| كرزاي خلال كلمته أمام المنتدى السنوي |
دافوس، سويسرا (CNN) -- حذر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الجمعة من أنه ما لم تبذل بعض الدول، من بينها باكستان، المزيد من الجهود للتصدى لتنامي مد المتشددين، فإن أفغانستان ستقع مجدداً في أيدي العناصر الإرهابية، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال كزاري، في حديث لـ CNN على هامش اجتماعات منتدى دافوس الاقتصادي، إن "السياسات المضللة" لبعض التنظيمات والدول، لم يسمها، تواصل تأجيج العنف في بلاده، معرباً عن ثقته بعدم اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن في الأراضي الأفغانية. وأمتنع الرئيس الأفغاني التعقيب على تقديرات وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الأخيرة، التي جاء فيها إن قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" تفتقر المهارات اللازمة. واستطرد قائلاً: "الحرب ضد الإرهاب لا تنحصر في أفغانستان، جانب صغير للغاية منها ربما فيها، إلا أن الدور الأعظم ينصب في "محميات الإرهاب" حيث يتم التدريب والتحريض." وتابع: "ما لم نذهب إلى هناك فدائرة الشر هذه ستتواصل." وقال إن زراعة الأفيون، التي فشلت كافة جهود القضاء عليه، تمول جزئياً حركة طالبان، التي دحرها الغزو الأمريكي لأفغانستان في أواخر عام 2001، ورفض مزاعم تمويل السعودية للحركة المتشددة. وأعرب الرئيس الأفغاني عن قلقه من تنامي الإرهاب في دولة باكستان المجاورة، حيث يتعرض الرئيس برويز مشرف لضغوط من المعارضة للتنحي على ضوء تزايد العنف المسلح. وأستطرد معقباً: "للأسف مشكلة الإرهاب في تنام بباكستان"، مطالباً بإدراك حجم الخطر الذي تمثل الجماعات المتشددة على مستقبل أفغانستان وباكستان، وتأثير ذلك المستويين الإقليمي والعالمي. وحول وصفه بأنه "دمية أمريكا"، أبدى الرئيس الأفغاني رحابة صدر وتقبل الإساءة الشخصية إذا كان المقابل مساعدة شعبه، مضيفاً: "الإدارة الأمريكية ساعدت الأفغان، وإذا دعيت بدمية لأنني أدين بالعرفان للولايات المتحدة.. إذا فلتكن الدمية لقبي." ويشار أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس وقع الأسبوع الماضي على قرار لنشر قرابة 3200 عنصراً إضافياً من المارينز في أفغانستان في خضم تقاعس الحلفاء الأوروبيين إرسال قوات إضافية إلى هناك لمواجهة التصعيد العسكري المتوقع لطالبان خلال الربيع. وسترفع القوة الإضافية، التي ستنشر في إبريل/نيسان، حجم القوات الأمريكية هناك إلى قرابة 30 ألف جندي، الأعلى منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في أواخر عام 2001. وقال مسؤولون أمريكيون إنه توجب على واشنطن التحرك نظراً لرفض أعضاء حلف شمال الأطلسي "ناتو" سد النواقص في الوحدات القتالية هناك. وسينجم عن الخطوة المزيد من الإجهاد للجيش الأمريكي الذي أنهكه حربي العراق وأفغانستان. وتواجه بعض الحكومات الأوروبية رفضاً شعبياً للحرب التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش ضد الجماعات الإرهابية، فيما تقدم أخرى مساهمات عسكرية في أفريقيا، والبلقان، والشرق الأوسط وترزح تحت ضغوط لتقديم المزيد من القوات تجاه قوات حفظ السلام الدولية في دارفور. وأسفر رفض حلفاء الناتو نشر المزيد من قواتهم في مناطق جنوب وشرق أفغانستان الخطيرتين عن صدع بين بريطانيا وكندا وهولندا والدول الأعضاء الأخرى في الحلف، بجانب الولايات المتحدة، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وتساهم الولايات المتحدة بثلث القوات العاملة تحت مظلة "الناتو" في أفغانستان وقوامها 42 ألف جندي، مما يجعلها أكبر مساهم في القوة الدولية، بجانب 16 ألف جندي أمريكي آخرين يعملون بصورة مستقلة. وسينضم من 2200 من عناصر المارينز الإضافية، التي ستنشر في إبريل/نيسان، تحت لواء الناتو، فيما ستشكل العناصر المتبقية - 1000 جندي وهم من المدربين - قوة أمريكية خاصة ستناط إليها مهام تدريب القوات الأفغانية لملاحقة تنظيم القاعدة. وتشدد واشنطن أن إرسال قوات أمريكية إضافية لا يعفي الحلفاء الأوروبيين من التزاماتهم العسكرية، مشددة أن فترة انتشارهم ستمتد لسبعة أشهر فقط، لتعزيز قوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" خلال فصلي الربيع والصيف، "موسم القتال" لحركة طالبان. وقال البنتاغون إنه سيعمل بجهد حثيث لضمان سد حلفاء الناتو كافة نواقص متطلبات "إيساف" الراهنة والمستقبلية. وتشارك تركيا، العضو الذي يمتلك ثاني أكبر جيش ضمن أعضاء الحلف الأطلسي، بـ1200 جندياً فقط، يتمركزون في قاعدة بالقرب من العاصمة كابول. ويجادل العضو المسلم الوحيد في الحلف الأطلسي بأنه في حل من تقديم المزيد من الالتزامات طالما أنه لا يتلقى دعماً دولياً في مواجهاته ضد المتمردين الأكراد. ويساهم بعض الحلفاء تجاه القوة الأطلسية بحصص تناسبية أعلى من الولايات المتحدة التي تقدم 1.1 في المائة من تعداد قواتها في أفغانستان، فيما تقدم بريطانيا 4 في المائة، والدنمارك 3.5 في المائة، وهولندا 2.9 في المائة، وكندا 2.6 في المائة. وتعمل تلك القوات في جنوب أفغانستان. وبدأت فرنسا تغيير موقفها تجاه القوة الدولية في أفغانستان في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي، الذي لمح الشهر الماضي إلى إمكانية تعزيز القوة الفرنسية البالغ قوامها 1300 جندي. كما وافق على نقل طائرات مقاتلة من طراز "ميراج" من طاجيكستان إلى قاعدة للناتو جنوبي أفغانستان، بجانب تقديم 150 خبيراً عسكرياً سيتمركزون في الجنوب لتدريب القوات الأفغانية. ويأمل دبلوماسيو الناتو أن تعمل بريطانيا على زيادة أعداد قواتها في أفغانستان تماشياً مع خفض حجم التزاماتها العسكرية في العراق. وأعلنت هولندا مؤخراً إرسال 400 جندي إضافي بجانب ثمانية مروحيات إلى وحدتها العسكرية المكونة من 1140 جندياً، رغم الاستطلاع الأخير الذي أظهر أن 80 في المائة من البولنديين يعارضون مشاركة بلادهم بقوات في أفغانستان. وترفض ألمانيا، التي تنشر أكثر من 3 آلاف جندي، وإيطاليا بقوة قدرها 2550 جندياً، مما يجعلهما أكبر مساهمين في الحلف، من حيث القوات، مشاركة قواتهما في المواجهات العسكرية بالخطوط الأمامية في المناطق الساخنة.
|