| مجلس الأمن الدولي سينظر في مشروع القرار الجديد |
نيويورك، الأمم المتحدة (CNN) -- قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الصادر الجمعة حول برنامج إيران النووي، إن طهران نفت بشكل كامل صحة التقارير التي أشارت إلى امتلاكها برنامجاًً نووياً سرياً، وأشارت إلى تحقيق بعض التقدم في قضايا كانت عالقة منذ فترة دون أن تحددها. وأفاد التقرير أن طهران أوضحت العديد من القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي، غير أن طهران لم تعلّق أنشطتها ذات العلاقة بتخصيب اليورانيوم، فيما لا تزال هناك شكوك حول ما إذا كان برنامجها النووي موجه بالكامل نحو الأغراض السلمية. غير أن التقرير أكد أن إيران لم توضح للمنظمة الدولية تماماً المزاعم المتعلقة بالدراسات والأبحاث التسليحية - كالأبحاث المتعلقة "تترافلورايد اليورانيوم" وهو أحد مشتقات "هيكسافلورايد اليورانيوم الذي يستخدم في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم - مثل تطوريها لتصميم صاروخي وتجاربها على مواد شديدة الانفجار، وهو ما اعتبره التقرير مثيراً للقلق. وحذر التقرير من عدم وجود أي تقدم على صعيد بعض القضايا الأساسية، وفي مقدمتها جمع المعلومات عن الاختبارات والأبحاث التي تزعم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أن إيران تقوم بها في إطار برنامج عسكري. ولفت التقرير إلى أن طهران لم تعلق بعد عمليات تخصيب اليورانيوم، وأن الشكوك تبقى موجودة حيال ما إذا كان البرنامج الإيراني مخصصاً بشكل كامل لأغراض سلمية. ويأتي هذا التقرير بعد ساعات من تسليم الولايات المتحدة ملفاً سرياً للوكالة يحتوي ما قيل إنها "معلومات" حول مساعي طهران لامتلاك أسلحة نووية. غير أن مصدراً دبلوماسياً ذكر أن القسم الأكبر من تلك المعلومات "مشكوك بصحتها" مؤكداً واشنطن وافقت على السماح لطهران بالإطلاع على ما بعض ما جاء فيه كي تحضر ردها غير أن الإيرانيين رفضوا ذلك وفقاً لأسوشيتد برس. طهران ترحب بالتقرير من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، قدم التقرير إلى أعضاء مجلس الحكام الخمسة والثلاثين، حول ملف إيران النووي، مؤكداً فيه على تعاون إيران الشامل مع مفتشي الوكالة لإنهاء الشكوك المتبقية حول الملف وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية. وأوضحت الوكالة أن المعلومات الواردة في هذا التقرير والتي قدمتها إيران بشأن الوضع الحالي والماضي لأجهزة الطرد المركزي "بي 1" و"بي 2" تطابقت مع ما توصلت إليه الوكالة. من جانبه، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، الجمعة، أن تقرير البرادعي يؤكد مصداقية إيران بشان الموضوع النووي، مضيفاً أنه يمثل وثيقة أخرى على صدق وجهات نظر ومواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية. عقوبات جديدة على إيران وكانت بريطانيا وفرنسا قد تقدمتا رسمياً بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي الخميس تدعوان فيه إلى جولة ثالثة من العقوبات على طهران بسبب فشلها في تعليق تخصيب اليورانيوم. ومن المتوقع أن يتخذ المجلس قراراً في هذا الشأن خلال جلسة يعقدها في منتصف الأسبوع الجاري. وطالبت مسودة مشروع القرار الذي تم توزيع نسخ منه على أعضاء مجلس الأمن بحظر السفر على إيرانيين ونقل المعدات التي يمكن أن تدخل في الاستخدامات المدنية والنووية، وفرض مزيد من الرقابة على المؤسسات المالية الإيرانية وإجراء عمليات تفتيش تشمل الطائرات والسفن من وإلى إيران. وهذه هي المرة الأولى يشتمل فيها مشروع قرار على حظر لمواد يمكن أن تستخدم في المجالين المدني والذري. وتصر إيران على استعدادها للتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقط، والتي كانت قد وجدت في آخر تقرير لها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن طهران كانت صادقة بشأن تاريخ برنامجها النووي، وفقاً للأسوشيتد برس. غير أن مشروع القرار الجديد، والذي جاء معدلاً عن القرار السابق، يحث دول الاتحاد الأوروبي على مواصلة العمل مع إيران للوصول إلى حل تفاوضي وتوفير الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي. وعبرت أفريقيا الجنوبية وليبيا وإندونيسيا عن تحفظاتها على النص المبدئي لمشروع القرار، مشيرة إلى أن تفضل انتظار التقرير الذي سيصدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي من المتوقع صدوره في غضون الأسبوع الحالي. وكان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، قد دعا الحكومة الإيرانية مؤخراً إلى المضي قدماً لامتلاك التكنولوجيا النووية، قائلاً إن العناية الإلهية تحمي البرنامج النووي لبلاده. وحذر خامنئي من أن الله سو ف يعاقب هؤلاء الإيرانيين إذا لم يقدموا كل الدعم الممكن لحكومة بلدهم، في طريقها نحو امتلاك التكنولوجيا النووية، مشدداً على أنها ستستخدم للأغراض السلمية. وفي وقت سابق، كشفت مصادر دبلوماسية دولية أن طهران نجحت مؤخراً، وباستخدام الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها، في إنتاج كميات صغيرة من غاز اليورانيوم، الذي يمكن استخدامه في صناعه النواة القابلة للانشطار الممكن تسخيرها لإنتاج الرؤوس النووية. وشدد الدبلوماسي، الذي رفض الكشف عن اسمه، على أن أجهزة الطرد تنتج حالياً كميات ضئيلة من هذا الغاز، وذلك بتشغيل عشرة في المائة فقط من طاقتها، وهي نسبة لا تكفي كي يستخدم الغاز على مستوى صناعي أو في عمليات إنتاج أسلحة. من جهته، اتهم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يعتبر الجناح السياسي لمنظمة "مجاهدي خلق" المسلحة، النظام الإيراني الأربعاء بتسريع وتيرة برنامجه النووي العسكري لبناء قنابل نووية قابلة للاستخدام في صواريخ متوسطة المدى، بالاعتماد على معونات تكنولوجية سرية من كوريا الشمالية. وكشف المجلس من خلال رئيس لجنة الشؤون الخارجية، محمد سيد المحدثين، عن عدد من الصور قال إنها لمواقع سرية تمثل مرافق أساسية في بنية البرنامج العسكري، داعياً وكالة الطاقة إلى زيارتها في أسرع وقت والتحقيق مع العاملين فيها في تحرك لافت للمنظمة التي كانت أول من كشف، قبل أعوام، عن وجود برنامج نووي إيراني. |