| هجمات الجمعة تذكر بتفجيرات مدريد |
مدريد، أسبانيا(CNN)-- أظهرت استطلاعات الرأي بعد نهاية عمليات الاقتراع في الانتخابات العامة الإسبانية، فوز الحزب الاشتراكي الحاكم، غير أنه ليس في حكم الواضح ما إذا كان سيستفيد من غالبية مريحة. وأجمعت كل استطلاعات الرأي التي قامت بها محطات التلفزيون الرسمية الثلاث في البلاد أنّ الاشتراكيين فازوا على حساب منافسهم الحزب الشعبي. وكانت معظم استطلاعات الرأي التي جرت قبل الاقتراع، أظهرت أنه من المتوقع أن يفوز ثاباتيرو بأصوات الأغلبية من أعضاء البرلمان الأسباني الـ 300، لكن راخوي أيضا ربّما يفاجئ الناخبين. وقد وضع ثاباتيرو إسبانيا في طليعة السياسة الأوروبية الاجتماعية، إذ شرع زواج المثليين، وسهّل إجراءات الطلاق، ما أدى إلى قيام الكنيسة الكاثوليكية بالتظاهر في مدريد ديسمبر/كانون الأول الماضي ضد سياسات الحكومة. وأثارت تلك الإجراءات حفيظة المحافظين، إذ تقول لولا فيلارد وهي محافظة ترأس معهد الدراسات العائلية "العام الماضي كانت حكومة ثاباتيرو عدائية جدا تجاه القيم المسيحية والكاثوليكية، وتفتقر إلى احترام المشاعر الدينية." لكن تيريسا ألكالا زامورا حفيدة الرئيس الإسباني، الذي تولى السلطة في الثلاثينيات من القرن الماضي قالت إن "إسبانيا ليست دولة كاثوليكية، ويمكننا قراءة ذلك في دستور البلاد." وفي مفارقة تحيط بالانتخابات، وقعت الجمعة الماضية هجمات أودت بحياة أسياس كاراسكو وهو اشتراكي من شمال أسبانيا، وألقت الحكومة باللائمة على منظمة "إيتا"، ما يذكّر بتفجيرات قطار مدريد التي حدثت أيضا قبل أيام من انتخابات 2004 وراح ضحيتها 191 شخصا. وبعد هجمات الجمعة، ألغت الأحزاب السياسية فورا المرحلة النهائية من حملات المرشحين، والتي كان من المفترض أن تنتهي ليل الجمعة في مدريد، في حين تساءل كثيرون عن أثر تلك الهجمات على نتائج الانتخابات. وكان راخوي اتهم ثاباتيرو بالتفاوض سرا مع منظمة "إيتا"، حتى بعد أن اتهمت الأخيرة بالضلوع في تفجيرات مطار مدريد عام 2006، ما عطّل محادثات السلام بين الحكومة وثوار إقليم الباسك الذي يحاول الحصول على الاستقلال. لكن رئيس الوزراء ينكر بشدة تساهله مع منظمة "إيتا"، التي تم إدراجها منظمة إرهابية على قوائم الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي. وفي حين يتصدر الإرهاب الجدال الدائر بين المرشحين، يرى راخوي في الاقتصاد عنوانا مهما لحملته الانتخابية، إذ يعاني الاقتصاد الأسباني تباطؤا لانتعاشة دامت 14 عاما، ارتفعت معها نسب البطالة، فيما شهد قطاع الإنشاءات ركودا بعدما انفجرت فقاعة العقارات. لكن ثاباتيرو، رغم الوضع الاقتصادي الراهن، إلا أنه مازال مصرا على أن هناك مزيدا من النمو في الاقتصاد، إذ يرى أن فائض الميزانية الذي ستحققه الحكومة، سيساعد البلاد في الخروج من المشكلة. وأضاف في تصريحات تلفزيونية " التباطؤ الاقتصادي لن يكون عميقا ولن يستمر طويلا، لقد أوجدنا ملايين الوظائف الجدية ولدينا نظام مالي منيع." |