| خلال جلسة الاستجواب التي شارك فيها مسؤولو أجهزة الأمن الأمريكية |
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- طالب مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء بفتح تحقيق جنائي حول استخدام تقنية التعذيب، المسماة بـ "الإغراق،" إثر اعتراف الإدارة الأمريكية باستخدام تلك الوسيلة في استجواب ثلاثة مشتبهين بالإرهاب. وجاءت تصريحات رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA"، مايكل هايدن، خلال جلسة استماع في الكونغرس الثلاثاء، كأول إقرار رسمي علني بتطبيق الجهاز التجسسي لتقنية التعذيب هذه على معتقلين، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001، على الولايات المتحدة. وتتضمن تقنية "الإغراق،" تجريد "المشتبه به" من ملابسه، وصب المياه على وجهه المغطى بقطعة قماش لإيهامه بأنه على وشك الغرق، وتكرار ذلك عدة مرات. وتدين هذه الوسائل كافة الدول منذ مئات السنوات، حيث عرُفت زمن محاكم التفتيش في إسبانيا، ونظام الخمير الحمر القمعي. وقال هايدن، أثناء جلسة للجنة الاستخبارات بالمجلس: "استخدمناها ضد ثلاثة مع المعتقلين نظراً لظروف معينه خلال تلك الفترة.. واعتقدنا أننا بذلك نعمل على تجنيب الوطن المزيد من الهجمات الكارثية، وبخاصة أن معرفتنا في تنظيم القاعدة وعمله كانت محدودة حينها.. ولكن هذه الحقائق قد تغيرت الآن،" نقلاً عن الأسوشيتد برس. وقال رئيس الاستخبارات الأمريكية إن التقنية استخدمت على كل من: خالد شيخ محمد، وأبوزبيدة، وعبد الرحيم الناشري، عامي 2002 و2003، إلا أنها حظرت عام 2006. وناقض مدير الاستخبارات القومية، مايك ماكونيل، وفي ذات الجلسة، تصريحات هادين، قائلاً إن التقنية مازالت ضمن ترسانة وكالة الاستخبارات، وأنها تستخدم بموافقة خاصة من الرئيس الأمريكي والمدعي العام. واستدعى التضارب السيناتو ديك دوربين، الرجل الثاني في مجلس الشيوخ، وعضو اللجنة القضائية، دعوة وزارة العدل الأمريكية لفتح تحقيق بشأن ما إذا كان استخدام التقنية في الماضي، يمثل انتهاكاً لأي من قوانين. من جانبها، قالت منظمة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش"، التي تنادي الحكومة الأمريكية بحظر التقنية كونها تعتبر ضربا من أنواع التعذيب غير المشروعة، إن شهادة هايدن "اعتراف صريح بارتكاب أنشطة جنائية." وحظرت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" على موظفيها استخدام التقنية لانتزاع معلومات من المعتقلين، فيما أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، روبرت موللر، إن موظفيه لا يستخدمون تكتيكات قهرية خلال استجواب المشتبهين بالإرهاب. ويشار إلى أن عميلاً سابقاً في وكالة الاستخبارات الأمريكية، جون كرياكو، قد صرح العام الماضي أن تقنية "ركوب المياه" المستخدمة في استجواب المشتبهين بالإرهاب ساهمت في "إنقاذ أرواح." إلا أن كرياكو عاد ليؤكد أن التقنية، التي أخضع لها بموجب تدريبات خلال فترة عمله بـCIA، تعد ضرباً من أنواع التعذيب، وأنه يعارض استخدامها الآن. وأوضح كرياكو إنه لم يصمد سوى لثوان أثناء إخضاعه لتقنية "ركوب المياه" خلال فترة تدريباته، وأنه آثر عدم تطبيقها على الصعيد العملي. وقال إن قيادي القاعدة المعتقل في سجن غوانتانامو، أبوزبيدة، صمد أكثر خلال إخضاعه للتقنية، ولكن "ليس طويلاً"، مضيفا أنه شارك في جلسات استجوابه، دون إستخدم "ركوب المياه." وكشف أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لجأت للتنقنية إثر رفض القيادي القاعدي "التعاون قطعياً" ولمدة أسابيع، وأنه أدلى بمعلومات قيمة عقب إخضاعه لها لمدة 30 إلى 35 ثانية. وقادت المعلومات التي قدمها "أبو زبيدة"، وبصورة غير مباشرة، للقبض على خالد شيخ محمد، العقل المدبر المزعوم لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001، وفق المسؤول الاستخباراتي. وأضاف كرياكو: "أبوزبيدة هو من أطلعنا على المكانة المهمة لخالد شيخ محمد في الهرم التنظيمي للقاعدة، إذ لم نكن حينها على دراية بأهميته." وكان أحد الإستطلاعات التي نشرت في نوفمبر/تشرين الأول الماضي قد كشفت أن غالبية الأمريكيين ترى في التقنية المسماة بـ "ركوب المياه" ضرباً من أنواع التعذيب، فيما رأت شريحة أن للولايات المتحدة حق استخدامها ضد المعتقلين. وأعرب أكثر من ثلثي المستطلعين- أي ما نسبته 69 في المائة - أن "تزلج المياه" ضرب من التعذيب، مقابل 29 في المائة معارضة. وشارك في المسح، الذي أجرته CNN بالتعاون مع "أوبنيون ريسيرش كورب"، 1024 شخصاً. وفي سؤال بشأن السماح للإدارة الأمريكية باستخدام التقنية لانتزاع المعلومات من المعتقلين المشتبهين بالإرهاب، جاء رد 58 بالرفض، بينما 40 في المائة بالإيجاب. |