عمان، الأردن (CNN)-- حذرت قيادات إسلامية عربية وباحثون مما أسموه بالثورات المضادة لثورات الربيع العربي عبر تصفية وشيطنة حركات الإسلامي السياسي التي وصلت إلى سدة الحكم، يما دعا سياسيون تلك الحركات خلال مؤتمر إقليمي عقد في العاصمة الأردنية، عمان الأحد، إلى إجراء مراجعة في منهجها والابتعاد عن الأساليب الغرائزية والسادية وتغليب لغة الحوار في إدارة خلافتها الداخلية والخارجية.

الأردن: قبول مطالب الصحفيين بـ"الرأي" بعد 35 يوم اعتصام

وعرضت قيادات حزبية عربية خلال مؤتمر نظمه مركز دراسات الشرق الأوسط، لأبرز محطات تجربتها السياسية خلال الثورات وما تلاها من مشاركة سياسية عامة،  تمثل 12 دولة عربية في مقدمتها مصر ولبيبا وتونس واليمن والأردن.

شؤون اللاجئين لـCNN: تحويل الزعتري لمدينة قرار أردني

واعتذر عن حضور المؤتمر رغم تأكيد المشاركة، رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي لأسباب شخصية، كما غاب عن المؤتمر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، لرفض السماح له بدخول المملكة بحسب تسريبات.

 2.1 مليار دولار كلفة لجوء السوريين بالأردن
 
في الأثناء، وجه رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري، عدة رسائل سياسية إلى الحركات الإسلامية عامة، وجماعة إخوان الأردن خاصة، تشتمل على تحذيرات من تزايد الصراع السني الشيعي بين المسلمين، في سياق ما أسماه المحاولات الخبيثة التي تعمل على تأجيجه.

شؤون اللاجئين لـCNN: تحويل الزعتري لمدينة قرار أردني

وقال المصري في مداخلة رئيسية له، إن الصراع بين التيارات السياسية في المنطقة هو صراع ديني وصراع حضارات، مشيرا إلى أن ذلك يتجسد في فلسفة الحكم في إسرائيل، التي تسعى إلى إقامة دولة يهودية وطمس الهوية العربية الاسلامية والمسيحية، في الوقت الذي يكفر فيه المسلمون بعضهم بعضا.

ودعا المصري رئيس مجلس الأعيان السابق، حركات الإسلام السياسي في المنطقة إلى إجراء مراجعة راشدة لنهجها يبتعد عن الغرائزية قائلا: "إن الإسلام دين وسطية وأن لا وصاية لأحد عليه."

ومن اليمن، قال  محمد اليدومي رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، إلى الواقع اليمني عانى من إقصاء لكل الأطراف التي كانت تعمل على الساحة بسبب تسلط الحزب الواحد.

وأبدى اليدومي تفاؤله رغم الإشكاليات التي تعاني منها الساحة اليمنية، إلى تحقيق دولة المؤسسات، معتبرا أن النظام اليمني تبع سياسة الحيلولة دون توحد المعارضة، ومحملا الحركات الإسلامية مسؤولية كبرى واستثنائية في حفظ البلاد .

وقال اليدومي إن تركة الحركة الاسلامية في اليمن ثقيلة تنوء وأن الثورة اليمنية كانت ثورة حرية ولم تكن ثورة جياع، فيما وجه تحيته إلى الأعضاء دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

أما رئيس حزب البناء والعدالة الليبي محمد صوان، فقد أشار إلى أن بلاده تواجه تحديات جسيمة في ظل غياب جيش تقليدي وفي ظل فتح مخازن الأسلحة وانتشار ملايين القطع منه، عدا عما خلفه الاتجاه العسكري للثورة، من آلاف الجرحى ومبتوري الأطراف.

وأشار صوان إلى أن ليبيا اليوم بحاجة إلى شخصيات غير تقليدية في الإدارة والحكم، فيما أشار الى أن الليبيون يجمعون على حاجتهم إلى بناء الدولة وصولا إلى انتخاب لجنة صياغة الدستور حتى إقراره.
 
واعتبر صوان أن هناك ثورات مضادة تظهر في المنطقة العربية لتصفية وشيطنة الحركات الإسلامية.

أما القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن حمزة منصور، فقال إن حركات الاسلام السياسي قد تم استهدافها وتراوحت بين تحجيمها وبين إقصائها بدرجات متفاوتة.

ودعا منصور الاسلاميين في الاقليم، إلى فهم الواقع بتشعباته دون أن يعني ذلك الخضوع والاستسلام، وتبني مشروع على مستوى الأمة لا على مستوى الأقطار، وتقديم التطمينات اللازمة لمختلف شرائح المجتمع، وترميم العلاقة بين مختلف التيارات السياسية، قائلا إن المشروع الاسلامي ليس حكرا على طائفة او حزب.

ويواصل المؤتمر أعماله على مدار يومي 17 و18 الجاري، حيث من المتوقع ان يتحدث صباح الاثنين رئيس الوزراء الأردني السابق احمد عبيدات في جلسة الافتتاح، والباحث والمفكر المصري فهمي هويدي، إضافة إلى عدد من قيادات الحركة الاسلامية في الأردن وخارجه.