صورة أرشيفية لسياح بالضفة الغربية

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اتفاق إيران مع مجموعة 5+1، والتحولات في مصر بعد إقصاء محمد مرسي، والحرب الأهلية المأساوية والطويلة في سوريا دفعت قليلا المجتمع الدولي، إلى الاهتمام بخطة تستهدف إنعاش الأراضي الفلسطينية.

تعثر السلام يعرقل إنعاش الاقتصاد الفلسطيني

الخطة طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في 26 مايو/ أيار الماضي، في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عقد على شاطئ البحر الميت في الأردن، وقال كيري إنها خطة طموحة، تهدف إلى منح الأمل للفلسطينيين، من خلال تحقيق قفزة في الاستثمار، وقوبل كلامه في حينها بالشك، لافتقار الخطة إلى عناصر واضحة ومحددة.

كيري قدم خارطة طريق اقتصادية، ودعا القطاع الخاص إلى استثمار 4 مليارات دولار، في 8 قطاعات بدءا من الزراعة إلى السياحة. واذا ما تم بناء إطار عمل وفقا لعميد الدبلوماسية الأمريكية، فإن المستثمرين سيأتون. والهدف هو إعطاء دفعة لاقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة، ورفعه بنسبة 50% في غضون 3 سنوات.

تقرير: قيود الاحتلال تعصف بالاقتصاد الفلسطيني

وفي حين لا يمكن لأحد أن يجادل في الروح التي تحرك المبادرات الاقتصادية، فإن الحقيقة على أرض المصنع، أمر مختلف، سواء أكانت صناعات خفيفة أم في قطاع الاتصالات.

رجال الأعمال الفلسطينيون يرون بأنه حان الوقت  لنهج أكثر شمولية، فليس من الممكن فصل عملية السلام عن الاقتصاد.

في مدينة الخليل بالضفة الغربية، قابلت شاكر سياج، مؤسس مصنع "نيو توسيتي" للأحذية، والذي يجمع حول قهوته العربية في مجلس الإدارة،  نصف أفراد عائلتة المكونة من 30 فردا، ورغم كبر سنه، إلا انه يدير مصنعا من ثلاثة طوابق.

الصندوق الفلسطيني يطالب بفك الارتباط باقتصاد إسرائيل
 
سياج هو ناج حقيقي من عدم الثقة، وبدأ عمله قبل نصف قرن مضى، وتصنع شركته 12 ألف زوج من الأحذية في اليوم، ولكن بخفض سعر الفائدة على القروض، وتسويق الصادرات من قبل الحكومة، يقول بأن الشركة بإمكانها من رفع مبيعاتها بنسبة 30%  خلال سنة.

باختصار الاقتصاد في الضفة الغربية معقد، ومهما كان نوع العمل الذي يتم انشاؤه، فإنه يخرج عن مساره بسبب تعطل عملية السلام، وأعمال العنف المتفرقة. مصنع "نيو توسيتي" كان يقوم بتصدير 200 ألف زوج من الأحذية سنويا إلى ألمانيا، حتى انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد اسرائيل عام 2001.

البنك الدولي: القيود مازالت تعطل نمو الاقتصاد الفلسطيني

يقول عمر سياج ، مدير العمليات وحفيد مؤسس المصنع "عندما بدأت الانتفاضة أوقف شركاؤنا الألمان استيراد منتجنا، لأنهم يخشون من المخاطرة بأعمالهم بسبب الوضع السياسي".

لكن صناع الأحذية أثبتو ملائمة هذا النموذج من الشركات، لما أراد وزير الخارجية جون كيري العمل على تعميمه في خطته للاقتصاد الفلسطيني.

فقدان الوظائف.. قصص من وحي الأزمة الاقتصادية لقراء CNN بالعربية
 
  رجال الأعمال يرون أن الاستثمار الداخلي ليس كافيا، وأنه يجب رفع القيود كذلك، لإيصال رسالة إلى العالم الخارجي، مفادها أن هناك ساحة للاستثمار بعض النظر على أي طرف من الجدار العازل يكون موقع الشركة.
 
وبالنسبة لـ "نيو توسيتي"، فإن تلك القيود تعني بأن بعض المواد الكيميائية المستخدمة كمادة لاصقة محظور استيرادها، حيث تخشى اسرائيل بأن هذه المواد يمكن استخدامها في صناعة القنابل.

الحصار والأوضاع تعيق تطّور قطاع التكنولوجيا الفلسطيني

الجيل الثالث والرابع من الهواتف الذكية تم منعه، وهناك الكثير من العوائق الواضحة أمام التجارة، مثل نقاط التفتيش التي تعيق تدفق البضائع.

بعد قضاء فترة الصباح على أرض المصنع، والاطلاع على البنية التحتية المتهالكة في الضفة الغربية، ذهبت مع الفريق إلى نشاط في رام الله يتعلق بتكنلوجيا الشبكات.

كان الحديث عن اجتياز تلك الحواجز، والتفكير بالتجارة الالكترونية، والهدف هو ربط الشركات الناشئة مع المستثمرين، وقال الدكتور عبدالملك الجابر، المشارك في تنظيم النشاط، بأن هذا الجهد محكوم بغياب حدوث أي تقدم، بالرغم من المحاولات العديدة خلال العقد الماضي.

دعم أمريكي رمزي لمشاريع اقتصادية فلسطينية تبدأ في جنين

وقال الجابر "حاولنا أيجاد منطقة صناعية وفشلت، حاولنا عمل مشروعات مثل الفنادق والمنتجعات وفشلت، لأن هذا النوع من المشاريع يعتمد بشكل كامل على عميلة السلام".

هذا الأمر يؤثر على تدفق السياح وإنفاقهم كذلك، فهناك تدفق دائم للسياح إلى كنيسة المهد في بيت لحم، ولكن اقتصاد الضفة الغربية لا يرى الفائدة الكاملة من حركة كل هؤلاء السياح.

مؤتمر باريس يأمل بحشد 5.6 مليار دولار لدعم الفلسطينيين

فادي قطان المدير العام لشركة ACA للسياحة والسفر، قال لي ونحن نحتسي القهوة خارج أرض الكنيسة " هؤلاء الناس يأتون لقضاء يوم في بيت لحم، نستقبل 2.3 مليون سائح سنويا، منهم 1.8 مليون لا ينامون الليل في الفنادق الفلسطينية، ما هو السبب ؟ إمكانية الوصول وحرية الحركة".

 وحرية الحركة كما يقول الفلسطينيون لا يمكن ايجاد علاج لها بدون اتفاقية سلام، وبعد أسبوع قضيته على أرض الواقع بدا هذا الأمر مثارا للجدل أكثر من أي وقت مضى.

غزة تعيش على المساعدات و120 ألفاً فقدوا وظائفهم

ويشار إلى أن هذا التقرير يعبر عن رأي كاتبه فقط، وليس بالضرورة أن يعبر عن رأي شبكة CNN.