| تنتج أفغانستان 93 في المائة من ناتج العالم من الأفيون |
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) -- حذرت وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير نشر الجمعة من أن زراعة الأفيون في أفغانستان، التي بلغ إنتاجها معدلاً قياسياً، تقوض الديمقراطية وتزود حركة طالبان بالمال والعتاد العسكري، وطالبت حكومة كابول بتبني خطوات فورية ومباشرة في هذا الصدد. ورسم التقرير صورة قاتمة للوضع في الدولة التي غزتها الولايات المتحدة في أواخر عام 2001 لدحر حركة طالبان المتشددة، مشيراً إلى أن الارتفاع القياسي، وللعام التالي على التوالي، يترافق جنباً إلى جانب مع انبعاث الحركة مجدداً رغم جهود الجيش الأمريكي. وارتبط ارتفاع إنتاج الأفيون، الذي بلغ 93 في المائة من إنتاج العالم من المخدر، بارتفاع معدلات العنف الدموي، مثل الهجمات الانتحارية والهجمات المسلحة والتفجيرات، وفق الأسوشيتد برس. ويلفت التقرير إلى تفاقم أزمة زراعة الأفيون، عوضاً عن اختفائها، تحت أعين حكومة الرئيس حميد كرزاي، المدعومة من الولايات المتحدة، والقوات الأمريكية المرابطة هناك. وشهد العام الماضي ارتفاعاً حاداً في موجة العنف، راح ضحيتها 6500 شخصاً، معظمهم من المسلحين، وفق إحصائية الأسوشيتد برس، ويعد العام 2007 الأكثر دموية منذ الغزو الأمريكي عام 2001. وحذر تقرير مستقل آخر، أعده الجنرال المتقاعد جيمس جونز، ومندوب أمريكا السابق لدى الأمم المتحدة توماس بيكرينغ، أن أفغانستان عرضة لخطر أن تصبح دولة فاشلة نظراً لتدهور الدعم الدولي وتنامي المد المسلح. كما تعقب تحذيراً آخراً أطلق أبرز مسؤول استخباراتي أمريكي من أن حكومة كرزاي تسيطر على 30 في المائة فقط من البلاد. وقال مدير الاستخبارات القومية مايكل ماكونيل للكونغرس إن طالبان تهيمن على ما بين 10% أو 11 في المائة، فيما تسيطر القبائل المحلية على بقية أنحاء البلاد. ويأتي التدهور رغم الموازنة الضخمة التي خصصها الكونغرس لأفغانستان، والتي بلغت 140 مليار دولار، منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001، والتي خصصت للعمليات العسكرية هناك، وتأمين القواعد العسكرية وعمليات إعادة البناء، والمساعدات الأجنبية. وفندت وزارة الدفاع الأفغانية تصريح ماكونيل بتأكيد أن حكومة كابول تسيطر على معظم أنحاء البلاد، إلا أن تقرير الخارجية عزز مزاعم المسؤول الاستخباراتي. وذكر تقرير الخارجية أن إنتاج أفغانستان من الأفيون في 2007، فاق كافة الأعوام السابقة، وأن البلاد أنتجت، وللعام الثاني على التوالي، معدلات غير مسبوقة من المادة المخدرة. وتحول تجارة المخدرات هناك من تحقيق الاستقرار، وديمقراطية مستقلة اقتصادياً، وفق ما خلص المسح السنوي الدولي لإنتاج المخدرات وتهريبها. وأكد الأمين العام للناتو، ياب دي هوب شيفر الجمعة خلال لقائه بالرئيس الأمريكي جورج بوش التزام الحلف الأطلسي، وعلى المدى البعيد، في أفغانستان. وتقدم كافة الدول الأعضاء الـ26 بالناتو مساهمات عسكرية في أفغانستان، إلا أن العديد من الأعضاء من ضمنهم ألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا وتركيا وإيطاليا رفضوا رفع مساهماتهم من القوات المقالة في الأجزاء الجنوبية المضطربة. وخلق الرفض تصدعاً بين تلك الدول والولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا، وهولندا، والدنمرك، ورومانيا، التي اضطلعت قواتها بالعبء الأكثر في مواجهة عنف طالبان العام الماضي. وهددت كندا مؤخراً بسحب قواتها، ويبلغ قوامها 1700 جندي، من قندهار العام المقبل، ما لم يرسل الحلفاء تعزيزات أضافية من ألف جندي مقاتل. ونفى مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية، رفض كشف هويته، توقعات برفع الناتو لمساهماته العسكرية في أعقاب اللقاء المقرر بين بوش وقيادات الحلف هذا الربيع، إلا أنه أشار إلى "إعلانات قد تساعد" في هذا الاتجاه. وهناك مؤشرات متزايدة بأن فرنسا، وتحت قيادة الرئيس نيكولا ساركوزي، مستعدة للاستجابة للدعوات الأمريكية المتكررة بزيادة المساهمات العسكرية في أفغانستان. |