| غيتس يرغب بفتح جبهة جديدة لـ''الحرب على الإرهاب'' |
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- رفض الرئيس الباكستاني، برويز مشرف، دعوة الولايات المتحدة لدعم قواته في معركتها ضد التنظيمات المتشددة شمالي البلاد، وقال إن الجيش الأمريكي لا يمكنه القيام بأفضل مما يقوم به حالياً جيش بلاده. وحث مشرف واشنطن بالمقابل على "التركيز" في جهودها لضرب حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان، التي قال إن وجود المسلحين فيها يتزايد. وقال الرئيس الباكستاني، خلال رده على أسئلة وجهت إليه في مؤتمر صحفي، إن المواطن العادي لن يقبل بوجود قوات أجنبية على التراب الباكستاني، وان الشعب "سيخرج ويعترض" على هذا الأمر في حال حصوله. وسبق تصريحات مشرف صدور بيان مكتوب عن الجيش الباكستاني، قال فيه الناطق العسكري، اللواء أثير عباس، إن رفع المستوى الحالي من التعاون بين الولايات المتحدة وباكستان إلى مستويات جديدة (في إشارة إلى التدخل العسكري المباشر) لن يؤخذ بالحسبان ما لم يتم عبر طلب رسمي." غير أن البيان شدد على أن سياسة إسلام أباد واضحة حيال وجوب أن تجري أي عملية عسكرية ضمن الأراضي الباكستانية عبر القوات المسلحة الباكستانية نفسها. وكان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، عن رغبة بلاده في إرسال قواتها إلى باكستان، لملاحقة عناصر تنظيم "القاعدة" والجماعات المسلحة الأخرى، في إطار ما يعرف بـ"الحرب على الإرهاب"، التي تقودها الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان، إلا أنه شدد على أن تلك الرغبة ترتبط بموافقة السلطات الباكستانية. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر البنتاغون الخميس، استعداد الولايات المتحدة لمساعدة وتدريب الجيش الباكستاني، في محاربة العناصر المتشددة المسلحة، التي نشطت مؤخراً في باكستان، إذا قدمت إسلام أباد طلباً في هذا الشأن. وقال غيتس: "ما زلنا مستعدين وراغبين وقادرين على مساعدة الباكستانيين وتقديم التدريب الإضافي والقيام بعمليات مشتركة، إذا رغبوا في ذلك"، ولكنه استدرك قائلاً أن باكستان لم تقدم طلباً للحصول على مساعدة عسكرية أمريكية إضافية، لكن "حواراً يجرى" في هذا الشأن. ورداً على سؤال عن إمكان انضمام قوات أمريكية إلى القوات الباكستانية لمحاربة عناصر تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" في المناطق القبلية الباكستانية، أجاب غيتس قائلاً: "إذا أراد الباكستانيون ذلك، أعتقد أننا سنلبي الطلب على الفور." يأتي هذا العرض الأمريكي في إطار حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها باكستان، بعد اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، بينظير بوتو، في هجوم انتحاري أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهو الهجوم الذي يُعتقد أنه من تدبير مسلحين متشددين. كما تعكس تصريحات وزير الدفاع الأمريكي المخاوف المتزايدة لبلاده من أن يعيد مسلحو تنظيم القاعدة وحركة طالبان ترتيب صفوفهم واستعادة قوتهم، في الدولة المجاورة لأفغانستان، والتي طرتهم منها قوات التحالف، في الحرب التي يقودها الجيش الأمريكي، منذ ما يقرب من ستة اعوام. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال مدير قسم مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، ديل دايلي، إن الجيش الأمريكي لن يشن ضربات ضد العناصر المسلحة داخل الأراضي الباكستانية، إلا بطلب حكومة إسلام أباد.(التفاصيل) وقال دايلي، في تصريحاته الثلاثاء: "رغم افتقار الولايات المتحدة لمعلومات استخباراتية حول الجماعات الإرهابية العاملة في مناطق القبائل الباكستانية الوعرة، إلا أن الجيش الأمريكي لن يلاحق تلك العناصر المتشددة، سوى بطلب مباشر من الرئيس (الباكستاني) برويز مشرف." وفي العاصمة الفرنسية باريس، التي وصل إليها الرئيس الباكستاني في مستهل جولة أوروبية تهدف لحشد الدعم الأوروبي، رفض مشرف التقارير التي أفادت بأن ارتفاع العنف في باكستان، يُعد مؤشراً على استجماع حركة طالبان لصفوفها. |