CNN CNN

استغاثة بلعبة هالوين تكشف جحيم العمالة بالصين

السبت، 07 كانون الأول/ديسمبر 2013، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- زينت الوجوه المرعبة وعدد من حبات اليقطين في عيد "الهالوين"، غالبية البيوت في ضاحية للطبقة الوسطى في مدينة بورتلاند على ساحل المحيط الهادي الغربي في الولايات المتحدة.

ووضعت بعض حبات اليقطين والقليل كم زينة "الهالوين"، على الدرج المؤدي إلى بيت جولي كيث، والتي اشترتها بقيمة 29 دولار من متجر محلي في العام 2011، ولكن عندما فتحت الحزمة قبل عيد "الهالوين" العام الماضي، وقعت منها رسالة.

اقرأ أيضا..سوق للزواج في شنغهاي

وكان كاتب الرسالة ينشد المساعدة بلغة انكليزية ركيكة ومطعمة بالصينية في رسالته التي قال فيها: "إذا عن طريق الصدفة اشتريت هذا المنتج، يرجى التكرم بإعادة إرسال هذه الرسالة إلى المنظمة العالمية لحقوق الإنسان.. يوجد آلاف من الأشخاص هنا، سوف يشكرونك ويتذكرونك إلى الأبد."

وذكرت الرسالة تفاصيل ساعات العمل المرهقة، والانتهاكات اللفظية والجسدية، فضلا عن التعذيب الذي يمارس على السجناء الذين يصنعون هذه المنتجات في معسكر العمل "ماسانجيا" في الصين.

اقرأ أيضا..الصين تربط حادث تيانانمين بجماعة إسلامية

وقالت كيث، وهي مديرة البرامج في شركة تدير سلسلة من مراكز التبرع إن "الأمر كان مثيراً للدهشة في البداية، إذ لم أعرف إذا كان الأمر مجرد خدعة."
 
وحاولت كيث تلبية دعوة الكاتب من خلال الوصول إلى منظمات حقوق الإنسان لكنها لم تلق الصدى المطلوب، ما اضطرها إلى نشر الرسالة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، الأمر الذي دفع صحيفة "أوريجونيان" المحلية لنشر مقال حول مخيمات العمل في الصين على صفحتها الأولى.

اقرأ أيضا..باحثون: خفافيش صينية وراء انتشار "سارس"

وبعد أشهر من التقصي والبحث، وجدت شبكة CNN الرجل الذي يقول إنه كتب الرسالة، قبل أن يفرج عنه من معسكر العمل.


وقال "السيد تشانغ" وهو الاسم الوهمي للرجل، إنه من أتباع حركة "فالون غونغ" الروحية، والتي وصفت من قبل الحكومة الصينية بأنها "عبادة للشر،" وحظرت منذ العام 1999.

وأضاف الرجل أنه اعتقل من قبل الشرطة قبل عدة أشهر من بدء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين في العام 2008، و حكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف في مخيم العمل "ماسانجيا" في شمال شرقي الصين. 

اقرأ أيضا..إسدال الستار على قضية فساد كبرى هزت الصين  
وأوضح "السيد تشانغ"  أنه مضى قدما بخطته لفضح الرعب في المخيم، إذ مزق سراً صفحات من كتب التمارين المخصصة لجلسات التلقين السياسي، إذ يمنع السجناء من استخدام الأوراق البيضاء.

وأشار إلى أنه تمكن من كتابة 20 رسالة في العام 2008، حيث تمكن من تهريب هذه الرسائل عبر زينة الهالووين.

اقرأ أيضا..الفيلم الصيني "لمسة الخطيئة" يفوز بلؤلؤة أبوظبي السوداء

وفي شهر نيسان/أبريل الماضي، فإن سمعة الخوف المحيطة بـ"ماسانجيا" انتشرت، بعدما نشرت مجلة "لانس" الصينية موضوع مطولا حول الرعب داخل جدران المخيم من خلال مقابلة عشرات السجينات.

وأشار الموضوع في الصحيفة إلى أن مخيم "ماسانجيا" ضم أكثر من خمسة آلاف سجين، وفرض على هؤلاء العمل مجانا، ما أدى إلى خلق إيرادات سنوية تبلغ حوالي 16 مليون دولار.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، أنها استلمت ردا من السلطات المحلية  التي وصفت المقالة بأنها "غير دقيقة على محمل الجد".

اقرأ أيضا..الصين: "فبركة" صحفي لقصص كبدت شركة خسائر فادحة

وقال مسؤولون محليون في مقاطعة لياونينغ، إن التحقيق في "ماسانجيا" لم يصل إلى أي دليل حول تعذيب أو إساءة معاملة السجناء خلال احتجازهم.

ويعتبر "ماسانجيا" واحدا من بين مئات معسكرات العمل في الصين التي تعتمد نظام "إعادة التثقيف عن طريق العمل."

اقرأ أيضا..زوجان صينيان يبيعان أطفالهما مقابل هواتف أي فون وأحذية

وأنشئ النظام في العام 1957، وهو يسمح للشرطة باعتقال مرتكبي الجرائم البسيطة، ومن بينهم اللصوص، والعاهرات، ومدمني المخدرات في معسكرات العمل لمدة تصل إلى أربع سنوات، من دون محاكمة.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.