أقصر نهار وأطول ليل في السنة.. ما أسباب حدوث الانقلاب الشتوي؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منذ حدوث الانقلاب الصيفي في شهر يونيو/ حزيران، طالت الليالي وقصُرت ساعات النهار في النصف الشّمالي من الكرة الأرضيّة. لكن بحلول أول أيام الشتاء، تنقلب المعادلة كليًا!

يُعد الانقلاب الشتوي لعام 2023، الذي يُصادف 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أقصر يوم في العام، وأوّل أيّام الشتاء رسميًّا (لجزء كبير من الأمريكتين).

إنه يوم يختلط فيه العلم بالتقاليد القديمة حول العالم.

ويُمثّل الانقلاب الشتوي أقصر يوم في العام، وأطول ليلة في نصف الكرة الشّمالي، وتظهر الشمس خلاله في أقصى الجنوب، وفوق مدار الجدي مباشرةً.

ويحدث العكس في نصف الكرة الجنوبي، حيث يعيش حوالي 10% فقط من سكان العالم.

وهناك، يُمثّل انقلاب الشمس في ديسمبر أطول يوم في العام، وبداية الصيف في أماكن مثل الأرجنتين، ومدغشقر، ونيوزيلندا، وجنوب إفريقيا.

متى يحدث الانقلاب الشتوي بالضبط؟

يحدث الانقلاب عادةً – ولكن ليس دائمًا – في 21 ديسمبر.

ويمكن أن يحدث قبل يوم واحد أو بعد يوم واحد من هذا التاريخ. والسبب أن السنة الشمسية لا تتوافق تمامًا مع السنة التقويمية لدينا.

وبسبب اختلافات المناطق الزمنية، ستحتفل أوروبا وإفريقيا وآسيا من الناحية الفنية بالانقلاب الشتوي، الجمعة، بتاريخ 22 ديسمبر.

ما هي الأماكن التي تشعر بتأثيرات أكبر؟

تتناقص مدة النهار بشكل كبير كلما اقتربت من القطب الشمالي في الانقلاب الشتوي.

وسيكون الفرق أكثر وضوحًا في مدينة أوسلو النرويجية، حيث تُشرق الشمس في الساعة 9:17 صباحًا، وتغرب في الساعة 3:11 مساءً.

وسيتعرض سكان مدينة نومي، في ألاسكا، لمزيد من الحرمان من ضوء الشمس. وستصل فترة النهار إلى ثلاث ساعات و54 دقيقة فقط.

ولكن هذا يعتبر سخيًا تمامًا مقارنة بخليج برودهو في ألاسكا، حيث يقع داخل الدائرة القطبية الشمالية، ولن يرى شعاعًا واحدًا من أشعة الشمس.

ما الذي يُسبّب الانقلاب الشتوي؟

نتمتّع بفصول متغيّرة لأن الكرة الأرضيّة مائلة حول محور دورانها.

وأثناء تحرّك الكوكب حول الشمس، يشهد كل نصف من الكرة الأرضية فصل الشّتاء عند ابتعاده عن الجهة المقابلة للشمس، ويحل فصل الصّيف عندما تقابل الجهة المائلة من الأرض الشمس.

مهلاً! ما سبب ميلان الكرة الأرضيّة؟

العلماء ليسوا متأكّدين تمامًا من كيفيّة حدوث الأمر، لكنّهم يعتقدون أنّ الكرة الأرضيّة تعرّضت لصدمات عنيفة منذ مليارات الأعوام، وعندما كان النّظام الشمسي يتشكّل.

وتسبّب ذلك في ميل المحور.

التّقاليد المتعلّقة بالانقلاب الشتوي

أحيت الشّعوب القديمة، التي اعتمد بقاؤها على معرفة دقيقة بالدّورات الموسميّة، اليوم الأول من الشّتاء باحتفالات معقّدة.

وترمز هذه الاحتفالات إلى فرصة التّجديد من النّاحية الروحيّة.

وقالت ماريا كينيدي، أستاذة التدريس المُساعِدة بقسم الدراسات الأمريكيّة في جامعة "روتجرز"، لـCNN: "يستمد عيد الميلاد الكثير من عاداته، وربما موعده في الروزنامة، من مهرجانات ساتورناليا وكاليندز الرومانيّة الوثنيّة".

وبدأ مهرجان "ساتورناليا" في 17 ديسمبر، بينما يبدأ "كاليندز" في الأول من يناير/كانون الثاني، بحسب ما ذكرته كينيدي المتخصّصة في دراسات عيد الميلاد.

وأفادت كينيدي نقلاً عن بحث أكاديمي أنّ مؤسّسي الكنيسة المسيحيّة الأوائل أدانوا ممارسات هذه الأعياد، لكنّ شعبيّتها استمرّت.

وفي نهاية المطاف، تزامن الاحتفال المسيحي بعيد الميلاد تقريبًا مع هذين العيدين رُغم غياب تاريخ مُحدد يُشير إلى مولد يسوع في الأناجيل.

وإليك المزيد عن بعض تلك العادات القديمة:

"ألبان أرثان"

تعني عبارة "ألبان أرثان" باللغة الويلزيّة "ضوء الشّتاء"، وفقًا لموقع "Farmers' Almanac" الإلكتروني.

وقد يكون أقدم مهرجان موسمي للبشريّة.

ويُعد الانقلاب الشتوي جزءًا من التّقاليد الرّونية (Druidic)، وهو وقت الموت والبعث.

ويرتبط "Newgrange"، وهو نُصُب تذكاري يعود إلى عصور ما قبل التّاريخ، بمهرجان "ألبان أرثان"، وبُني الهيكل في أيرلندا عام 3200 قبل الميلاد.

"ساتورناليا"

في روما القديمة، استمر مهرجان "ساتورناليا" لسبعة أيّام.

وكرّم الحدث إله الزّراعة الرّوماني، زُحل.

واستمتع الأفراد بالاحتفالات، وأخّروا شنّ الحروب بسببه، كما مُنِح العبيد حرّيات مؤقّتة، مع تخفيف القيود الأخلاقيّة خلالها.

"دونغزي"

الأوروبيّون القدماء ليسوا وحدهم من احتفلوا بهذه المناسبة السنويّة.

وتعود جذور مهرجان "دونغزي" للانقلاب الشتوي إلى الثّقافة الصينيّة القديمة. واعتقد الأشخاص بتجسيد هذه الفترة ذروة الـ"يين" (من نظريّة الطّب الصيني). ويُمثّل الـ"يين" الظّلام، والبرد، والسّكون، وأطول يوم في الشّتاء.

ويُمثّل "دونغزي" عودة الـ"يانغ"،والزيادة التدريجية للضّوء والدّفء.