CNN CNN

ويكيليكس تكشف تواطؤ بريطانيا لإطلاق المقرحي

الخميس ، 03 آذار/مارس 2011، آخر تحديث 18:00 (GMT+0400)
المقرحي أطلق سراحه لأسباب إنسانية
المقرحي أطلق سراحه لأسباب إنسانية

لندن، إنجلترا (CNN)  --  نصح وزراء في الحكومة البريطانية ليبيا سراً بشأن كيفية إطلاق سراح مواطنها، عبد الباسط علي محمد المقرحي، الذي كان يقضي عقوبة المؤبد بسجن اسكتلندي عقب إدانته في تفجير لوكربي، وفق ما كشفت وثائق أمريكية سرية نشرها موقع "ويكيليكس."

وشرح مسؤول في الخارجية البريطانية للسلطات الليبية كيفية التقدم بطلب للحصول
على إفراج بدافع إنساني عقب تشخيص إصابة المقرحي بمرض السرطان، وفقا  لبرقية من السفارة الأمريكية بلندن في أكتوبر/تشرين الأول عام 2008، كما أوضحت برقية نشرها الموقع حديثاً.

واعتقدت الحكومة البريطانية أن نظيرتها في اسكتلندا ستكون أكثر ميلا نحو منح إفراج بدافع الرأفة للمقرحي، وفقاً للبرقية.

وجاء فيها أن وزير الخارجية البريطانية في ذلك الوقت، بيل راميل، كتب إلى نائب وزير الخارجية الليبي، عبد العاطي العبيدي، شارحاً كيفية التقدم بطلب إفراج بدافع الرأفة.

وكانت السلطات الاسكتلندية قد أطلقت سراح المدان الوحيد في تفجير "لوكربي"، في أغسطس/ آب عام 2009 استناداً إلى تقييم طبي قدر بأن أمام المقرحي، المصاب بسرطان البروستات، ثلاثة أشهر للبقاء على قيد الحياة.

وأثار إطلاق المقرحي، بعد قضاء ثمانية أعوام ونصف من فترة عقوبته، والاستقبال الذي لقيه في طرابلس، شعبياً ورسمياً، وإشادة الرئيس الليبي معمر القذافي به، سخط الحكومة الأمريكية التي فقدت 189 من رعاياها في التفجير.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في بيان لها حينها: "أعربنا مراراً للسلطات الاسكتلندية بأنه كان على المقرحي قضاء مدة عقوبة كاملة في السجن باسكتلندا."

وذكرت البرقية الأمريكية المسربة أن جرى تشخيص إصابة  المقرحي بسرطان غير قابل للعلاج ويبلغ متوسط العمر المتوقع للمصابين به ما بين 18 شهراً إلى عامين، قد تمتد إلى خمسة أعوام.

ويضغط مشرعون أمريكيون على الحكومة الاسكتلندية للكشف عن التفاصيل التي استند إليها قرار الإفراج عن المقرحي، الذي مازال على قيد الحياة.

وطالب أعضاء بالكونغرس الأمريكي وهم: روبرت منينديز، وفرانك لوتنبيرغ، وشارلز شومر، وكريتسين غيلبراند، في رسالة للحكومة الاسكتلندية ، بالكشف عن كامل تقارير المقرحي الطبية.

وجاء في الرسالة: "نعلم بأن هناك سجلا طبيا كبيرا استند عليه قرار إطلاق المقرحي، لكن الحكومة الاسكتلندية كشفت عن ثلاث صفحات طبية منقحة فقط.. من الضروري القيام بفحص طبي مستقل لسجل المقرحي من أجل فهم الظروف المحيطة بالإفراج عنه بدواع الرأفة."

وحول الاستقبال الشعبي الذي لقيه المقرحي، قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي السيناتور، روبرت مينيندز:" مشاهدة قاتل جماعي يتذوق الحرية والفرح مشهد يدعو للغثيان، فقد نكأ الجروح القديمة في قلوب أهالي الذين قتل ذووهم على يد ذلك الرجل."

يشار إلى أن محكمة اسكتلندية خاصة في هولندا أدانت المقرحي في 2001 في تفجير الرحلة 103 لطائرة بـ"ان أم" كانت في رحلة من فرانكفورت بألمانيا وفي طريقها إلى نيويورك، عندما انفجرت في بلدة "لوكربي" الاسكتلندية عام 1988.

ونجم عن الحادث مقتل 259 راكباً، معظمهم من الأمريكيين، و11 شخصاً كانوا على الأرض.