متهمان بالتخطيط لقتل أوباما ونحو 88 أفريقي أمريكي.
يسجل الزميل جوناثان مان أسبوعيا مشاهداته عن قرب لما يجري في معركة الانتخابات على الساحة الأمريكية.
منذ بداية الحملة الانتخابية الأمريكية، كان هناك سؤال حرج يظللها: هل الناخبون الأميركيون مستعدون لانتخاب أمريكي ـ أفريقي؟
ثمة سؤال عنصري أبشع بعد ما فتئ يتنامى في حوارات أجريتها من كارولاينا الجنوبية إلى القاهرة: هل يمكن أن يقدم أمريكيون بيض على قتل باراك أوباما لمنعه من الفوز عشية انتخابات الثلاثاء.
الإجابات أصبحت متوافرة على السؤالين، وجميعها مطمئنة.
فمن الواضح أن معظم الأمريكيين على استعداد لتقييم أوباما كمرشح رئاسي بناء على جدارته.
وتظهر استطلاعات الرأي أن أكثرهم سيصوتون له يوم الثلاثاء المقبل.
أمريكا توشك على صناعة التاريخ.
أما إذا لم يفز أوباما، أو تم إلغاء الانتخابات، فالأرجح أن العرق سيكون عاملاً في ذلك، وإن لم يكن الوحيد.
فقد أمضى المرشح الجمهوري جون ماكين الأيام الأخيرة في انتقاد خطط أوباما الضرائبية؛ وهذا أمر طبيعي في السياسة، ولا يمسّ بمسألة العرق.
لكن في الوقت عينه، أعلنت الشرطة توقيف شابين حليقي الرأس، كشفت أنهما كانا يخططان لقتل أوباما، بعد تنفيذهما عملية دبراها لاغتيال 88 أميركيا من أصل أفريقي.
رقم ذو مغزى
نعم، أنه رقم ذو مغزى، فالنازيون الجدد من الأمريكيين يستخدمون الرقم 88 بمثابة اختزال للحرفين HH، اللذين يرمزان لعبارة "هايل هتلر"، أي يحيا هتلر، وذلك لأن ترتيب الحرف H في الأبجدية اللاتينية هو الثامن.
الخطة المدبرة كانت متقنة وغريبة، تبدأ بسرقة متجر للأسلحة، وتنتهي بقيادة سيارة مسرعة تتعقب أوباما، فيما يلبس كل من الشابين المهاجمين سترة سهرة بيضاء، وقبعة عالية.
والواقع أن الإعلان عن توقيف أشخاص يعتزمون التعرض لأوباما ليس الأول، بل الثالث من نوعه.
لكن هذا لا يقلق بقدر ما يطمئن.
ففي الحالات الثلاث لم يكن أوباما مهدداً بشكل جدي، وبدا الشابان حليقا الرأس أقرب إلى المراهقين المشاغبين منهما إلى السفاحين.
فلم يكن للولايات المتحدة قط رئيس أميركي أفريقي، لكنها حظيت بأربعة رؤساء اغتيلوا خلال ولاياتهم، فيما تعرض اثنان آخران لجروح.
كل من يتولى هذا المنصب هو معرّض للخطر، وما يزال بالإمكان لأي شخص، ببعض الحظ والحسم، أن يعرّض أوباما لتهديد حقيقي بسبب عرقه.
لكن الحملة الانتخابية مرّت بخير
وأخيرا، أمريكا ليست كمية من متطرفين عنيفين هامشيين يعيشون ضمنها.
فمعظم الأمريكيين يحملون موقفاً مختلفاً جداً حيال باراك أوباما، وهم، بحسب الاستطلاعات، يريدون انتخابه رئيساً.