفريق المتظاهرين، بحسب الناشط الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية.

وأوضح الناشط أن عدداً من المتظاهرين أصيبوا، غير أنه لم تتوفر معلومات أو تقارير حول سقوط ضحايا.

وقالت كلينتون: "لقد آلمتني التقارير حول استمرار العنف على تخوم حلب، حيث تعرض المتظاهرون للضرب والهجوم بالسكاكين من قبل جماعات تم تنظيمهم من قبل النظام وقوات الأمن."

وأضافت خلال مؤتمر صحفي مع رئيسة ليتوانيا داليا غريباوسكايت في فيلنيوس: "من الواضح أن الوقت ينفد أمام الحكومة السورية."

وكان المعارضون السوريون قد خصصوا اليوم الجمعة للتظاهر تحت شعار "جمعة ارحل"، حيث أفادت التقارير بأن التظاهرات بدأت بالفعل في مدن شرق سوريا، وتمتد غرباً.

يشار إلى أن تقارير صحفية ذكرت الجمعة أن القوات العسكرية السورية وقوات الأمن انسحبت في معظمها من مدينة حماة، إضافة لبعض المناطق الأخرى.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مقيمين ونشطاء أن القوات انسحبت وتركت "المناطق تحت سيطرة المتظاهرين الذين ازدادت مظاهراتهم ضخامة ونددت هتافاتهم بقيادة كان ذكرها يثير الرعب في النفوس من قبل."