| من احتجاجات الهند |
نيودلهي، الهند (CNN)-- اعتبر الزعيم الروحي للتبت، الدالاي لاما، أن السلطات الصينية تقوم بعمليات "إبادة ثقافية" بالإقليم الواقع غربي الصين، داعياً المجتمع الدولي إلى التحقيق في "حملات القمع" التي تقوم بها السلطات الصينية ضد السكان التبتيين، في أعقاب الاضطرابات التي شهدها الإقليم خلال الساعات القليلة الماضية. وفي الوقت الذي أكدت فيه السلطات الصينية أن المواجهات بين قوات الأمن و"مثيري الشغب" في إقليم التبت، أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص، قالت حكومة التبت في المنفى، أن ما يزيد على 80 شخصاً، قُتلوا برصاص الشرطة الصينية، في المواجهات التي جرت الجمعة. وأظهرت مشاهد بُثت مباشرة من "لاسا" عاصمة إقليم التبت، العشرات من أفراد الشرطة الصينية وهم يقومون بإغلاق العديد من شوارع المدينة، ويقومون بحملات تفتيش قرب القصر الذي كان يقيم فيه الدلاي لاما، قبل أن يغادره إلى المنفى منذ نحو 49 عاماً. وذكر متحدث باسم حكومة التبت في المنفى، والتي لا تعترف بها بكين، أن مواجهات الجمعة أدت إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن الاحتجاجات تواصلت الأحد في عدة مناطق خارج عاصمة الإقليم. وبعد يومين من الاشتباكات الدامية في "لاسا"، وجه الدالاي لاما نداءً لنبذ العنف في الإقليم، من منفاه بمدينة "دارامصالا" في الهند، مندداً في الوقت نفسه بما أسماه "نظام الرعب"، الذي تفرضه السلطات الصينية على سكان التبت. وخلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده الأحد، قال الدالاي لاما إن الصين، كأكبر دولة من حيث عدد السكان، تستحق أن تستضيف بطولة الألعاب الأوليمبية، ولكنها يجب أن تنظر بجدية في إصلاح سجلها بحقوق الإنسان "حتى تكون مضيفاً جيداً" لتلك الألعاب. ورداً على سؤال بشأن تقارير أفادت بأن حكومة التبت في المنفى تقف وراء الاحتجاجات المناهضة للصين في الإقليم، قال الدالاي لاما، إن الاحتجاجات نتيجة للسياسات التي تتبعها السلطات الصينية ضد سكان الإقليم، الذين يُعاملون "كمواطنين من الدرجة الثانية." في الغضون، طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، من الحكومة الصينية إبداء سياسة ضبط النفس في التعامل مع التظاهرات المنددة بالحكم الصيني، وطالبت الجانبين بتفادي العنف. وكان منشقون من التبت في الهند قد أفادوا في وقت سابق بأن مائة شخص على الأقل، قتلوا وأصيب العشرات، في أعمال العنف التي اندلعت إثر منع قوات الأمن الصينية مسيرة رهبان بوذيين في عاصمة التبت الجمعة. من جانبها وضعت وكالة الأنباء الرسمية في الصين "شينخوا" عدد الضحايا عند عشرة قتلى. ولم يتسن لـCNN التأكد بصورة مستقلة من المحصلة، ويُشار إلى أن الشبكة لم تتلق رداً على طلب تقدمت به للسماح بدخولها إلى التبت. وبدأت المصادمات بين المتظاهرين التبتيين وقوات الأمن الصينية منذ العاشر من مارس/ آذار الجاري، بمناسبة الذكرى الـ49 لانتفاضة التبت ضد الحكم الصيني. وأعربت رايس عن قلق الإدارة الأمريكية البالغ من الزيادة الحادة في عدد قوات الأمن والجيش الصينيين في عاصمة التبت والمناطق المحيطة بها. واستطردت قائلة في بيان: "ندعو الصين إلى احترام المبادئ الأساسية والاعتراف بحقوق كافة مواطنيها في التعبير بسلام عن آرائهم السياسة ومعتقداتهم الدينية ونحثها على الإفراج عن كافة المعتقلين الذي أبدوا آرائهم بسلام." وبدأ قرابة 100 من التبتين - بينهم أطفال وراهبات ورهبان - في نيبال إضراباً عن الطعام للاحتجاج على مقتل المتظاهرين في لاسا، وفق ناشط من التبت. وقالت مصادر أمنية في كاتماندو إن 12 لاجئا من التبت اعتقلوا لعرقلة سير حركة المرور أمام مكتب الأمم المتحدة في عاصمة نيبال، وزعم ناشطون أن عدد المعتقلين 48. ونقلت "شينخوا" في وقت سابق عن الحكومة المحلية لمنطقة التبت المستقلة ذاتياً، قولها إن هناك دليلاً كافياً يثبت أن أعمال التخريب الأخيرة في لاسا "نظمتها وبيتت لها ودبرتها عصبة الدالاي." وصرح مسؤول بحكومة المنطقة أن العنف، الذي شمل عمليات ضرب وتحطيم ونهب وإحراق، أعاق النظام العام وعرض أرواح وممتلكات المواطنين للخطر. وقال "إن الإدارات المعنية بحكومة المنطقة تتخذ إجراءات فعالة للتعامل مع هذا الحادث بالشكل الملائم طبقا للقانون." وأضاف "أن المؤامرات التي تدبرها حفنة قليلة ضد الاستقرار والتناغم في التبت هي ضد إرادة الشعب، ومصيرها الفشل." ومنطقة التبت هي منطقة حكم ذاتي تتبع للصين، وعانت تاريخيا لفترة طويلة في محاولتها للاستقلال عن السيادة الصينية. |