CNN CNN

صحف: وسط الأزمة.. إيران تنتج فيلما يجسد الرسول

الجمعة، 12 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أبرزت الصحف العربية الصادرة الجمعة، تداعيات الفيلم المعادي للإسلام، والاحتجاجات التي اجتاحت العالم الإسلامي بسببه، بينما ركزت على تأثير ذلك على العلاقة بين عدة دول عربية، والولايات المتحدة الأمريكية، التي هوجمت بعثاتها الدبلوماسيبة في بلدان عدة.

وتحت عنوان "الاحتجاجات تضع علاقات أميركا ببلدان الربيع العربي على المحك،" قالت صحيفة "الحياة" إن أزمة الفيلم الأميركي المسيء للإسلام "شهدت تطورات دراماتيكية أمس، بعدما توسعت رقعة الاحتجاجات في العالمين العربي والإسلامي وتخللتها محاولات دامية لاقتحام بعثات ديبلوماسية أميركية، رغم مسارعة كبار المسؤولين الأميركيين إلى إدانة الفيلم بأشد العبارات."

وأضافت الصحيفة: "أعلنت السلطات الليبية أنها حققت شوطاً كبيراً في التحقيقات الجارية في ملابسات اقتحام القنصلية الأميركية في بنغازي وقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة من الأميركيين، وسط تلميحات أميركية إلى أن هذا الهجوم كان مخططاً له مسبقاً على ما يبدو وتم استغلال التظاهرة المنددة بالفيلم المسيء لتنفيذه، في إشارة إلى الاشتباه بضلوع جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة."

وفي ظل حالة الغليان والاحتجاجات التي تعم العالم العربي والتي يمكن أن تزداد حماوة اليوم خلال صلاة الجمعة، بدا أن ما يحصل صار جزءاً من الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية في ظل الانتقادات الشديدة التي يوجهها المرشح الجمهوري ميت رومني والمحافظون الأميركيون لما يصفونه بأنه تهاون من الرئيس الديموقراطي باراك أوباما في اتخاذ موقف شديد إزاء مهاجمي المصالح الديبلوماسية الأميركية حول العالم.

وأوحت تصريحات لكبار المسؤولين الأميركيين بأنهم ربما يعيدون التفكير في علاقاتهم مع الحكومات الجديدة في بلدان "الربيع العربي" وفق تعامل هذه الحكومات مع الاحتجاجات التي تتعرض لها المصالح الأميركية على أرضهم، وفقا للصحيفة.

وفي افتتاحية كتبها عبد الباري عطوان، في صحيفة القدس العربي تحت عنوان "الإسلام خط أحمر،" يقول: "أقيم في بريطانيا منذ 35 عاما، ولا أجرؤ أن أكتب كلمة واحدة، أشكك فيها بالمحرقة أو بعدد قتلاها، أو أسيء للديانة اليهودية ومعتنقيها، لأن جميع القوانين الأوروبية لا تتسامح في المسألة الأولى، أي المحرقة، وتجرّم كل من يقترب منها نافيا او مشككا."

وأضاف الكاتب في الصحيفة: "أما من يتعرض لليهود فتهمة معاداة السامية جاهزة، وتترتب عليها حملات تشويه إعلامي ومقاطعة أكاديمية، ومطاردة في كل ندوة أو مؤتمر، ولدي ملف كامل لما تعرضت له شخصيا."

ومصى يقول إن "التعرض للإسلام والمسلمين، والرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص، أمر مباح ولا يشكل اي خرق للقانون، ويتحوّل من يقدم عليه إلى بطل تنهال عليه العروض والأوسمة، ويتمتع بحماية كاملة من الشرطة، باعتبار التطاول على الإسلام أهم تجسيد لحرية التعبير."

وقال الكاتب: "الإدارة الامريكية ارسلت الخبراء الى العالم الإسلامي بعد غزو العراق لمعرفة أسباب كراهية المسلمين، وانفقوا مليارات لتحسين صورتهم، وأسسوا محطات تلفزة (الحرة) وعدة محطات راديو (سوا)، ومع ذلك ظلت هذه الصورة سيئة، ولم تتحسن قليلا الا بدعم واشنطن، وبصورة انتقائية، لبعض الثورات العربية، وها هو هذا الحب ينهار، وتعود الصورة الى قتامتها مع السماح بإهانة الرسول الكريم في هذا الفيلم البائس، مشروع الفتنة في العالم الاسلامي."

وفي الشأن ذاته، وتحت عنوان "إيران تنتج فيلما يجسد شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم،" كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: "في ذروة الغضب في كل أنحاء العالم الإسلامي ضد الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، أعلن المخرج الإيراني مجيد مجيدي عن انتهائه من وضع اللمسات الأخيرة لفيلمه السينمائي الجديد الذي يحمل اسم: محمد صلى الله عليه وسلم."

وأضافت الصحيفة: "أن الفيلم الإيراني يشهد أول تشخيص للنبي (صلى الله عليه وسلم) في عمل فني من دولة إسلامية، مما يشير إلى احتمالات نشوب احتجاجات جديدة مع إجماع علماء الإسلام على تحريم ظهور الأنبياء والصحابة والخلفاء الراشدين في المسلسلات أو الأفلام السينمائية."

وتقول الصحيفة إنه "تم تصوير الفيلم في جنوب إيران، بعد أن بدأ التصوير في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومن المتوقع أن يتم عرض الفيلم مع بداية ديسمبر (كانون الأول) المقبل باعتباره ملحمة تاريخية حول حياه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)."

ووفقا لبعض مصادر الصحيفة، فإن ميزانية الفيلم تتجاوز 30 مليون دولار، مما يعد أكبر ميزانية لفيلم يصنع في إيران خلال العامين الماضيين. ويتكون الفيلم من ثلاثة أجزاء تركز على طفولة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قبل سن الثانية عشرة، وفترة ما قبل الوحي، ثم مسيرة النبي بعد نزول الوحي ونشره للدين الإسلامي.