كيف تتصرّف عندما تتلقى هدية لا تروقك.. هل تتخلّص منها؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما رأت آبي إيكيل كيس المجوهرات الصغير الذي قدمه لها زوجها بمناسبة عيد ميلادها، اعتقدت أنّها تعرف ماذا يوجد داخلها: خاتم مرصّع بحجر "مورغانيتي" سبق وعبّرت عن رغبتها به. لكن عندما فتحت العلبة، رأت قلادة عوض الخاتم فلم تستطع إخفاء خيبة أملها.

أدركت إيكيل أنّها لن ترتدي القلادة لأنّها تفضل حلي معينة عندما يأتي الأمر للمجوهرات التي تستخدمها.

ولكن زوجها أهداها قطعة لم تحبها، وشعرت بالذنب لخيبة أملها.

بالنسبة للعديد من الأشخاص، يُعد الشعور بخيبة الأمل، التي يتبعها الشعور بالذنب، أمرًا طبيعيًا بعد تلقي هدية غير مناسبة.

والأمثلة كثيرة، كأن تتلقّى سترة من والديك لا تناسب مقاسك، أو قميصًا يحمل شعار فرقة موسيقية أحببتها عندما كنت مراهقًا (ولكن ليس الآن)، أو قطعة من المجوهرات الفضية مع أنّك شخص يفضّل ارتداء المجوهرات المصنوعة من الذهب. 

وفي نهاية المطاف، تشغل الهدية مساحة في منزلك، ويتراكم عليها الغبار لأنّك لا تقوى على التخلّص منها. وقد تشعر بأنّ أحباءك لا يستمعون إلى ما ترغب به.

ما العمل عند استلام هدية لا تحبّها؟

وشعرت إيكيل بالارتباك عندما تلقّت القلادة من زوجها، وسألت نفسها: لِمَ أعطاها القلادة بدلاً من الخاتم الذي أرادته؟

هي لم تعد تتذكر سبب عدم شرائه للخاتم، لكنها تتذكر المحادثة التي قرّرت إجراءها معه.

وقالت له إيكيل التالي: "لا أريد أن أبدو مدللة أو ناكرة للجميل.. لكن أريد أيضًا فهم كيف فكّرت بالأمر".

شعر زوجها بتحسّن بعد هذه المحادثة، وقال: "لا أريدك أن تشعري بالانزعاج من هذا من دون أن يكون لدي أي فكرة عن السبب".

وثم شعرت إيكيل بأنّها تستطيع إعادة القلادة، واستخدام المال لأمر آخر.

وأفاد ميلاد أوراغي، المعالج المرخص للزواج والأسرة في مركز الطب السلوكي بجامعة "لوما ليندا" بكاليفورنيا، أنّ إجراء هذه المحادثة قد يعود بالفائدة لجهة تخفيف مشاعر خيبة الأمل والذنب.

وقال أوراغي: "من المهم أن تجد التقدير والامتنان في الهدية نفسها"، ومن ثم أضاف: "لكن إذا كنت تشعر أنّك لا تحصل على الهدايا التي ترغب بها، فربما تحتاج إلى التواصل مع هذا الشخص أكثر قليلاً، كي يفهم ما الذي يجب أن تحصل عليه".

ورأت سوزان ديجيس وايت، المستشارة المرخصة، والأستاذة، ورئيسة قسم الاستشارة والتعليم العالي بجامعة إلينوي الشمالية في إلينوي، أنّ طرح الأسئلة لفهم سبب اختيار مُقدِّم الهدية لتلك الهدية قد يساعد المتلقي على فهم الفكرة ورائها.

وشرحت: "تخبرنا الهدايا كيف يفكّر بنا الأشخاص، وكيف اعتقدنا أنهم ينظرون إلى علاقتنا"، وأضافت: "وفي كثير من الأحيان مع الشركاء الرومانسيين، لا سيّما في المراحل المبكرة، نريد أن تكون الهدية رمزًا لمدى اهتمام شخص ما بنا".

وبحسب ديجيس-وايت، من المهم إجراء محادثات صادقة مع من تربطك بهم علاقة طويلة الأمد، لتحديد أنواع الهدايا التي تفضّلها، وتلك التي لا تحبها، كي لا يتكرر هذا النمط من الهدايا غير المرغوبة في موسم الأعياد التالي.

لكن إذا لم يكن من أهداك شريكًا رومانسيًا، أو صديقًا قريبًا، أو من أحد أفراد الأسرة، فالتزام الصمت وتذكر النوايا الطيبة لمقدم الهدية قد يكون أفضل طريقة للتعامل مع الأمر والمضي قدمًا.

التفكير بالآخر هو الأهم

عندما يتعلق الأمر بفن تقديم الهدايا، يقول الاشخاص دومًا إنّ "التفكير بالآخر هو الأهم"، ولكن التفكير بشكلٍ أكثر من المعتاد قد يُفيدك.

وقالت ديجيس-وايت: "عادةً، تكون أفضل هدية عندما يعرف شخصٌ ما ما تحب، ويعطيك هدية يعتقد أنّك ستحبها لأنّه لاحظ بضعة أمور لديك".

لذلك عندما يفشل الأشخاص في القيام بذلك، "نشعر أنّنا لم نُرَ، وأنّنا لا نُقدَّر بالطريقة التي نرغب أن يتم تقديرنا بها"، وفقًا لها.

وأوضح أوراغي أنّ التعبير عن احتياجاتك ورغباتك مع أحبائك أمرٌ مهم للحفاظ على علاقات قوية، مشيرًا إلى أنّ الاستماع وتدوين الملاحظات بشأن أي تلميحات قد يقدّمها أحباؤك لك لهدايا محتملة على مدار العام قد يساعدك على الشعور بالمزيد من الاستعداد عند عودة موسم الأعياد.

ونشرت إيكل، وهي صانعة محتوى تقدم النصائح لمتابعيها بشأن العلاقات، وتربية الأطفال، والصحة العقلية مقطع فيديو عبر منصة "تيك توك" العام الماضي عن تجربتها مع هدية زوجها.

وأوضحت في الفيديو أنّه إذا واجه زوجها الموقف عينه، فهي سترغب بأن يُخبرها بأنّ هديتها له لم ترقه.