| إيران تستعرض قوتها العسكرية رغم العقوبات |
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- رغم تقارير أفادت مؤخراً بأن العقوبات الدولية على إيران "لم تؤت بنتائجها"، إلا أن الإدارة الأمريكية مازالت عاقدة العزم على المضي قدماً في خططها الرامية إلى تشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية، بسبب برنامجها النووي "المثير للجدل." ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ألمانيا، اجتماعاً الأسبوع القادم في برلين، لمناقشة إمكانية فرض مزيد من العقوبات على إيران. ومن المتوقع أن تناقش وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، مع نظرائها من كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، صيغة القرار المقترح تقديمه إلى مجلس الأمن، لفرض عقوبات جديدة على إيران. كما سيسعى الوزراء، خلال الاجتماع الذي من المرجح عقده الثلاثاء، إلى تسوية "خلافات" حول نص قرار ثالث لمجلس الأمن يفرض مزيداً من العقوبات على إيران، لرفضها التخلي عن الأنشطة النووية الحساسة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، شون ماكورماك، إن الوزيرة رايس ستلتقي وزراء خارجية المجموعة المعروفة باسم (5+1)، الأسبوع المقبل في برلين، لبحث إصدار قرار ثالث بمعاقبة إيران. يأتي هذا الاجتماع المرتقب وسط موجة من التساؤلات التي طرحها تقرير رسمي أمريكي صدر الأربعاء، حول فعالية القرارين السابقين بفرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، شملت عدداً من البنوك الإيرانية، وقوات الجيش والحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى عدد من المسؤولين في النظام الحاكم بطهران. وأفاد التقرير الصادر عن مكتب المحاسبة الحكومية، التابع للكونغرس، بأن الآثار الاقتصادية لتلك العقوبات "غير واضحة" على إيران، مشيراً إلى أن طهران وقعت العديد من التعاقدات في مجال الطاقة، رغم العقوبات، منذ العام 2003، تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار. وأضاف التقرير قائلاً: "يفيد مسؤولون أمريكيون بأن العقوبات الأمريكية لها آثار معينة على إيران، خاصة في حجم الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط، إضافة إلى مقاطعة المؤسسات والأشخاص، الذين أدرجتهم الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الراعية للإرهاب." وحث التقرير مجلس الأمن القومي، على إجراء "تقييم أساسي" للعقوبات وإبلاغ الكونغرس بالنتائج، قائلاً: "بدون إجراء تقييم إجمالي لتأثير العقوبات والمراجعات التالية كل فترة، فإن الكونغرس والإدارة سيستمران في الافتقار إلى معلومات مهمة لتطوير استراتيجيات فعالة للتأثير على سلوك إيران." ورداً على ما جاء في التقرير، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه من غير الممكن قياس نتائج العقوبات على إيران، بسبب صعوبة الحصول على معلومات بهذا الشأن. ولكنه أضاف قوله: "أعتقد أن هناك تقييماً عاماً، ومن خلاله يمكن القول: نعم، لقد أظهرت العقوبات بعض النتائج، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتظهر تأثيراتها كاملة، ونعمل حالياً على زيادة تلك التأثيرات." ومن غير المتوقع أن يحقق الاجتماع أي اختراق بسبب الخلافات حول شدة العقوبات المتوجب اتخاذها ضد طهران، وسط ممانعة روسية وصينية في أعقاب التقرير الاستخباراتي الأمريكي الذي صدر في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، واعتبر أن إيران "لا تمثل خطراً وشيكاً"، بعدما كشف أنها أوقفت برنامجاً للتسلح النووي اعتباراً من مارس/ آذار من العام 2003. واشتدت مؤخراً حرب التصريحات بين الإدارة الأمريكية وطهران، التي انتقدت الاثنين الماضي ما أدلى بها الرئيس الأمريكي جورج بوش، خلال جولته بمنطقة الشرق الأوسط، والتي قال فيها إن إيران تشكل "مصدر لزعزعة الاستقرار" في العالم، معتبرين أن رئيس الولايات المتحدة مصاب بمرض "إيرانوفوبيا"، ويروج له في المنطقة. وفي رد على ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي، الذي ألقاه الأحد في أبوظبي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن تصريحات بوش تكشف عن مدى "يأسه، وشعوره بالفشل في الأشهر المتبقية من فترة رئاسته".(القصة كاملة) يُذكر أن إيران كانت قد أعلنت الأحد استعدادها لتقديم التوضيحات التي طلبتها الوكالة الدولية لطاقة الذرية، بشأن "الغموض" الذي يحيط ببرنامجها النووي، خلال مهلة أربعة أسابيع، في إطار معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. |