CNN CNN

سوريا: الأمن يحاصر آلاف المصلين داخل المساجد

الخميس ، 22 أيلول/سبتمبر 2011، آخر تحديث 02:00 (GMT+0400)
المصلين لم يتمكنوا من مغادرة المساجد بعدما أحيوا ''ليلة القدر''
المصلين لم يتمكنوا من مغادرة المساجد بعدما أحيوا ''ليلة القدر''

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتقلت المواجهات التي تشهدها شوارع المدن السورية الكبرى، بين المحتجين المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد، والقوات الحكومية، إلى ساحات المساجد، وسط أنباء عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل، برصاص القوات الأمنية، خلال احتجاجات جمعة "الصبر والثبات."

وأفادت أنباء واردة من العاصمة السورية دمشق بأن قوات الأمن التي تفرض حصاراً مشدداً على مسجد "الرفاعي" في ضاحية "كفر سوسة"، أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على آلاف المصلين، لمنعهم من مغادرة المسجد، بعد أداء صلاة "التراويح" وإحياء "ليلة القدر"، خلال الساعات الأولى من صباح السبت.

وذكر "اتحاد لجان التنسيق المحلية السورية"، الذي يساعد في تنظيم وتوثيق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، أن المصلين الذين هموا بمغادرة المسجد سرعان ما عادوا إلى داخل، بعد تعرضهم للهجوم من قبل قوات الأمن، ورددوا الشعارات المطالبة بإسقاط النظام.

وفيما أفادت اللجان التنسيقية بأن الحصار الذي تفرضه قوات الأمن على مسجد "الرفاعي" ما زال مستمراً، فقد ذكرت أن القوات الأمنية شنت حملة اعتقالات عشوائية داخل المسجد، شملت عشرات المصلين.

كما قامت قوات الأمن الحكومية، مدعومة بدبابات الجيش والمركبات العسكرية، بمحاصرة ما يقرب من 2000 من المحتجين داخل المسجد "العمري" في درعا، لمنع المصلين من الخروج إلى الشارع، وأجبرتهم على البقاء داخل المسجد حتى صباح السبت.

وكانت المسيرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، قد تواصلت الجمعة، ضمن تحرك عنوان "الصبر والثبات،" وخرجت المظاهرات في عدة مدن، رغم الانتشار المكثف لقوات الجيش والشرطة في تلك المدن، وأبلغ ناشطون عن تعرض عشرات المحتجين لإطلاق نار.

وبحسب لجان التنسيق المحلية فقد سجل الجمعة سقوط ثمانية قتلى على الأقل، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن 11 جندياً من أفراد الجيش والشرطة قُتلوا في هجمات لمن وصفتهم بـ"مجموعات إرهابية"، في حمص، ودير الزور، أسفرت عن جرح 16 آخرين.

وأفادت الوكالة الرسمية، نقلاً عن مصدر مسؤول في دير الزور، بأن "مسلحين ملثمين يستقلون دراجات نارية، أطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في المدينة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من عناصر الحاجز"، وأضاف المصدر أن "قوات حفظ النظام ردت على مصدر النيران، وتمكنت من قتل اثنين من المسلحين."

ولم يمكن لـCNN تأكيد تلك الأنباء بصورة مستقلة، نظراً للقيود التي يفرضها النظام السوري على دخول وسائل الإعلام الأجنبية لتغطية ما توصف بأنها أكبر احتجاجات يواجهها نظام الرئيس الأسد، منذ توليه السلطة خلفاً لوالده عام 2000.

يُذكر أن فريقاً دولياً زار الدولة العربية مؤخراً، لرصد ومتابعة تأثير أعمال القمع التي تمارسها السلطات السورية ضد المحتجين المناهضين لنظام الأسد، خلص إلى أن هناك "حاجة ملحة لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة."

إلا أن الفريق، الذي زار سوريا بين يومي 20 و25 أغسطس/ آب الجاري، وهي الزيارة التي هدفت إلى تقييم الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري، خلص أيضاً إلى أنه لا يوجد في سوريا "أزمة إنسانية واسعة النطاق"، بحسب تقرير أصدره الجمعة.